موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ٢١ مارس / آذار ٢٠٢٠

في زمن الكورونا، هل تعلمون من هي أمي؟

بقلم :
الأخت سيسيل حجازين - الأردن
لا تخافي أنا أرعاك وأضللك بحمايتي الوالدية، لا تتواني عن صلاة الوردية فهي كنزك

لا تخافي أنا أرعاك وأضللك بحمايتي الوالدية، لا تتواني عن صلاة الوردية فهي كنزك

 

هل تعلمون من هي أمي، اسمها مريم، سيدة الوردية المقدسة، ابنة الناصرة، عذراء طاهرة، نذرت نفسها عروس الروح القدس، حملت في أحشائها رب الكون، المخلص، فادي الجنس البشري تتألم لاجلنا. أسرعت لنجدتنا ومعونتنا، كما فعلت مع خالتها أليصابات وكما فعلت في عرس قانا الجليل، وستفعل معنا الآن.

 

مريم أمي الحنون هي التي وقفت بجانب صليب ابنها كما تقف اليوم معنا تتألم لألمنا وتبكي معنا وتفرح لفرحنا. مريم أمي هي التي نقلت إلى السماء بنفسها وجسدها الطاهر، تنظر إلينا اليوم من أعالي السماء، في يوم عيدها السماوي، مع عيد الأم الأرضي، تبتسم لنا.

 

تقول يا ابنتي:

 

أوصيك بصلاة السبحة الوردية خاصة في هذه الأيام المريرة.

 

أوصيك بحفظ قوانينك وتعليمات كنيستك ومليكيك وبلدك.

 

أوصيك بقراءة الكتاب المقدس، كلمة الحياة، ما دام الوقت متاح لك "خليك بالبيت".

 

أوصيك بقراءة الكتب الروحية المغذية للروح خاصة هذه الفترة.

 

أوصيك أن تستنجدي فيّ، برحمتي ورحمة وحيدي، كلما ضاق بك الحال.

 

أوصيك أن تكوني ابنة الوردية المخلصة بالمحافظة على قوانين رهبنتك، لأنني بواسطة هذه الرهبنة سأنزع كل بلية وشر ووباء من هذا العالم الزائل.

 

أوصيك أن تعلمي الناس قيمة المسامحة والغفران، كما سامح وغفر وحيدي من أعلى الصليب لقاتليه، فهذا هو الوقت قد حان فاستغليه ولا تهدريه هدرا.

 

أوصيك بعيش وصية المحبة، حتى محبة الأعداء.

 

لا تخافي ولا تفتري فإن دم ابني الوحيد سفك لخلاصك وخلاص العالم، فأنت تتناولينه يوميًا من يدي من ينوب عن ابني، فجسد وحيدي ودمه امتزجا بجسدك ودمك.

 

لا تخافي أنا أرعاك وأضللك بحمايتي الوالدية، لا تتواني عن صلاة الوردية فهي كنزك.

 

قولي دائمًا مع مؤسستك الأم ماري الفونسين "أنا ذبيحة الوردية".

 

ما أجمل أن تكوني يا ابنتي ذبيحة الوردية لخلاص العالم وانتزاع الشر منه.

 

كل ما تحتاجينه البيه لك لا تخافي فالسماء ترعاك وأنا أضللك بحمايتي الوالدية فأنت ابنتي ابنة الوردية المقدسة.

 

كثيرون أهانوني وأهانوا ابني الوحيد، بمختلف أشكال الاهانة، أقول لهم كما قال وحيدي من أعلى الصليب: "اغفر لهم يا أبتي لأنهم لا يدرون ما يفعلون".

 

أمي

 

أمي، يكفيني فخرًا أنكِ أمي، ويكفيني إني أنا ابنة الوردية المقدسة في رهبنة الوردية، هذه الرهبنة الغالية على قلبي هي أمي الأرضية فهذا اليوم عيدها. ماذا أقدم يا أمي السماوية إلى أمي الأرضية؟ الدعاء؟ العمل؟ المثابرة؟ المثال الحي؟ عيش الإنجيل المقدس؟ خلاص الأنفس؟ عيش قوانين رهبنتي؟ صلاتي الوردية؟ ماذا، ماذا؟

 

مهما فعلت فلا أوفي رهبنتي حقها، هي التي صنعتني. هي التي كانت لي باب الوصول إليك. هي التي علمتني  وزرعت في  قلبي حب الوردية  وصلاة الوردية. كم احبك يا أمي، وكم أحب رهبنتي فيك؟

 

أقدم لك بقية عمري باقة ورد على هيكلك المقدس، أقدم لك أعمالي وتضحياتي وصلاتي وحتى فتوري ذبيحة حيه على هيكل الفادي الذي مات لأجلي، لتمتزج مع ذبيحة وحيدك ولتصعد كالبخور أمام عرشه، فتكون حياتي ورهبنتي الغالية تقدمة مرضية أمام عرش الإله.

