موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
إن حب الله حاضر وهو يغفر لي تمردي ، والخطيئة دون إختبار حب الله هي جهنم ونيل غفران الله الذي يحبنا هو المدخل إلى السماء ، لفترة طويلة لم أقرأ الكتاب المقدس معتمداً على ما تعلمته من دروس اللاهوت وعلى ما يقوله اللاهوتيين ، وقد غدت علاقتي مع الله أشبه بدروس التاريخ ، اصبحت صورته مطبوعة بذهني كما المعادلات فكان كل همي أن لا أعمل خطيئة وأن تكون صورتي أمام نفسي جميلة لكي أراها أمامه جميلة. لقد صُب إهتمامي على الشكل و على المظهر كل ما أردته هو أن أظهر أمامه وأمام نفسي والناس جميلاً لا بل أعطي الدروس لأخرين، لقد نسيت تماماً إن الله هو يحبني كما أنا . إنها ليست دعوة للخطيئة ، ولكنها دعوة حب لي ولكم دعوة لنتأمل بالمقطع الإنجيلي للفريسي والعشار(لوقا 18: 9- 14) ، فمن دون إن أنتبه لنفسي أصبحت كما الفريسي ونسيت إن العشار بإقراره بضعفه إمتلك الغفران ، فالحقيقة الأساسية هي إن الله الكلي القدرة خالق السماء والأرض هو أب محب نسج كل إنسان بخيط حبه اللامشروط والأزلي ، وهذا يتجلى بكل فصل بكل جملة وأيه من الكتاب المقدس نعم لقد نسيت تماما كيف هو الله في الكتاب المقدس لقد نسيت إن الأهم من تعليمي اللاهوتي هو حقيقة شخص الله في الكتاب المقدس و حقيقة الحب الأبدي. الله يأخذ المبادرة : يكمن الحب في هذا :لسنا نحن من أحببنا الله بل الله هو الذي بادر إلى محبتنا ( 1 يو 4/10) لقد أظهر يسوع الوجه الرحيم لحب الله فعندما يشعر إنسان أنه مغمور بحب كهذا لا يمكنه إن يقاوم وتتبدل حياته. كان هناك لص حكم عليه بالموت لأن الجلد والسياط والسجن لم تُجد شيئا في إصلاحه سيصلب يوم الجمعه إلى يمين رجل بار لا يستحق الموت وكان ما قاله ( إن عقابنا نحن عادل ) أدار يسوع وجهه نحو اللص وقال ( اليوم تكون معي في النعيم ) بالنسبة إلى يسوع لا شيئ ينتهي لا حياة تنتهي لا أحد يموت ، إن تصالحنا مع الله وقَبلنَاه. وبالنسبة لنا أيضاً يسوع دوماً ينتظرنا لا يهم مهما تأخرنا فالمهم أن نبادر نحوه ونتصالح معه ، فلكل منا أسلوبه ولكل منا طريقة يتعامل الله فيها معه ، علينا إن نفتح أعيننا دوما على طريقة الله معنا على الأشخاص الذي نقابلهم وإن نتذكر إن الله دوما إستخدم الكثير من الأمثلة ليركز ،على أن في الضعف تكمن القوة على أن حبة الحنطة تموت لتحيا ، علىأن حبة الخردل لتحرك الجبال على زكا العشار ،على اللص اليمين وعلى المرأة الزانية والكثير الكثير. لقد جعلني الله أنضج مع الوقت أكثر وأكثر بإساليبه بالفرح والألم وبالتجربة والضعف بإشخاص بسطاء جعلهم الله في طريقي وفي طريق كثيرين ليحول عيني ويفتح بصيرتي لأفهم ضعفنا البشري وأفهم عطية حبه وعطية حياته والتي غمرت كياني ، جعلي لأول مره أفهم بأنني إنسان ضعيف وأن العقل والتدبير البشري لا شيء ، دعونا إحبائي أن نضع ثقتنا به لنمشي كما بطرس على المياة دعونا نقبل ضعفنا ونقر بمحدوديتنا ونفهم بأن هذا الضعف معه يصبح قوة وأن قوتنا فيه وحده. لنصلي معاً: إلهي أنت حاضر فيا وفي كل مكان، أنت خلقتني من العدم وأنت شفيت المرضى وأقمت الموتى أنت تملك دوما ًلحياتي مخطط رائع دعني أتوجه لك بقلب متواضع وواثق فلقد صنعت بالسابق العجائب وأنت تصنع الأن فلسنا نحن من اخترناك بل أنت من إخترتنا، فتول أنت ذلك أعطنا أن نكون مثل مريم في خدمة كلمتك وعش أنت فيا وليكون كل يوم هو لقاء حب معك ، فأنا أعلم إنك تأخذ كلامي بجدية وأعلم إن وعودك لي هي الحياة فدعني إن أعيش مثلك أنت وأنت في وأنا فيك بشفاعة أمك البتول أمين