موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ١١ يناير / كانون الثاني ٢٠٢١

رسالة الهاشميين في الدفاع عن المقدسات

رسالة الهاشميين في الدفاع عن المقدسات.. لن نتخلى عن الوجود المسيحي في القدس والمنطقة

رسالة الهاشميين في الدفاع عن المقدسات.. لن نتخلى عن الوجود المسيحي في القدس والمنطقة

جريدة الدستور الأردنية :

 

يحمل جلالة الملك عبد الله الثاني إرثًا تاريخيًا وشرعيًا في وصايته على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، مدافعاً عن رسالة الحق التي جاء بها النبي العربي الهاشمي، فهذه الأرض المقدسة حق المسلمين والمسيحيين فيها تاريخي أبدي، فلا مساومة عليها، ولا رضوخ للضغوطات مهما علت.

 

وينطلق الأردن في ثوابته تجاه القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، من شرعية حافظ عليها المسلمون منذ عهد الخليفة عمر بن الخطاب، في العهدة العمرية التي تعد أهم وثيقة في تاريخ فلسطين والقدس، تلك التي أعطى فيها الخليفة الفاروق لأهل القدس أمانًا لأنفسهم ولأموالهم ولكنائسهم وصلبانهم وسقمها وبريئها وسائر ملتها، وأنه لا تسكن كنائسهم ولا تهدم، ولا ينقص منها ولا من حيِّزها ولا من صليبهم ولا من شيء من أموالهم، ولا يُكرهون على دينهم، ولا يضارّ أحد منهم.

 

واستمر هذا العهد طيلة عهد الخلفاء منذ 14 قرنًا، إلى أن بايع رؤساء كنائس القدس الشريف الحسين بن علي وصيًا على مقدساتهم، لتستمر المبايعة لجلالة الملك عبد الله الثاني قبل سنوات من رجال الدين المسيحي، بكنائسهم المتعدّدة، وليس الأرثوذكس فحسب، بوصفه حاميًا  للمقدسات ومفوضًا للحديث باسم مسيحيي المشرق أمام الهيئات والمحافل الدولية دفاعًا عن القدس بمآذنها وأجراسها، مجددين البيعة للهاشميين كأوصياء أمناء على مقدساتهم، وأن مسيحيي الشرق باقون في المشرق العربي وستظل القدس قبلتهم الوحيدة، وهي رسالة لكل من يريد الشرق دون مسيحيين.

 

 لقد بقي الأردن بقيادة جلالة الملك مستمرًا بحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، محافظًا على الوجود المسيحي فيها وداعمًا لوجود الإخوة المسيحيين في المنطقة، تعزيزًا لقيم ورسالة الوئام والعيش المشترك.

 

وتأكيدًا لهذا الدور والثبات على جبهة الحق في الدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، يأتي حديث جلالة الملك حول أهمية دور كنيسة اللاتين مع باقي كنائس القدس في وحدة المجتمع المقدسي، كأحد أهم عناصر ديمومة العيش المشترك والحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم في المدينة المقدسة، وذلك عبر اتصال جلالته مهنئًا غبطة البطريرك بييرباتيستا بيتسابالا، بتنصيبه بطريركًا للاتين في القدس.

 

الملك وفي رسالة واضحة مفادها أن الأردن سيبقى الداعم والسند للوجود المسيحي في الأراضي المقدسة والمنطقة، يؤكد أهمية دور مجلس كنائس القدس في ترسيخ ثقافة الوسطية والحوار والحفاظ على ممتلكات الكنائس ومؤسساتها الوقفية والتعليمية.

 

هذا هو الموقف الأردني الثابت، والأردنيون كلهم خلف قائدهم في شرف الوصاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وسنبقى نفاخر بحجم ثقة واحترام الأسرة الدولية بقائدنا، وهو الذي تجمعه علاقات عميقة مع قداسة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، حيث يجدد سيد البلاد إيمان الأردن بالمبادئ المشتركة في دعم ثقافة السلام والاعتدال.