موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
إذا كنت قادرا أن تعمل خير، إذا كنت قادرا أن تقول كلمة حق، إذا كنت قادرا ان تساعد، إذا كنت قادرا ان تعَلِّم، إذا كنت قادرأ أن تعطي أفكار جديدة، إذا كنت قادرا أن تشتغل، إذا كنت قادرا أن تحب، وما عملت الي انت قادر عليه.. انت جبان.. الخطايا كتير ومعروفة متل: الكذب، السرقة، القتل، ... الخ ولكن في صفة أو فعل ما عمرنا فكرنا فيه كخطية، وبعتقد أنه ممكن يكون خطية أكبر من باقي الخطايا، هو "الجبن" اكيد مو قصدي "الجبن من الجبنة" ولكن قصدي إنك تكون جبانا. صديقة لي خبرتني أنه في أحد اللقاءات قال لها المرشد الروحي أنه أعظم خطيئة هي التجديف على الروح القدس، قالتله أنا مستحيل أجدف عالروح القدس.. فِكرها راح محل ما بروح فكرنا كلنا لما نفكر شو يعني التجديف على الروح.. ولكنه قال لها ليس هكذا نجدف على الروح، ولكن لما نتجاهل ما يقول لنا الروح، لما نخاف ونجبن بسبب ضعفنا البشري ونتكل على قوتنا الشخصية وقدراتنا المحدودة فقط، وترى أن إرادة الله وإلهام الروح لنا يفوق قوتنا البشرية ومواهبنا ونهرب منه للعالم.. كما فعل يونان في بداية دعوته حيث هرب من وجه الله.. ولكن الله كان في كل مكان ذهب إليه.. إنك تكون جبانا يعني إنك تمنع عمل الله، تمنع الخير الذي يريده الله من خلالك، يعني إنك تنهزم وتهزم روح الله في داخلك.. إنك تدفن الوزنات التي منحها الله لك وبستنى منك يوم الحساب يعرف شو عملت فيهم، ولكن بسبب خوفك، شعورك بضعفك البشري وعدم اتكالك على الله، عدم تصديق مواعيده لك، أنه راح يمدك بالقوة وانه راح يكون معك وراح يلهمك شو تعمل وشو تحكي ووين تروح، انه راح يقودك وينير طريقك، راح يخليك تدفنهم وما تستثمر، وبالتالي تخسر الكثير من الخير لك ولغيرك وتعطل خطة الله. بالمقابل الله قد أعطاك أمثله حية سواء من الانجيل او من خلال حياتك ولكن دائما نتجاهلها، لو عملنا مراجعة لحياتنا لوجدنا يد الله في كل لحظة.. لشعرنا بقوته وترتيبه وعنايته في كتير مواقف.. المراجعة الدائمة ضرورية كل وقت لحتى نرجع لله. الله يطلب منا الاستسلام، الاتكال عليه، والاعتماد عليه، تصديق وعوده والإيمان بكل بساطة.. لكي نتخلص من هالخطيئة الغير واعيين عليها.. وقد تكون أكبر الخطايا بالفعل.. "يا رب، أنا بعترف إني جبانة، إني بتكل على البشر وعلى ذاتي، وهالاتكال غير ثابت، مخلخل، غدار، قد يخذلنا بأي وقت، ومن هون يدخل الشيطان، يجعلنا نشك، نشك بالمواهب التي منحتها إياها، نشك أننا نستطيع، إن كان أحد آخر سيتقبل عملنا، إن كان أحد لن ينتقدنا، أننا لن نجني ثمار عملنا.. ومن هنا نتقاعص، نخاف، نتراجع، فالشيطان بارع جدا في هذه المنطقة.. ونبتعد عنك، نهرب من وجهك ونهرب من سماع صوتك وإلهامات روحك.. ساعدنا يا رب لنتغلب على هذه الخطيئة التي تقتل عملك فينا، لنتقبل ضعفنا ونمنحك إياه ليتحول لقوة خارقة بقوتك، ساعدنا لنستطيع الاستسلام لك كليةً، ونتكل عليك كليةً، ونصدق وعودك ولا نشك.. حتى يوم الحساب، نقدم لك وزناتك وقد تضاعفت، نقدم لك الأعمال التي طلبتها منا ونراك فخورا سعيدا بنا، تحتضننا في ملكوتك السماوي وتغمرنا بحبك.. يا رب شدد ضعيف إيماننا". لنحارب جُبننا..