موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
تعتبر هذه الزيارة استثنائية وغنية بكل معانيها لكونها لأول مرة في تاريخ بلدة السماكية منذ تأسيسها يزورها كاردينالاً ويقيم فيها لعدة ايام متواصلة.
زيارة فيها البركة وفيها كل الخير من راعي الكنيسة لأبناء رعيته.
زيارة فيها يتفقد الأب لأبنائه للوقوف على كل كبيرة وصغيرة .فكان لهذا الراعي لفتة كبيرة وحضور كبير وأثر أكبر على نفوس المؤمنين التواقين والمتعطشين للحديث مع أبيهم وراعيهم للتقرب من الله اكثر وليمتلؤا من نعم الله أكثر، وأن يغوصوا في ايمانهم أكثر.
فكم من المحبة حملها في قلبه لهم، فكم من الود، وكم من الإنسانية تجاه ابناء هذه البلدة الوادعة، استطاع في غضون تلك الايام القليلة أن يتلمس اوجاع المرضى الذين زارهم وصلى معهم، وأن يعزي كل محزون. كما كان جيد الاستماع لكل حديث يوجه إليه وكأنه يعرف سؤال قلبهم استطاع ان يقف على كل مبادرة خيّرة قام بها ابناء البلدة واثنى عليها وشدّ على أيديهم، وصلى لأن تُبارَك هذه الاعمال التي فيها خدمة للانسان وخدمة للمجتمع الصغير لبلدة السماكية.
انحنى للصغير قبل الكبير، لامس قلوبهم وصافحهم بمحبته وتواضعه، فيقف عند كل كبيرة وصغيرة ويحفظ كل شي في قلبه لأنه آتي وبباله الكثير يسعى جاهداً للتغيير لان يبقى المسيحي لامعاً في مكانه حيث اقامته ليبقى متجذراً لخدمة وطنه وكنيسته بعلمه وامانته والتزامه بتعليم الكنيسة التي من خلالها يبين لمن حوله أنه التلميذ الامين وأحد تلاميذ المسيح لأنه هكذا يعرف الناس أنكم تلاميذي.
كان لتلك الزيارة دلائل كبيرة ومعاني عميقة لم يكتف بالبقاء في حدود بلدة السماكية يلتقي مع ابنائها فقط فكانت له عدة لقاءات رسمية وشعبية كان لها الأثر الكبير والجميل، وبالاخص ذاك اللقاء الذي جمعه مع شيوخ ووجهاء عشائر المجالي الكرام، أبناء العمومة وأبناء الوحدة الوطنية الواحدة، والذين يلتقون مع ابناء بلدة السماكية مع عشيرتي الحجازين والعكشة على المحبة والود والاحترام. فلهذه الزيارة تأكيد على مبدأ التآخي الكبير وعمق العلاقات الاصيلة المتجذرة والمتجددة التي طالب بالحفاظ عليها لأنها الأنموذج الوحيد والنموذج الحي لييكون طريقًا للاجيال القادمة لتحافظ على عمق هذه العلاقات الطيبة في بلدنا الحبيب الأردن.
فيا غبطة الكاردينال، زيارتك للسماكية أحيت فينا بذرة الإيمان من جديد، وأعطت كل واحد منا الكثير من الأمل والتطلع الى مستقبلٍ أفضل، مع البقاء في أرضنا لنبني بلدتنا وننشر ايماننا بكل ارجاء العالم، لنبقى ملح الارض ونبقى شعلة مضاءة في سماء هذا العالم على الرغم ما يواجه ابناءنا الكثير من الصعوبات والتحديات التي نأمل أن تبقى هذه المعيقات في قلبك وصلاتك، وأن تبقى حاضرًا وشاهدًا حيًّا للمسيح الذي اختارك لأن تكون احد خدام هيكله. ونطلب لك من الأم البتول مريم أن ترافق مسيرتك وخدمتك وتحفظك من كل شر.
شكرًا على محبتك.. شكرًا على وقتك.. شكرًا على كل شيء.