موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ١٠ يونيو / حزيران ٢٠١٨

من أين أتت الخطيئة وأتى الشر؟

بقلم :
الأخت برونا عودة - الأردن
من أين أتت الخطيئة وأتى الشر؟

من أين أتت الخطيئة وأتى الشر؟

 

كانت الحية أحيل جميع حيوانات الحقول التي صنعها الرب الإله.

 

الحية في هذا النص ليست رمز للشيطان وإنما ترمز إلى إمكانية البعد عن الله. لقد خلق الله كل شيء حسن. إلا شيء واحد وهو إمكانية البعد عنه.

 

نستطيع ان نربط نص الخلق بنص الإبن الشاطر، وكان الشر عندما شطر الإبن الأصغر الميراث، ولكنها فرصه اختيار الله وذلك خلال التجربة. عندما نختار الله نكون قد اخترنا القداسة أمام التجربة. ما هي ميزة التجربة؟ هي حيلة خارجها صورة جميلة وأما داخلها فممتلئ سمًا والحيلة هي منطق الكذب والغش. كيف تعمل ديناميكية الخطيئة؟

 

أولاً: أيقينًا. تعني تشكيك بقول الله. ثانيًا: جميع... من جميع اشجار الجنة.. وهنا تشكيك والشك يؤذي أكثر من الحقيقة. والحيلة تكمن هنا انه إذا منعكم الله من شيء... ذلك يعني ان الله حد من حريتكم. الشك يضيّع الحقيقة (من جميع اشجار الجنة تأكل أما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكلا منها).

 

بجانب شجرة معرفة الخير والشر يوجد شجرة الحياة. عندما يغيب منطق الشراكة اي الحب، تدخل الخطيئة عندها تدخل الزاوية الضعيفة في حوار مع الشيطان وجعل يصف الله بأنه متسلط ومحتال. وجعل الشيطان حواء تنظر إلى الشجره بأنها طيبة وحلوة ومنطقية. ولكن صفات الله هي الحقيقة أي قمة العقل والطيبة والجمال. الإنسان لا يقدم على عمل شر ما إلا إذا أقنع نفسه بمنطق الخطيئة. والشيطان ليس من يعمل الخطيئة فينا بل نحن من نفعل الخطيئة. يقول مار أغسطينوس: نحن من نتهم الشيطان بخطايانا.

 

الشيطان يؤثر على الإنسان وعلى قلبه بالحيلة والشك. ويملك الشيطان علينا من الخارج عندما يقنعنا انّ الله لا يحبنا. لقد شكك الشيطان بأبوة الله على جبل قرنطل.. إن كنت ابن الله. وعندما قال لآدم وحواء الله يخاف ان تصبحا مثله واستمرت الحيلة من الحية حتى أقدام الصليب بالتشكيك بالأبوة والبنوة... إن كنت ابن الله خلص نفسك وخلصنا. أعطت حواء آدم فأكل.. فشعر أنهما عريانان.. لأنهما اكتشفوا أنهما لا شيء بدون الله. ورق التين.. عريض ومخمل ويغطي ولكن سرعان ما ينشف ويتحول إلى رماد وهذه صورة للإنسان الذي اراد ان يصلح خطأه بطريقته.. كان آدم يلقي اللوم على حواء هي اعطتني فأكلت.. وهنا السؤال هل شهية الآخرين وجبه علي تناولها ام لا؟

 

كان آدم يتنقل من شجرة لشجرة، ليختبىء من وجه الله لكن الله اراد ان يخلص بني آدم.. فانصلب على جذع من شجرة.. ليردنا إلى شجرة الحياة، ويلقي علينا حلل الجمال بالغفران بالخاتم والحذاء والثوب... لنحيا حالة من التوازن. بالختام ننال البنوة بالحلة أو الثوب ننال الحياة الجديدة، والحذاء رمز للبنوة لأن العبيد لا يلبسون الحذاء، وهنا يكمن معنى الطريق الجديدة.