عرس الدمّ

أبعد يا رب عنا وعن لبنان ضربات الغضب وخلصنا من عرس الدمّ هذا.

ظمأى نحن يا الله الى السلام والحبّ، ارحمنا يا رب ونجنا من هذه الظروف الصعبة والأيام الدامية التي يحصد فيها الموت أحباء لنا، ومن هذه الفاجعة التي نعيشها، وأحباء لنا تتمزق أجسادهم ويفقدون عيونهم وأعضاءهم والبعض الآخر لن نعود نرى وجوههم إلا في سمائك لأنهم ماتوا وعبروا الى الجهة الأخرى، كما يقول القديس أغسطينوس.

أوقف يا رب برحمتك عن لبنان وأهله عرس الدم هذا والرقص بنعوش الاحباء الغالين في طقوسية جنائزية حزينة موجعة. أبعد عنا يا رب بشفقتك ورحمتك كأس الموت المرة الدامية هذه. شربناها حتى سكرنا من الوجع. كل تراب لبنان غال علينا فأقم عليه ملائكة النار ليحرسوه لأنك غضبت يوم نظر موسى الى الجبل كما ورد في سفر تثنية الاشتراع في الكتاب المقدس. فاغضب يا رب لأجل لبنان، وأرسل ملائكتك ليحفظوا جنوبه وشماله وشرقه وغربه وسهله وبحره وجبله، وجميع أهله الأحباء الذين تهجروا وهربوا على الطرقات.

نحن يا رب نصف جمالك كجمال لبنان، ونقول إن أرزنا هو أرزك، وأن اسمك حاضر واحد وثمانين مرة على صفحات الكتاب المقدس، فلا تترك لبنان يا ربّ يحترق ويفترسه تنين الدمار والخراب. أرسل له سيدة لبنان لتحرسه بوشاحها، وليسرع اليه مار جرجس ليقتل وحش الموت والخراب عنه.

ارحم يا رب لبنان لأجلنا، وارحم مرضانا وارح أمواتنا، ولا تتركنا يا يسوع لبنان يحترق. الجنوب يحترق، بيروت تحترق، البقاع يحترق، الشمال يحترق. فاشفق علينا يا رب، وأبعد عنا عرس الموت والحزن هذا. طرقاتنا نائحة من كثرة المهجرين عليها، نسألك رحمة يا رب. ارفع غضبك عن أرز لبنان الذي كما يقول النبي حزقيال في الفصل 17 رقم 3 "أتى العقاب العظيم ذا الجناحين العظيمين الطويل القوائم الممتلئ ريشاً قد أتى الى لبنان وأخذ ناصية الأرز وأقتطع اعالي اغصانه وأتى بها الى أرض تجار... أرز الربّ تحت فروعها وفيّ أغصانها عشعشت جميع طيور السماء وتحت فروعها ولدت جميع حيوانات الحقول وفي ظلها سكنت جميع الأمم لذلك في خرابها البس لبنان حدادا عليها...".