موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ١٥ مايو / أيار ٢٠٢٤

سفر الأحبار (اللاويين)

بقلم :
الأب منويل بدر - الأردن
سفر الأحبار (اللاويين)

سفر الأحبار (اللاويين)

 

يبدأ الأب منويل بدر سرد سفر الأحبار (اللاويين) -الكتاب الثالث من العهد القديم- شعرًا:

 

 

ها نحن قدْ وصلْنا الكتابَ الثالثَ والمعروفَ باسمِ كتابِ الأحبار

هو أربعةُ أقسامٍ مِنْهُ نَتَعرّفُ على طُقوسِ العبادةِ بأطول الأسفار

 

هذا الكتابُ جاءَ بعدَ الجلاءِ حَوى بَين دفّاتِه القديمَ السّابِقَ والحديث

لكنّهُ مُتماسِكُ المُحتوى ومُكَمِّلٌ لأقوالِ المُلوكِ وسِبْطِ الكهنةِ الوريث

 

القسم الأوّل يتحدّثُ لنا كثيراً عَنْ زوالِ سُلطةِ الملوكِ وإبرازِ دورِ الأنبياء

كما ودورُ الكهنةِ في إقامةِ طُقوسِ العبادةِ وخدمَةِ الهيكلِ ببهاء

 

قِسْمُهُ الثّاني يصفُ لنا طُقوسَ تَنْصيبِ هرون ونسلِهِ لخدمَةِ الله

فَهُمْ الوُسَطاءُ بين الله وشعبِهِ ليحتفلوا بطُقوسٍ مِحورُها الصلاة

 

القسمُ الثّالثُ به أوصافُ النّجاساتِ الّتي تمنعُ الاقترابَ مِنَ الأقداس

مِنْ أطْعِمَةٍ مُحرّمةٍ وأمراضٍ وعُهْرٍ لذا حفل يوم كيبور عن الأنجاس

 

القسمُ الرّابعُ وعنوانُه شريعةُ القداسةِ أيْ بما أنَّ الله هو حيٌّ قدوس

فللشَّعبِ الّذي اختارهُ مِنَ الشُّعوبِ وسمّاهُ شعبَهُ أنْ يكونَ محروس

 

وأنْ يقومَ بكُلِّ ما يساعدُهُ على الاتِّصالِ بربِّهِ ويتَجنَّبَ ما يُبْعِدْهُ عنه

مادّياً أوْ أخلاقيّاً كالحِفاظِ على الحياةِ والابْتِعادِ عَنِ الدّنايا الّتي تُهينه

 

كما ونبذُ العلاقاتِ الشّاذَةِ واحْترامُ الله والإنسانِ كخليقَتِهِ المُفضّلة

واحترامُ الكهنةِ خدّامُهُ وتَقْدِمَةُ الذَّبائحِ والاحْتفالِ بالأعيادِ المُفصّلة

 

 

رتبة المحرقات (سفر الأخبار 1-7)

 

الطُّقوسُ في جميعِ الدّياناتِ تقومُ على تَقادِمَ وذبائحٍ لإرضاءِ آلهَتِها

فكمْ بالحري ديانَتُنا الّتي مسيحُنا حَمَلُها وقدْ أَبْطَلَ بذلكَ كُلَّ تقادِمِها

 

مِنْ تعليماتِ الله أنْ يضعَ مُقَدِّمُ الذّبيحةِ يَدَهُ على رأسِ كُلِّ مُحرَقة

فتحمِلَ ذُنوبَه فتُصبحَ نَجِسَةً تُرمى للوحوش فتصيرَ علامةَ مَغفرة

 

القرابينُ الأُخرى يذبَحُها الكهنةُ وبعد سَلْخِها وغسلِها يُرشُّ دمها

على المذبَحِ وعلى مُقَدِّمِها ويُشْعلون ناراً على الهيكلِ وَيَشْوونها

 

أمّا التّقادِمُ الغيرُ لَحْمِيَّةِ كالسّميذِ فيأتي أبناءُ هرونَ ويأخذوا منها

قَبْضَةً مِنْ سميذِها يمزجونَهُ بِقَبْضَةِ زيتٍ وقَبْضَةِ بخورٍ لله يقبلها

 

التّقادِمُ على أنواعِها بعدَ تَهْيِئَتِها يدنو بها كاهنٌ مِنَ الهيكلِ ويرفعها

ثُمَّ يأخذُ منها تَذْكارَها ويَحْرِقُهُ على المذبحِ تقدِمَةً لله فالنار تلتهمها

 

ما يَفْضَلُ مِنَ التّقادمِ كُلِّها يكونُ لهارونَ وبنيهِ إنَّهُ قُدْسُ أقْداسٍ لهم

يَقْبلُها الرّبّ إنْ قاموا بطقسِ ذَبْحِها وتَنْظيفِها وحَرْقِها للتكفير عنهم