موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
باعوثة نينوى كلمة سريانية معناها هو الطلبة أي طلبات نينوى...هذا الصوم هو احد الاصوام الهامة في كنيستنا الشرقية (السريان – الكلدان – الكنيسة الشرقية الاشورية والكنيسة الشرقية القديمة)، حيث ان في الكنيسة الشرقية العديد من الاصوام منها صوم العذارى وصوم مار زيا وصوم الميلاد والصوم الاربعيني وصوم الرسل وصوم انتقال مريم العذراء وصوم ايليا والصليب وصوم يومي الاربعاء والجمعة وغيرها... لكن لصوم الباعوثة مكانة مميزة لدى كنيستنا كما للصوم الاربعيني، يبدأ صوم الباعوثة يوم الاثنين الثالث الذي يسبق الصوم الكبير، أي قبل ثلاثة اسابيع من بدء الصوم الكبير، ويستمر ثلاثة أيام، حيث تغص الكنائس بالمؤمنين الذين يتقاطرون إليها من كل صوب لإقامة الفرائض الدينية والرتب المختصة بهذه الأيام تكفيراً عما اقترفوه من الذنوب. وتستغرق تلك الصلوات معظم النهار وقسماً معتبراً من الليل. وفي يومنا هذا تدوم الصلاة من الصباح حتى الظهر وتنتهي بإقامة الذبيحة الالهية. والى يومنا هذا نجد الكثيرين يصومون هذا الصوم إمّا منذ المساء وحتى مساء اليوم التالي ولمدة ثلاثة أيام، أو من مساء الأحد وحتى مساء الأربعاء، حيث لا يتناولون ولا يشربون فيه شيئاً. ومن الأسباب الداعية الى هذا الصوم، هي إحياء ذكرى توبة أجدادنا في نينوى على يد النبي يونان. ولهذا وضع اباؤنا اسم نينوى على هذه الباعوثة، لانها نشأت لأول مرة في تلك البقاع وهذه بالتاكيد ليست السبب الرئيسي لهذا الصوم، لكن الكتاب والمؤرخون يرون ان هناك سببا اخر وهو بالتاكيد الصحيح أنه في سالف الزمان حدث في مدينة كرخ سلوخ (كركوك حاليا) موت جارف حصد الكثير من الناس، وكان أُسقف تلك البلاد هو مار سبريشوع. فجمع رعيته ودعاهم لإقامة الباعوثة فلبوا دعوته، فصام الجميع حتى الأطفال والأغنام ولبسوا جميعاً المسوح، فدفع الله عنهم ذلك الغضب. ولما علم الجاثليق حزقيال (570-581) بالأمر كتب إلى جميع المراكز التابعة لجاثليقية المشرق ليصوموا ويصلوا ثلاثة أيام، وحدد أن يبدأ هذا الصوم يوم الأثنين قبل بدأ الصوم الكبير بعشرين يوماً، وأطلق عليها باعوثة نينوى تشبهاً بأهلها الذين آمنوا وتابوا فقبل الرب توبتهم وأبعد غضبه عنهم. نستطيع القول باختصار أن الباعوثة كانت موجودة قبل هذه الحادثة، لكنها لم تكن فرضاً. إلا أن المسيحيين كانوا يمارسونها كلما اشتدت عليهم أزمة أو فاجأتهم كارثة من الكوارث، وهذا ما تؤكده ميامر مار افرام الملفان. وحتى يومنا هذا لا يزال هذا الصوم يستمر ثلاثة ايام، يتم فيه التاكيد على الانقطاع عن الزفرين والصيام حتى الظهر في أيام الباعوثة الثلاثة.