موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
عاشت القديّسة ماري ألفونسين وترعرعت وتنشّأت في مدرسة القدّيس يوسف. فمنذُ نعومة أظافرها دخلت مدرسة راهبات القدّيس يوسف الظهور القدس، وكانت من باكورة طالباتها، فنالت العلم والثقافة، ومنها نمت معها دعوتها للحياة الرهبانية، وأصبحت راهبة في رهبانية مار يوسف الظهور، فانطبعّ فيها إكرام خاص لهذا القدّيس العظيم وروحانيّته وفضائله التي لا تحصى في عيش الفقر والعفّة والطهارة والطاعة لله والصمت العظيم.
وعندما شاءت العذراء واختارتها لتؤسس رهبنتها رهبنة الورديّة، لم تتردّد القديسة ماري ألفونسين في استشارة القديس يوسف شفيعها بانفتاح قلب الإبنة فتصِف في مخطوطاتها: "رأيتُ مار يوسُف العظيم شأنه فسألتُه كيفَ أعمل لأباشِرَ رهبنة الورديّة وأنا برهبنتِه؟ جاوبني: "أريدُ أن تعملي بفرَح ما أنتِ مدعّوة إليه".
فبغتةً رأيتُ نورًا عظيمًا وظهَرَت بِهِ مريم أمّي. وفي مريم يسوع الحلو. حينئذٍ خاطبني مار يوسُف قائلاً:
"إنّنا قد فَرِحنا وحزنّا وتمجّدنا سويّة ومن رهبنتي أريدُ أن تخرُجَ رهبنة الورديّة".
فبعدَ هذا مَسَكَ بيدي قائلاً:
"إمضي بسلام واعلمي أنّ في هذا الشهر يصيرُ سبب ذهابِكِ لمباشرة دعوَتَكِ هذه. وهي إنشاء رهبنة الورديّة".
وكما أنّ العناية الإلهيّة اختارت القدّيس يوسف ابن الناصرة ليكون حارس العائلة المقدّسة ومربّي يسوع وسندًا للعذراء مريم، كذلك بدورها ستختار سلطانة الورديّة قدس الأب يوسف طنّوس يميّن ابن الناصرة ليكون الحارس الأمين وسندًا للقديسة ماري ألفونسين في تأسيس رهبنة الورديّة وتربية الفتاة العربية.
وستطلب القديسة ماري ألفونسين شفاعته وتلاوة تساعيته من الراهبات والبنات وعنايته الأبوّية وسهره على ميتم بيت لحم التي أسّسته في آخر حياتها بحيث زاره القدّيس يوسف وقدّم المؤونة من خضار وفواكه وطعام بعباءته المميزة في اليوم الأخير من تساعيته. وهو لا يزال يسهر بعنايته على رهبانيّتنا الورديّة.
فلنلتمس شفاعة وأبوّة القديس يوسف لأبرشيتنا ولكهنتنا ورهبنتنا ولشبابنا وفتياتنا حتّى يسمعوا صوته ونداءه لهم في الحياة:
"أريد أن تعملوا بفرح ما أنتم مدعوّون اليه"