 

لذا يا أمي السماوية أتقدم من عرشك الطاهر وكلي ثقة أن لا تهملي طلبي، بان تحمي بلدي الاردن مليكا وشعبا من هذا الوباء الفتاك، وان تجودي على رهبنتي، بدعوات صالحة تقود الأنفس إلى ميناء الخلاص فهذه الرهبنة تخصك أنت التي طلبت من الأم ماري الفونسين أن تؤسس بمعونة الأب يوسف طنوس، لذا لا تبخلي علينا أمي بنعمك الغزيرة أنت التي قلت: "ستدوم هذه الرهبنة إلى الأبد".

 

وأنا أقول ستدوم رهبنتي الأم إلى الأبد بمعونة أمي السماوية مريم سيدة الوردية المقدسة، سيزدهر وطني الاردن وسينتصر على هذا الوباء الخبيث.

 

أمي مريم، يا ملاكًا حارسًا لي ولرهبنتي. يا ملاكا حارسا لكل زنابق الوردية في حقل الوردية، عليك السلام اتلوها ولا أمل من تلاوتها وبيوتنا التي اصبحت كنيسة مزدهرة تتلوها ايضا يا طاهرة.

 

يا سيدة الوردية المقدسة أقدم لك كل أخت في رهبنتي الغالية أقدم لك كل ذرة تعب وقطرة عرق تنهمر من جبينهنّ أقدم لك تضحياتهنّ أقدم لك صلواتهنّ صعوباتهنّ أهاليهنّ.

 

أقدم لك أمواتهنّ وأموات رهبنتي الغالية هؤلاء الراهبات اللواتي سبق وخدمنّ الوردية بكل حب وإخلاص سبق وان نشرنّ عطر الوردية في العالم.

 

أمي، لا تنسي مرضانا خاصة مرضى وباء الكورونا المتفشي في العالم،  يا شفاء المرضى، لا تنسي بناتك بنات الوردية، اشمليهم بعطفك وحنانك الوالدي .

 

ولا تنسي من يقدنّ سفينة الوردية رؤساءنا الروحيين الذين يسهرون على راحتنا وتقديسنا من راهبات وأساقفة وكهنة.

 

لا تنسي مرشدينا الروحيين ولا تنسي محسنينا  الروحيين والزمنين أغدقي عليهم غزير نعمك وبركاتك  وارفعي صلواتهم وتضحياتهم كعطر بخور أمام عرش الإله. فانه ليس من عاد خائبا من التجئ إلى حمايتك الوالدية .

 

أمي سيدة الوردية، لا تنسي بلادنا، ولا تنسي الأراضي المقدسة، حيث ولد وعاش وحيدك وقدّسها بموته وقيامته، هذه الأيام، أيام مسيرة الزمن الأربعيني، نعيش ونشارك فيها الآم وحيدك الفادي من بيوتنا، كنائسنا اغلقت اصبحت حزينة تنادي علينا، علنا نقدر قيمة هذا الزمن المقدس في زمن الوباء العالمي، فهو زمن توبة وعودة إلى الخالق، زمن تكفير عن الاهانات الجارحة لقلب وحيدك.

 

أمي يا سيدة السلام، لا تنسي بان تجودي علينا أمنا بالسلام الدائم، سلام القلوب وسلام البيوت والسلام العالم بأسره.

 

أمي سيدة الوردية، ها نحن كباقة ورد، تحت قدميك الطاهرتين، نقدم لك في يوم عيدك،  بلدنا الاردن، مليكنا، شعبنا، اساقفتنا، كهنتنا، راهباتنا، حياتنا، أعمالنا، صلاتنا، تضحياتنا، مرضنا، موتانا، خوفنا، فتقبليها ولا ترذليها. آمين