موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ٢٤ مايو / أيار ٢٠٢٣

أفراحنا: بها نعيش ونحيا

بشار جرار

بشار جرار

بشار جرار :

 

فيما نحيا بالفرح نعيش الآن أيامه مع اقتراب مناسبتين غاليتين على قلوب الأردنيين في الوطن والمهجر، عيد الاستقلال السابع والسبعين وعقد قران قرة عين سيدنا عبدالله الثاني والملكة رانيا العبد الله، ابنهما البكر وأول أحفاد الحسين لنجله الأكبر، ولي العهد الأمين الأمير الحسين والآنسة رجوة، رعاهم الله.

 

كنت من الذين عاشوا فرحة الأردنيين بأميرهم حينئذ، مليكنا المفدى أبو الحسين، فشهدت أفراح الوطن الدائمة بعون الله، كيف يكبر الفرح، كيف يتجذّر فتمتد كرمته ثمرا مباركا وظلالا وارفة، أكثر ما ننعم بها في أشهر الصيف، ومنها أيار وحزيران.

 

كل شيء ينقص بالقسمة والمشاركة إلا المحبة. المحبة تبقى، «المحبة تدوم وتسود»، المحبة تغمر الجميع وتزيد وتفيض فرحا وبهجة وسكينة وطمأنينة. لا حرمها الله لأي من مخلوقاته حتى يعلم الناس كافة، أنها سر البقاء والنماء لا كما يصر البعض على إساءة قراءة التاريخ وإساءة فهم سننه فيظن الوجود والحياة صراع بقاء.

 

على اختلاف تسمياتهما، ثمة امتداد وارتداد لمعاني المحبة والبهجة، الحب والفرح، الود والسكينة. والجميل العظيم في معاني كل ما سبق، هو انطباقها -على اختلاف ثقافات العالم وأديانه وأعراقه- انطباقها على الخاص والعام، وجمعها بحنوّ بين «الأنا» و»الآخر». تعبير رائع يستخدم في التفاعل مع الحدث أو المناسبة المفرحة هو الغبطة. فيقال على لسان بعض الأخوة الأحبة العرب والكرد والدروز والأرمن والشيشان ممن تمنوا في وسائل إعلامهم وعبر منصات التواصل الاجتماعي أن يحكمهم الهواشم، وأن يكون بلدهم كما الأردن، ومنهم من سعى لا تمنى فقط إلى أن يصير أردنيا. نبوءة صدق فيها -قبل نحو نصف قرن- الراحل العظيم سيدنا الحسين في عليّين.

 

أعشق وأطرب للهجة أخوتنا اللبنانيين وقد بادرني أحدهم في واشنطن على مسمع ومرأى حشد إعلامي من الأمريكيين العرب بثنائه على مواقف سيدنا ومن قبل سياساته الداخلية. ويعلم القراء الأحبة الكرام أن اللبنانيين يلفظون صفة الملك واسمه بفتح اللام بعد الميم. من حقنا أن نفرح باستقلالنا، وبعرس أميرنا ولي العهد الأمين. ومن حق الأشقاء والأصدقاء الشعور بالغبطة إزاء أفراحنا الدائمة الغامرة بعون الله، ومن أسمائه وصفاته سبحانه، المحبة..

 

(الدستور الأردنية)