موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ١٥ أغسطس / آب ٢٠١٣

رقاد العذراء مريم

بقلم :
الأب رفيق جريش - مصر

إن يسوع بتجسده وولادته من العذراء مريم وصعوده على خشبة الصليب منحنا الخلاص الذي أنقذ الإنسان من خطاياه وأعاده إلى صورته الأولى الإلهية. مريم العذراء هي صورة الإنسان الذي أطاع الله في حالته الأولى، وعبرت بالبشرية من القبر حيث البرودة والعدم والظلمة والوحشة نتيجة خطيئته التي أجرتها موت لتقودنا إلى الحياة مع الله، "كعمود من نار يقود المؤمنين إلى أورشليم الجديدة". نسأل أنفسنا، ماذا سينتفع الإنسان عند رجوعه لحالته الفردوسية.. أورشليم الجديدة؟ أولاً: سيعود الإنسان إلى صورة الله ومثاله. (تك 1 / 26). هناك شركة سرية بين جسد مريم العذراء وجسد الرب يسوع ونحن في حالتنا الفردوسية نعود إلى الأصل إلى صورة الله ولذا فالظهورات ممكنة لأنها الأصل مثل ظهورات القديسين. ثانياً: سيعود الإنسان إلى حالة الطهارة. "كان الرجل وامرأته عريانان ولا يخجلان" (تك 2 / 25). يقصد بالعري بالطهارة والبرارة والانفتاح الكامل والشفافية على الآخر ومع الآخر عكس الخطيئة. فمريم هي الطهارة الكاملة والانفتاح الكامل نحو العالم حتى الصليب. أخيراً: الإنسان في حالته الفردوسية هذه سيكون في اتحاد وانصهار كامل في الكنيسة. جسد المسيح يكون فيه يسوع الرأس وتكون فيه الكنيسة جسده لذا مريم العذراء هي إيقونة الكنيسة المنتصرة لأنها تمثل الجماعة التي هي الجسد، "كنيسة مجيدة لا دنس فيها ولا غضن او شيء من مثل ذلك بل تكون مقدسة وبلا عيب". (افسس 5 / 28). أنت اليوم مدعو أن تعبر مع مريم العذراء من قبرك إلى صعودك إلى أن تعود للبهاء الأول: بالتوبة بالمحبة مع الآخر وتعمل على ترميم صورة الله التي فيك.