موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
بدموع وشموع، برجاء وأمل، تتسلل تنهدات القلوب المتألمة إلى قلب من تألمت وجاز في نفسها سيف الحزن، إلى قلب أم أعطت الحياة لأولادها "بنعم" البشارة، فغدت الملجأ والحمى. هي مريم، هي شفاء المرضى، هي سيدة لورد.
اليوم وفي يوم الصلاة من أجل المرضى وفي عام اليوبيل، يتغلغل الرجاء مع أمل الشفاء في كل نفس تعاني شتى أنواع الألم.
تنهمر الدموع من المقل المتعبة وتروي القلوب الدامية التي تنتظر أعجوبة شفاء أمام مغارة ماسيبيال التي يتجمهر حولها الآلاف من متعبي الأجساد والنفوس في كل لحظة من الزمن طالبين سلامًا ورحمة، لعلهم بدموعهم الذوارف وبحبات المسبحة الوردية يقطفون ثمار إيمانهم، شفاءً من داء وأملاً بحياة ورجاء بنعم السماء.
اليوم وقد فاقت آلام البشرية ذروتها، وباتت المعاناة عنوانًا لمحطات الحياة، يأتي عام الرجاء ويضع المرضى والمتألمين حجاجًا على درب اليوبيل، فيشهدوا مع يسوع الذي تألم من أجل خلاصهم، ومع مريم العذراء التي بآلامها فتحت لهم أبواب الرحمة الإلهية، فينالوا نعمة التحمّل والصبر والشفاء الروحي.. وعندئذ ترنم القلوب مع برناديت الفتاة العليلة والفقيرة والوضيعة التي اختارتها السماء لتحمل رسالة أم الفداء إلى مرضى الخطيئة والأجساد، فأضحت لورد الفرنسية منبعًا للنعم ومحجًّا للشفاء ودواء للداء.
نأتي إليكِ اليوم يا مريم، حجّاجًا على طريق اليوبيل، وفي أيدينا شموع الأمل والتفاؤل لكل من أرهقته الأوجاع ونالت منه مسامير المرض.. فلا تبخلي يا حنونة على من يختبىء تحت صخور مغارة ماسيبيال ويسرق من وجهك الوالدي نظرات الرحمة وابتسامة الرضى من ثغر بتول تهدي الورود وتداوي الجروح.
فسلام لك يا مريم، سلام لك يا سيدة لورد، كلما غابت شمس ولاح صبح، كلما هتفت أفئدة سلامًا، وصدحت الأجيال تلو الأجيال تتغنى بتطويبك عشقًا وحبًا ومدحًا، هبينا الشفاء من أسقام الروح والجسد، وتشفعي لنا، فليس فينا سواك من يداوينا.
يا سيدة لورد، صلي لأجلنا!
يا شفاء المرضى، تضرعي لاجلنا!