موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٥ فبراير / شباط ٢٠٢٤

عوني بدر.. على المحبّة سار وعليها يغيب

إبراهيم السواعير

إبراهيم السواعير

إبراهيم السواعير :

 

بلغت مهنة الصحافة من التأثير في الناس مبلغًا عظيمًا؛ ومن الصحافيين من يظلّ في الذاكرة زمنًا طويلًا، حتى وإن غاب عن أعين الزملاء وجمهور الصحافة والمتعاملين، وفي الذاكرة أعلامٌ حفروا أسماءهم في الوجدان الجمعي، وغادروا الحياة كأنّما هم مرّوا عليها واستظلّوا تحت شجرة فقاموا يودّعون الناس. وقد احتفت بكلّ الزملاء في مهنة المتاعب، حين لوّحوا للناس أن قد انتهت المهمّة وآن للجيل الجديد أن ينهض بالمسؤوليّة من بعد.

 

وهذه المرّة، يغادرنا إلى دار الحقّ الزميل «عوني بدر»، وقد امتلأت أقلام الزملاء والمعارف والمسؤولين بحبر الوفاء لهذا الزميل الذي ذهب وترك في نفوس محبّيه أمرينِ حرص عليهما: الحبّ والعطاء والعمل الدؤوب لمهنة شريفة لا يمكن للحياة أن تستمرّ أو تسير بمعزلٍ عنها.

 

وعبر سنوات المهنة ومشاقّها ومحطاتها، كان «عوني بدر» يطوف على العمل المقدّس، وقد بذل قصاراه في أيّ مكان شغله أو منصبٍ تبوأه، وها هو يترحّم عليه من شيّعوه على ابتسامته تلك الزاهدة بالحياة، إلا من عملٍ يؤديه أو نصيحةٍ يقدّمها، أو واجبٍ يشعر أنّ الصحافة أولى بالتوسّع فيه والعمل عليه.

 

والزميل بدر، الذي لطول الثناء عليه وامتداح مسيرته وإخلاصه الوظيفي، تمنيت لو أنني عرفته ولازمته وقبست منه شيئًا مما أتعيّش به في ما بقي لي من صحافة، تقول سيرته العمليّة إنّه عمل مديرًا للتحرير في وكالة الأنباء الأردنيّة «بترا» و$ والدستور والأخبار وصوت الشعب، والمركز الأردني للإعلام، ومؤسسة الإذاعة والتلفزيون، وفي مكتب سموّ الأميرة بسمة بنت طلال.

 

ومن المهمّ جدًّا أن تترسّخ في الزملاء صفة الإنسانيّة والصدق والإحساس بقيمة المحبّة/الصدقة، تجسيدًا لقول رسولنا الكريم «تبسّمك في وجه أخيك صدقة»، فهي ما يتبقّى للمرء بعد رحيله، وقد اجتمع الخُلُق القويم مع الوفاء بالتزامات المهنة عند الزميل عوني بدر رحمه الله.

 

نعته سموّ الأميرة بسمة بنت طلال بتأثرها لرحيله، فقد كان إعلاميًّا مميزًا، وكان سندًا للعاملين معه، كما نعاه وزير الاتصال الحكومي الناطق الرسمي باسم الحكومة/رئيس مجلس إدارة وكالة الأنباء الأردنيّة «بترا» الدكتور مهند مبيضين بالثناء على مسيرته الحافلة في العمل الصحفيّ.

 

ونعاه رئيس مجلس إدارة المؤسسة الصحفية الأردنيّة"الرأي» وأعضاء المجلس والمدير العام ورئيس التحرير وكافة العاملين بالمؤسسة كأحد أبرز صحفييها السابقين. كما نعى مجلس نقابة الصحفيين الأردنيين الزميل بعد حياة حافلة بالعمل والإنجاز والعطاء الإعلامي والصحفي، وقال نقيب الصحفيين الزميل راكان السعايدة إننا نفتقد قامةً صحفيةً قدمت الكثير للمهنة، وتركت إرثًا كبيرًا من الأخلاق والمواقف والقيم والإنجازات الكبيرة على صعيد الصحافة والإعلام.

 

أمّا الواحد وسبعون عامًا، فمضت مثل شمعات مضيئات، بل أقمار مطلّات على رحلة الحياة وتفاصيلها وذكرياتها التي تركها الزميل عوني بدر رسالةً، بل تذكارًا لمن يقرأ من بعده التذكار.

 

(الرأي الأردنية)