موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ١٧ ابريل / نيسان ٢٠٢٠

قصة الحب العجيب

بقلم :
كارول علمات - الأردن
مع آلامك نسير اليوم بإيمان نحو ساعة القيامة!

مع آلامك نسير اليوم بإيمان نحو ساعة القيامة!

 

نعيش أحداث الجمعة الحزينة هذا العام والعالم يرزح تحت ثقل صليب الوباء والداء..

 

وصليبًا آخر نحمله على أكتافنا في هذا اليوم.. صليب الشوق إلى كنائسنا.. نحمله ونسير مع جمع المؤمنين نحو جلجلة الخلاص...

 

نخاطب المصلوب من بيوتنا.. ونقف تحت الصليب مع أمنا مريم نناجي من تحمل العذابات من أجل خلاصنا..

 

على خشبة الصليب.. ولدت أجمل قصة حب عرفتها البشرية..

 

على خشبة الصليب.. تجلت أعظم معاني التضحية والفداء..

 

مع كل مسمار غرز في جسدك الطاهر أيها المصلوب.. سالت دماء الحب تعويضًا عن خطايانا..

 

كللت هامتك المباركة بإكليل الشوك.. ومن شدة ألم الشوك الذي غرز في جبينك.. غطت الدماء أجمل عيون رأتها   البشرية.. عيون مخلصي الحبيب..

 

آثار الجلد مزقت جسدك المقدس.. وأنهكت قواك.. ولكنك كالحمل الوديع.. بقيت صامتًا.. كي تعلمنا كيف نتحمل اوجاعنا بصمت ..

 

أتممت مشيئة أبيك السماوي بكل حب، ولنا هنا دروس وعبر لأن نقبل دومًا ما ترسله لنا الحياة من صلبان بإيمان وتسليم مطلق لمشيئة الله...

 

وعند الصليب.. كانت أمك مريم.. شريكتك في عمل الفداء..

 

وقفت مع يوحنا الحبيب والألم يعتصرها ممزقًا فؤادها على ابنها الوحيد...

 

وقفت مريم تتألم بصمت مقدس.. نظرت في عيني وحيدها اللتين غطتهما الدماء واللكمات.. وبكت وصرخت في قلبها.. آه يا والداه.. خاطبني...

 

عند الصليب.. غدت الأم الحزينة.. أمًا للبشرية وإليها اوكل ابنها المصلوب أبناء القيامة إلى عنايتها الوالدية...

 

عند الصليب.. أوصى يسوع تلميذه الحبيب بأمه مريم.. وبهذا يعطينا أبلغ دروس المحبة والإيثار..

 

وعندما طعنه أحد الجنود بحربة.. سال من قلبه دم وماء.. ذاك القلب الذي أحب خاصته.. فطعن من أجلهم..

 

تدفق الدم والماء من جنبك يا يسوع.. رحمة وخلاصًا لنا نحن الخطأة...

 

على خشبة الصليب انفجرت المحبة عيون رحمة وأنهار حياة...

 

اجعلنا يا رب نستحق أوجاعك وآلامك.. لكي نستحق أن نعبر معك من ظلال الموت إلى القيامة...

 

وعند صليبك.. نسجد ونصلي من أجل كل متألم بالنفس والجسد.. من أجل كل مريض يئن تحت وطأة الألم...

 

من أجل من يحمل صليبًا وما أكثرها صلبان الحياة في أيامنا هذه!

 

نصلي من أجل عالم اليوم الذي يحمل صليب الوباء ويسير نحو المجهول..

 

ألا اعطف علينا ونجنا يا من عشت الألم والقلق!

 

عند صليبك.. تموت الكلمات لتشهد لأعظم رجل في البشرية.. اتخذ صورة انسان.. ليخلص الإنسان من الخطيئة وهو سيد الحياة والموت..

 

نسجد للآلامك المقدسة أيها المسيح.. ونطلب رحمتك وخلاصك!

 

ومع آلامك نسير اليوم بإيمان نحو ساعة القيامة!