التعليم المسيحي والذكاء الاصطناعي (AI)

 

بكل تأكيد رأينا على وسائل التواصل الاجتماعي صور احترافية بدقة عالية، وربما رأينا تباه البعض باستخدامهم للذكاء الاصطناعي (AI)، وهذا في الحالات التي يعبّر صانعها عن أمانته لذكر المصدر، ولكن هناك حالات كثيرة يتم نشر صور صنعت بالذكاء الاصطناعي ولا يتم ذكر هذا، لدرجة أن هناك العديد من الحسابات لا يعرف متابعيها بأن صاحب الحساب غير موجود بالحياة وإنه من صنع الذكاء الاصطناعي.

 

هذا ما صرّحت به بعض شركات الدعاية العالمية عن أشخاص يستخدمون موديلات أو حسابات وهميّة مصمّمة كليًا بالذكاء الاصطناعي لأغراض إعلانية فقط. هناك الكثير من مواقع الذكاء الاصطناعي، ومنها المجانية التي تتيح للمستخدم كتابة وصف مفصل في مربع خاص ليحوّل ويجسّد الوصف لصور في غاية الروعة.

 

لن أسرد مميزات وعيوب وتأثير هذه الشخصيات، الغاية في الكمال والجمال، والخالية من العيوب، ولكنها غير الموجودة والتي صُنعت بالذكاء الاصطناعي، على نفسية الإنسان الطبيعي. كما أنني لن أتحدّث عن إيجابيات وعيوب استخدام الذكاء الاصطناعي في الأبحاث العلمية. ولكني شاركت القارئ باختصار كيف يتم استخدام الذكاء الاصطناعي اليوم.

 

وكشخص مهتم بتوظيف كل ما هو جديد ومفيد للكنيسة والتعليم الكنسي أسأل: أين الكنيسة من الذكاء الاصطناعي؟

 

عند طرح هذا السؤال سنجد أنفسنا أمام فريقين، الفريق الأول هم المحافظون الذين سيرفضون حتى طرح هذا السؤال ويعترضون على إدخال الكنيسة في هذا المجال على الإطلاق! أما الفريق الآخر هم من سيؤيدون وجود الكنيسة على خريطة الذكاء الاصطناعي. وكشخص دارس وباحث في مجال اللاهوت والتربية والإعلام أعبر عن رأيي المتواضع في أهمية بدء الكنيسة باستخدام الذكاء الاصطناعي تحت إشراف المتخصصين.

 

 

لماذا تحت اشراف المتخصصين؟

 

لأننا نتحدث عن ذكاء اصطناعي خيالي يستطيع تجسيد أية فكرة بدون ضوابط لا أخلاقية ولا إنسانية ولا لاهوتية، وأقول هذا بعض خوضي تجربة تعلم واستخدام الذكاء الاصطناعي في تجسيد أفكار لصور مسيحية، وفوجئت بصور بها أفكار يمكن أن تشوه ليس فقط المفاهيم اللاهوتية إنما الإنسانية أيضًا. حتى وإن كانت النية سليمة في وضع الوصف، ولكن برامج الذكاء لم تتم تغذيتها بأفكار لاهوتية مسيحية ولا حتى أخلاقية، إنما هذا مجال مفتوح بكل ما تعنيه الكلمة.

 

ولكن هذا لا يعني أن نبتعد عن هذا المجال بسبب التخوف من هذه المخاطر، إنما على المسؤولين عن التعليم الكنسي البدء في تدريس كيفية توظيف هذا المجال الجديد في خدمة الكلمة.

 

 

ماذا يحدث إذا لم تدخل كنيسة اليوم بمجال الذكاء الاصطناعي؟

 

بكل تأكيد ودون تردد يمكنني القول بأن شباب اليوم وأطفال الغد سيشعرون أنفسنا عند رؤية كتب التعليم المسيحي الحالية بأنهم في العصور الوسطى، لأنهم وسط صور وألوان في غاية الاحترافية، بينما كتب وأسلوب كتب التعليم الكنيسي- مع كامل احترامي لكل من تعب في تحضيرها في سنوات ماضية- عتيقة كالتليفون الأبيض والأسود. والجيل الذي عاصر صور الأبيض والأسود وبعد هذا التلفزيون الأبيض والأسود سيفهم عن ماذا أتحدث.

 

لقد شعرنا بفرق كبير عندما شاهدنا التلفزيون الملّون وبعدها شعرنا بفرق أكبر عندما استخدامنا الكمبيوتر، ومن ثم الهواتف الذكية التي بدأت بألعاب بسيطة جدا، وجاء بعضها جيل الهاتف المحمول بطفرة كبيرة جدًا. هذا مثال توضيحي بسيط يمكننا تشبيه الكتب التعليمية المسيحية الحالية بعصر التلفزيون الأبيض والأسود والهاتف الأرضي القديم لأجيال اليوم.

