سفر القضاة: مقدّمة أولى

 

يتابع الأب منويل بدر سر العهد القديم شعرًا، ويبدأ اليوم الكتاب السابع وهو كتاب سفر القضاة‎:

 

 

يُعطينا هذا الكتابُ لمحةً عَنْ حياةِ أسباطِ بني إسرائيل البدائيةِ الغامضة

كما وعَنْ فترةِ التّلاحُمِ بعد انتصاراتِهِمْ على باقي مُدنِ كنعانَ المُبغَضَة

 

بعد وفاة يشوع سألَ بنو إسرائيلُ الرّبَّ مَنْ مِنّا يَصْعدُ أوّلاً لمحاربةِ كنعان

يهوذا يصعدُ قالَ الرّبُّ فإنّي قد أسلمْتُ الأرضَ إلى يده نيابةً عن كلِّ لسان

 

فقال يهوذا لشمعونَ أخيه ألا اصْعدْ معي إلى نصيبي لنُحارِبَ الكنعانيين

فقال شمعونُ أصعدُ بشرطِ أن تَصعد معي إلى نصيبي فنحارِب مُكْتَتِفين

 

هاجموهم وقتلوا منهمْ عشرةَ آلافِ رجلٍ وصادفوا أدوني بازَق فهرب

لكنَّهم قبضوا عليه وقطعوا أباهيمَ يديه ورجليه واقتادوهُ جرّاً كالحطب

 

وأتوا به إلى أورشليم فمات هناك ثمّ حاربوا أورشليم وأحرقوها بالنار

تركوها ونزلوا ليحاربوا الكنعانيين المقيمين بالنَّقبِ فما تركوه إلا دمار

 

ثمّ تابعوا هجومَهم واستولوا على سهولِ وينابيعِ قِريةَ أرْبعَ وقِرية سفر

ووصلوا إلى غزّة فاستولى عليها يهوذا وأخذ أرضَها بمراع فيها للبقر

 

أمّا كالِبُ أحدُ أصحاب النبيِّ موسى وزوجُ أختِه مريمَ فأعطوه حبرون

فطرد منها بني عناقة الثلاثة أما اليبوسيّون فبقوا في أورشليم ساكنون

 

 

الاستيلاء على بيت إيل

 

أما آلُ يوسف فصعدوا إلى بيت إيلَ وكان اسمُها لوز فلمّا اكتشفوا مدخلها

لاقوا رجلا خارجَها فسألوه دِلّنا على مدخل المدينة ففعلَ فنجا وأهلُه منها

 

فضربوا المدينة بحدِّ السّيفِ وأفنوها أمّا الرّجلُ فسالِماً هاجر إلى الحِثِّيين

مَعَ كلِّ أهلِه فعشيرتِه وبنى له مدينةً سمّاها لوز هم فيها إلى اليوم ساكنين

 

وإذِ استقرَّ بنو إسرائيل مع الشعوبِ الّتي خَضَعَتْ لهم ولم يَهدِموا معابدَها

صَعِدَ ملاكُ الرّبّ ليقولَ أنا أصْعَدْتُكم مِن مصر فأعطيتكم الأرضَ بكاملها

 

قلتُ لن أنقضَ عهدي مَعْكم وأنتم لا تقطعوا عهدا مع الكنعانيين بل اهدموا

مذابحهم ودمروها فأنا غيورٌ لكنّكم ما فعلتم ولكلامي وأوامري لم تسمعوا

 

لذا أنا أيضا لا أطرُدُهم من أمامِكم فتكون آلهتُهم فخّا لكم فتقعوا في شباكهم

فلمّا سمع الشّعب هذا الإنذار رفعوا صوتَهمْ بالبُكاءِ فسمّوا المكانَ باكيمَ لهم