موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
عدل وسلام
نشر الثلاثاء، ١٦ مايو / أيار ٢٠٢٣
آلاف الفلسطينيين يحيون ذكرى النكبة: لسنا أرقامًا بل شهود

أ ف ب :

 

أحيا آلاف الفلسطينيين في رام الله الاثنين الذكرى الـ75 للنكبة التي يربطونها بقيام دولة اسرائيل في العام 1948، في تظاهرة تحولت مهرجانًا وعبروا خلالها عن تمسكهم بأرضهم وحقهم في العودة.

 

وحمل آلاف المتظاهرين الذين وفدوا من كافة انحاء الضفة الغربية المحتلة أعلامًا فلسطينية ورايات سوداء كتب عليها "العودة" بالعربية والانكليزية ورسم عليها مفتاح قديم. وارتدى كثيرون منهم سترات سوداء كتب عليها "النكبة اصل الرواية والعودة حق".

 

واختتمت التظاهرة بإقامة مهرجان مركزي وسط مدينة رام الله حيث مقر السلطة الفلسطينية.

 

ارتدى الستيني خيري حنون (64 عامًا) الذي قدم من مدينة طولكرم الزي الفلسطيني التقليدي القديم، وحمل حقيبة قديمة جدًا ومعولاً وضع عليه ملابسه في محاكاة لمشهد الفلسطينيين الذين هجروا من بيوتهم وقراهم عام 1948. كما حمل مفتاح منزل قديم أشبه بالمفاتيح التي كانت تستخدم في الاربعينات.

 

وقال حنون "جئنا لنقول للاحتلال إنه هكذا أخرج أباؤنا وأجدادنا بلباسهم وهويتهم التي ورثناها. ارادوهم ان ينسوا ديارهم، لقد قتلوا الكبار لينسى الصغار، لكن الصغار ساروا على طريق اجدادهم وعلى العهد الذي قطعوه على أنفسهم بالعودة لارضهم".

 

وبحسب أرقام الأمم المتحدة فإن 5,9 ملايين لاجئ فلسطيني يتوزعون اليوم بين الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة والأردن ولبنان وسوريا، قلة منهم لا تزال على قيد الحياة من أصل 760 ألف فلسطيني هجروا أو فروا من منازلهم خلال حرب 1948 والتي اندلعت إثر إعلان قيام دولة إسرائيل.

 

 

"لسنا أرقامًا"

 

ودُمرت مئات القرى الفلسطينية خلال النكبة التي طُرد خلالها أكثر من 760 ألف فلسطيني من منازلهم. ووثق الباحث الأكاديمي الفلسطيني وليد الخالدي تدمير أو تهجير أكثر من 400 قرية، بينما أحصت منظمة زوخروت (ذاكرات) الإسرائيلية أكثر من 600 بلدة واجهت هذا المصير.

 

وشارك في المهرجان فلسطينيون ممن بقوا في ارضهم داخل دولة اسرائيل، وتحدث محمد بركة رئيس لجنة المتابعة العليا التي تمثلهم. وقال "من أكبر الاخطاء التي ارتكبتها الحركة الصهيونية، كما اعترفوا هم، هو بقاء ما بين 150 و160 ألف فلسطيني في الداخل بعد نكبة شعبنا". وأضاف "نحن اليوم قرابة مليونين. لسنا أرقامًا، وإنما شهود على هوية الوطن ومسميات المكان الذي حاولت اسرائيل اغتياله".

 

وشارك أمجد عمر (37 عامًا) الذي يتحدر من احدى القرى المجاورة لمدينة بئر السبع مع عائلته في التظاهرة. وضع الكوفية وحمل ابنته الصغيرة على كتفيه وهي تحمل العلم الفلسطيني، فيما سارت الى جانبه زوجته وهي ترتدي الثوب الفلسطيني التقليدي. وقال "هذا التاريخ بالنسبة الينا لا ينسى أبدًا، فهو تاريخ تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه. نشارك في هذه الذكرى ونتذكر كيف رحل اجدادنا وننقلها لاولادنا كي نرسخ الرواية والتاريخ في عقولهم". وأشار إلى أنه كلما أتيحت له فرصة الدخول إلى اسرائيل يزور موقع قريته التي هجر أهلنا منها".

 

وسيرت خلال المهرجان حافلة تشبه الحافلات القديمة كتب عليها "اللد فلسطين".

 

وقالت نهاد وهدان المتحدرة من قرية عنابة شرق مدينة الرملة إنّ "احياء الذكرى كل عام هدفه أن يتعلم الصغار عن نكبتهم ولا ينسوها"، مؤكدة أن "الدولة الفلسطينية قادمة وتمسكنا بحق العودة دائم". وأوضحت أنها لا تزال تزور ما تبقى من قريتها من مقبرة وبضع شجيرات من الصبار.

 

والتهجير واللجوء لا يقتصران على الفلسطينيين الذين انتقلوا إلى الدول العربيّة أو الضفة الغربية أو قطاع غزة، فثمة مئات آلاف الفلسطينيين العرب الذين هجروا من قراهم ويعيشون داخل اسرائيل. وينظم هؤلاء كل عام مسيرة إلى قرية مهدمة من قراهم تحت عنوان "يوم استقلالكم يوم نكبتنا". وقصدت المسيرة هذا العام قرية اللجون، قرب أم الفحم، بمشاركة آلاف الفلسطينيين العرب.