موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
سؤال طرحه الكثيرون وبحث فيه الكثيرون، ألفوا كتبا، أجروا أبحاثا، صلوا وربما صاموا، اقتربوا من الله علّهم يجدون الجواب ومنهم من ابتعد ليبحث عن الجواب في مكان آخر، ربما لا نجد إجابة واضحة وصريحة لهذا السؤال ولمعضلة الشر والألم في العالم.. ولكن إن تأملنا حولنا، لربما فهمنا أكثر، وهذا الفهم متمثل في الكنيسة، فالكنيسة تمثِّل حضور الله على الأرض. وعليه، فقد نعيد صياغة السؤال وبهذا قد نصل لإجابة: "أين الكنيسة عندما أتألم؟". إن نظرنا لكل الأحداث الأليمة من حولنا، نجد دائما الكنيسة هي الملجأ الأول للكل، ولنبقى في نطاق مجتمعنا، ففي العراق وسوريا وفلسطين والأردن، كان حضور الكنيسة فاعلا واضحا ثابتا، فتحت أبوابها للاجئين، للجائعين، للمتألمين والجرحى، تحولت قاعاتها لمنامات، لقاعات طعام، لعيادات ومستشفى للاعتناء بالمرضى والجرحى، وفي وسط كل هذا التهديد والضغط الشديد، وقفت سندا وعامودا ثابتا للشعب المؤمن، محاولة تشديد عزمه وتثبيت أقدامه في أرضه، محافظة على الإرث المسيحي بكل صمود ومحبة. عند اقامة كنيسة، لا نفكر أبدا بمدى استدامتها في منطقة ما، فهي دائمة وقائمة بقيام المسيحية نفسها، وكل أعمالها تصب في هذا المجال، الصلوات وفتح الأبواب للناس، جمع التبرعات وكل نشاطاتها، كلها لدعم الشعب المؤمن وغير المؤمن، لدعم البشرية جمعاء. وفي الوقت حالي، ظهرت كثير من الحركات والجمعيات العلمانية التي تشعبت من الكنيسة لتكمل عمل الكنيسة بنطاق أوسع، كفروع الكرمة المتشعبة، كلها تعمل لتؤكد حضور الكنيسة وبالتالي حضور الله بين شعبه، وكلها نابعة من المحبة بذاتها. الله موجود، برغم الألم والشر، وكلنا في أعماقنا على يقين وثقة أن لا شر ولا ألم يدوم.. ولا يبقى سوى الله ومحبته ورفقته التي تبقى معنا خلال فترة ألمنا ولحين القيامة. فالتجسد بحد ذاته وسط كثير من الألم وأرض تئن من قتل عشرات من أطفال بيت لحم حينها، بحد ذاته دليل على حضور الله في الألم، وتكتمل المسيرة بالصلب والموت.. ولا تنتهي بل تبدأ تحول جذري بالقيامة وتبدأ مسيرة ليست بجديدة بل مكملة لها وبلا نهاية. وكما قال أحد الكتاب: "لا أعرف الجواب لمعضلة الشر، ولكني أعرف المحبة".