موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
اصبح لعالم السياسة اعلام خاص به، وكثيراً ما يغفل القيم والمبادئ الاخلاقية والمبادئ المهنية الناظمة للعمل الاعلامي ، سالكين طرقاً ضبابية غير واضحة المعالم من اجل تحقيق رسالتهم واهدافهم .
فهو اعلام موجه داعم لسياستهم اياً كانت محفوفة بالتضليل والتضحية برسالة الصحافة ، وغايتها في كشف وابراز الحقائق كما هو على ارض الواقع ، وبيان الاسباب لكل حدث وازمة والنتائج السلبية المترتبة على ذلك .
فهناك مهنيون يسلكون طرقاً محفوفة بالمخاطر لكشف الحقيقة مقابل جذب اكبر عدد من المشاهدين والقراء والسعي للتأثير باكبر عدد منهم ، فهناك مؤسسات اعلامية عالمية وغيرها مرتبطة بأجندات سياسية .
ومن مشاهداتنا لما يدور في اوكرانيا ، نجد ان هناك فجوة كبيرة من الصعب ردمها بين ما ينشر في وسائل الاعلام الغربية وبين الحقيقة ، ويا لها من مفارقات فلقد اصبحت الصحافة الغربية وما يتبعها من اعلام عربي مجير لصالحها ، مصابة بلوثة الطغيان للموقف السياسي الذي ينسجم مع اهدافها والاجندات الخاصة بها والتي تشوه الحقيقة .
ان اخطر ما تقوم به وسائل الاعلام هذه عندما تتنازل عن مهنيتها ، في محاولة لايهام ما يتابعونها بان هناك ثمة حقيقة واحدة فقط وهي ما تمتلكها ، لتعمل على تكريسها باتجاه واحد ومحدود وبلون واحد ، وتستبعد أي رأي مختلف عن وجهة نظرها ، بينما واقع الأمر يوضح انه ليس ثمة حقيقة واحدة ، أي ان هناك خيانة للحقيقة من تلك المؤسسات الاعلامية وما تخفيه من وراء تلك الاخبار .
فالعالم كله يستقطب شد الانتباه وتركيزه على ما تشهده الساحة السياسية ، نتيجة الحرب الدائرة في قلب اوروبا بين روسيا واوكرانيا والذي وضع كثيراً من الدول الاوروبية والعربية الى اختيار موقف محدد بجانب كلٌ منهما ، تحكمها المصالح السياسية والاقتصادية وغيرها ، وتعيد الدول العربية دراسة اقتصادها الداخلي الذي يعتمد على الاستيراد اكثر منه على الانتاج ، خاصة فيما يتعلق بالامن الغذائي وغيره ، والى اي جانب تكون مصالحها الاستراتيجية وبناء توازنات فيما بينها خاصة الدول التي تعتمد على المساعدات والمنح .
حيث ان هذه الحرب التي قسمت العالم الى مجموعات متناقضة ، ستكون حرب تجارب عسكرية واستعراضا للاسلحة المختلفة وحربا اقتصادية غذائية ، وان الدولة التي لا تقوم باصلاحات حقيقية ستعاني كثيراً من الصعوبات المستقبلية على كافة الصعد .
(الدستور الأردنية)