 

 

هل ستساعد هذه الكتب القديمة أجيال الغد ليستمتعوا بتعليم السيد المسيح الغنية؟

 

بكل تأكيد مسؤولية التعليم الكنيسي مسؤولية صعبة وتكمن الصعوبة في التحديث المستمر لوسائل التعليم المسيحي، ولا يمكن أن نقول إننا فعلنا كل شيء لأن من واجب الكنيسة مساعدة أبنائها على عيش التعليم والإيمان الذي سلمه السيد المسيح من آلاف السنين للكنيسة في كل عصر.

 

وكل شخص تولى مسؤولية التعليم في الكنيسة عليه مسؤولية صعبة، لأن التعليم المسيحي يجب أن يواكب عصره الذي يعيش فيه أبناؤها. وللأسف الأمر ليس اختيارا إنما إجباريا على المسؤولين الذين قبلوا هذه المسؤولية، وأي تقصير في جعل تعليم المسيحي يواكب عصره يعد خيانة للأمانة التي سلمنا أيها السيد المسيح. ونستنتج من هذا بأننا أمام مهمة ليست اختيارية إما مواكبة العصر أو البقاء وإبقاء أبناء الكنيسة في عصور سابقة.

 

لقد استخدم السيد المسيح الوسائل المتاحة في عصره فصعد على الجبل وفوق المركب ليعلم الجمع، واستخدام الأرض والبحر والثمار والحيوانات وأشياء كثيرة كانت متواجدة في عصره. وإن جاء السيد المسيح في عصرنا هذا هل كان سيستخدم الوسائل الحديث التي يستخدمها أبناؤه أم لا؟

 

 

كيف نبدأ؟

 

علينا البدء في البحث عن أبناء الكنيسة الذين تعلموا كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي، أو من لديهم الرغبة في تعلم الذكاء الاصطناعي في المجال الكنسي. والبدء في وضع خطة عمل تحت إشراف المسؤولين عن التعليم المسيحي للبدا في تحديث كتب التعليم المسيحي. أما عن كيفية توظيف الذكاء الاصطناعي في التعليم المسيحي سمحت لنفسي طرح هذا السؤال على الذكاء الاصطناعي نفسه ليتضمن مقالي جزءا عامليا.

 

وأختم مقالي بالأفكار التي أقترحها الذكاء الاصطناعي نفسه كما يلي:

 

"هناك العديد من الفوائد المحتملة للتعليم المسيحي بالذكاء الاصطناعي. يمكن أن يساعد في جعل التعليم المسيحي أكثر سهولة وجذبًا للشباب، ويمكن أن يوفر تجارب تعليمية أكثر تخصيصًا وذات صلة بالاحتياجات الفردية لكل طالب.

ومع ذلك، هناك أيضًا بعض التحديات المحتملة للتعليم المسيحي بالذكاء الاصطناعي. يمكن أن يكون استخدام الذكاء الاصطناعي مكلفًا، ويمكن أن يكون من الصعب العثور على محتوى تعليمي عالي الجودة. بالإضافة إلى ذلك، قد يكون من الصعب ضمان أن تكون تجارب التعليم المسيحي بالذكاء الاصطناعي موافقة مع التعاليم المسيحية التقليدية.

 

فيما يلي بعض الأمثلة على كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم المسيحي:

 

- يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات الطلاب مثل اهتماماتهم ومستوى فهمهم لإنشاء محتوى تعليمي مخصص لهم. فيمكن أن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحديد الكلمات أو العبارات التي يجد الطلاب صعوبة في فهمها، ثم توفير شرح أو أنشطة إضافية لمساعدتهم على التعلم.

- يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء ألعاب يمكن للطلاب استخدامها لممارسة ما تعلموه. أو استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء مقاطع فيديو أو رسوم متحركة يمكن للطلاب مشاهدتها للاستمتاع بها أثناء تعلمهم.

- يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء طرق جديدة للتواصل مع الناس وجذبهم إلى الكنيسة والذكاء الاصطناعي لإنشاء تطبيقات وبرامج تواصل اجتماعي يمكن للناس استخدامها للتواصل مع بعضهم البعض والكنيسة.

- يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتوفير المساعدة الروحية للأشخاص الذين يحتاجون إليها. على سبيل المثال، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء chatbots يمكن للناس استخدامها لطرح أسئلتهم الروحية".