موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
خلال فترة حياتي، كما كل واحد منا، تتبعنا ألقاب معينة تحدد هويتنا وتحدد المرحلة التي نعيشها حاليا، ففي الطفولة نكون أطفال كما نكون أبناء/بنات فلان، وفي المدرسة نكون طلاب، وفي فترة المراهقة نكون مراهقين.. وهكذا، ولكل من هذه المراحل صفات عامة تُلصق بالشخص الذي يعيشها.. مع كل هذه الحالات العامة، كنت وما زلت أفتخر بأنني ابنة شبيبة، معلمة تعليم مسيحي، ابنة كنيسة، كاتبة مسيحية، عضو في الهيئة العامة لجمعية الكتاب المقدس، والآن كاريتاس.. كل من هذه المراحل حدد هويتي وحدد من أنا، من كنت ومن أنا الآن، وما أواجهه حاليا أنني بين الاوساط المحيطة أصبحت معروفة بأنني: "يارا من كاريتاس" او "يارا كاريتاس" مما يملأني شعور بالفخر والثقة والامتلاء.. وأيضا الخوف، الخوف من قيمة وعمق وعظمة هذا الاسم.. فكاريتاس ليست مجرد جمعية، ولا مجرد منظمة إنسانية تخدم الآخر، كاريتاس هي محبة والله محبة.. المحبة التي تغفر وتصبر ولا تدين وتتفهم وووو وملايين الأشياء الأخرى، فأينما ذهبت وجدت من يهتم ويرغب بمعرفة المزيد او بمساعدة في موضوع ما له او لغيره، وجهات مختلفة ترغب بالتعاون.. وغيرها الكثير من المواضيع التي تقع تحت مظلة كاريتاس او مظلة المحبة. كاريتاس ليست عمل، ليست وظيفة، وبعيدا عن كل الأمور الادارية، بعيدا عن كل الترتيبات والتسلسل الوظيفي ومتاعب وهموم أي موظف وأي إدارة,, كاريتاس حياة، هوية، علامة فارقة تحددك بين آخرين.. وتحدد من أنت. فالعمل اليوم لا أن ننجز واجباتنا خلال مدة عمل محددة، بل أن نحفاظ على الاسم وعلى الهوية وتكون تلك الهوية من نحن فعلا في كل وقت وفي كل مكان ومع من كان.. بالرغم من إننا بشر نخطيء احيانا كثيرة في حق أنفسنا وحق الاخر وفي حق المحبة.. ولكن هذه هي مسيرتنا نحو القداسة.. نحو المحبة الكاملة.. وعلينا أن نعي أخطاءنا وننتبه لها ونسعى لأن لا نعود لها.. لا أعرف ولا أتخيل نفسي بهوية غير هويتي، التي بُنيت من ابنة لعائلة مسيحية لكاريتاس اليوم.. ولا أعرف ما سيزيد عليها غدا.. ولكن تلك هويتي ومن أنا..