موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
أنشدت الكنيسة مع أجواق السماء هاتفة: "أنت كاهن إلى الأبد على رتبة ملكيصادق"، فتزين حقل الرب بدعوة كهنوتيّة أردنيّة جديدة، شابة معطاءة، وتزينت كنيسة مار بولس الرسول في الجبيهة، وهللت ورنمت وصلّت قائلة: فلندعو رب العلاء أن يبرقه بالفضائل والنعم السماوية التي تجعل منه صورة المسيح الكاهن على الأرض، الذي يعمل بمشيئة الآب السماوي ويذيع بخدمته وحياته اليوميّة مجد الآب السماوي، وصورة لشفيع هذه الكنيسة بولس رسول الامم، الذي قال: "الحياة لي هي المسيح"، و"الويل لي إن لم أبشر"، ومعه سألت رب الحصاد أن يرسل عملة لحصادة صالحين معطاءين لكنيسته المقدسة حسب رغبة الرب.
الكاهن الذي تريده كنيسة اليوم وعالم اليوم، الذي يعكس بهاء مجد الله، ويزرع في النفوس الميتة الرجاء. ويداه تُبارك مياه المعمودية وتعمد الأطفال فيها، فيداه هما يدي الله غير المنظورة.. هي من تجعل الروح القدس يثبت الأطفال في إيمانهم بالمسحة المقدّسة.. هي يد الله في سر الاعتراف والتوبة حين يرسم علامة البركة، أي الصليب، ومن فمه تخرج كلمات حل التائبين من خطاياهم.. هي التي تُبارك الخبز والخمر في القداس الإلهي بعد أن ينطق بكلمات التقديس، أي استدعاء الروح القدس، فتتحول إلى جسد ودم الرب.. هي التي تُبارك الزيت باسم الرب فيكتسب الزيت قوة وفاعلية كدرع قوي لمغفرة الخطايا وشفاء النفس والجسد.. هي التي تبارك العروسين وتباركهما فيصيران جسدًا واحدًا.
قال القديس فرنسيس الأسيزي: "إذا ألتقيتُ كاهنًا وملاكًا يسيران معًا، فإنني أركع للكاهن أولاً وأُقبل يده، ومن ثم أركع للملاك وأُحييه، لأن الملائكة لا يقدرون أن يحولوا الخبز والخمر إلى جسد الرب ودمه المقدسين، بينما يدا الكاهن تستطيعان ذلك".
وتقول القديسة تريزيا الأفيلية: "خلف كل كاهن هناك شيطان يحارب لإسقاط روحه".
وإن كنا نجتهد في انتقاده فعلينا أن نضاعف جهدنا في الصلاة من أجله؛ فيا رب أنعم عليه بفيض من روح القداسة لينال من لدنك المهمة الكهنوتيّة، وليعمل بسيرته الصالحة على تقويم الأخلاق، خاصة في هذا الزمن، فيقدّس جماعة المؤمنين، ويقدّم الذبيحة فدية عنهم لله الآب كما قدّم المسيح ذاته لخلاصنا.
ففي قلوب يغمرها الفرح والشكر لله تشرفت كنيسة القديس بولس في الجبيهة بأن تحتضن الرّسامة الكهنوتيّة للشمّاس الإنجيليّ عبدالله الياس دبابنة بصلاة التكريس ووضع يديّ صاحب الغبطة البطريرك بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين. الكاهن الجديد الأب دبابنة، هو أول كاهن من عائلة دبابنة، ولد في مادبا عام 1996 وترعرع فيها، نال سر العمّاد عام 1996، والتثبيت عام 2008. دخل المعهد الإكليريكي في بيت جالا، ونال الرتب المقدسة، حتى سيم شماسًا إنجيليًا عام 2022.
فنحن بدورنا كرعيّة الجبيهة: كهنة وراهبات وجميع فعالياتها والمدرسة وادارتها ومعلميها، نبارك للمعهد الإكليريكي للبطريركية اللاتينية الأورشليميّة وللسيد الياس دبابنة وعائلته وللكنيسة جمعاء خاصة كنيسة القدس والأردن، وندعو الرب أن يرسل عملة قديسين لكرمه. ولنقل جميعًا: أعطنا يا رب كهنة قديسين، يعملون على تقديسنا وخلاص نفوسنا، ويحثونا على محبتك الدائمة، ويثابروا على خدمتك وبناء ملكوتك. آمين