موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
هجوم وحرق وخطف وقتل، هذا ما دفعه المسيحيون و58 كنيسة ومنشأة خدمية ومدارس ومستوصفات الأسبوع الماضي ثمنا لتعضيدهم للشرعية الحقيقية وهى شرعية الشعب بمسلميه ومسيحييه، وذلك بعد فشل ذريع وأنانية مفرطة من قبل من حكموا وتسلطوا. وهنا أسجل عدة ملاحظات: 1. إن المسيحيين وحكمة السلطة الكنسية أثبتوا أنهم مصريون وطنيون أبوا على أنفسهم الاستقواء بالخارج وإرسال صرخات الاستغاثة كما كان البعض يتهمهم بالعمالة والخيانة والصليبية وما إلى ذلك من نعوت، وقد فوتت الفرصة على من ظن أن بصرخات الاستغاثة ستأتي البوارج الغربية تحت ذريعة حماية المسيحيين فتتدخل في مصر وينقسم الوطن. 2. إن الحرب التي يقودها الشعب المصري ككل مسيحيين ومسلمين هى حرب ضد الإرهاب وليست فتنة طائفية بين مسلمين ومسيحيين كما يصورها البعض ويصدرها للغرب حتى تكون أيضا لتدخلهم في شئوننا. 3. هذه ليست المحنة الأولى التي تمر على مصر ولكن هذا هو الثمن الذي علينا أن ندفعه جميعا لنؤسس دولة مدنية وديمقراطية تسع للجميع وتحترم الجميع، بعد أن خلع الشعب "حكما فاشيستيا" باسم الدين روع المواطنين الآمنين واستغل بساطة البعض ليكونوا رهائن لمشروعه. 4. إن هذه المحنة أكدت مرة أخرى على المعدن الحقيقي للمصريين بمسلميه ومسيحييه، فالمسلمون حموا الكنائس وساهموا بأرواحهم لإطفاء النيران أو تقديم الملجأ والعون للرهبان والراهبات والكهنة فتحية وشكر كبير لهم، الشكر أيضا للأزهر الشريف وشيخه الإمام الأكبر أحمد الطيب على استنكاره وإدانته للهجوم على الكنائس والتأكيد أن هذا ليس من الإسلام في شيء وكذلك دار الإفتاء. 5. هذه التجارب التي يمر بها الشعب المصري وإن كانت مؤلمة إلا أنها ستعطيه نضوجا ورؤية جديدة فيمن هو "الآخر" بالنسبة له ومن هو شريكه في الوطن بعد أن ضللته الأفكار الشاذة وأججت الفتنة واتسعت الفجوة التي نريد أن نردمها الآن تماما، وهنا يأتي دور علماء الاجتماع وغيرهم حتى يضعوا لنا جميعا حكومة وشعبا تصورا لترميم ما فسد، حفظ الله مصر والمصريين من كل سوء.