الصوم.. طريقك إلى الجلجلة

ها نحن نلتقي في زمن الصوم المبارك، الزمن الأربعيني المقدّس، الذي ينبغي أن يعيشه الإنسان المسيحي المؤمن والمتعمق في تعاليم الإنجيل والكنيسة نقاء القلب وصفاء الفكر، ليس فقط في أربعين يومًا، ولكن من المفروض أن يكون تذكيرًا لالتزامنا الثابت بتلك التعاليم المفروضة علينا.

أربعون يومًا فيها نعيش درب طويلة وتحديات كبيرة، ولربما إختبارات كثيرة تمرّ معنا، لنستعد استعدادًا أفضل لقبول المسيح الذي يتحضر هو أيضًا ليوم عظيم وكبير، يوم يشهد لنا بحبه وعطائه وتضحيته الكبيرة التي يهب نفسه وذاته لأجلنا ليحمل خطايانا وآلامنا على خشبة الصليب.

مسيرة سنجد فيها الكثير من الأمل، الحب، التسامح، الالتزام، النعم الوفيرة... نعم سنجد الكثير الكثير وسنحصد منها الكثير إذا أدركنا الطريق الذي نسلك لأنه تكثر هنالك التعرجات التي تجرفنا عن الطريق الجيد إلى طريق العناء والتعب لا بل الظلام حيث لا نور ولا سلام إنما البكاء وصريف الأسنان.

إذًا تعالوا وعيشوا صومكم هكذا ببساطة ولا تعقدوا الأمور أكثر فأكثر، فاغتنموا الفرصة واسهروا في صلاتكم لأنه سيأتيكم على غفلة، فطوبى لذاك العبد الذي يجده ساهرا لأنه حتما سيلقى الفرح والملكوت. فالصوم هو طريقكم الى الجلجلة إلى خلاصكم وفرحكم الأبدي.

مع كل الأمنيات لكم بصوم مبارك ومسيرة ستجدون فيها خلاصكم لتنعموا بقيامة مجيدة فيها فرحكم وسعادتكم مع المسيح القائم من بين الأموات.