موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ١١ يناير / كانون الثاني ٢٠٢١

الملك يهنئ بتنصيب بطريرك اللاتين والفاتيكان يؤكد الوصاية

جريدة الرأي الأردنية

جريدة الرأي الأردنية

جريدة الرأي الأردنية :


التواصل الملكي مع البطريرك الجديد للاتين في القدس يأتي ليؤكد عمق العلاقات التي تربط الأردن بالكنيسة الكاثوليكية (الفاتيكان) بوصفها إحدى الكنائس المسيحية الكبرى في العالم التي يتبع تقاليدها مئات الملايين من البشر في مختلف أنحاء العالم، وليؤكد في المقابل وصاية جلالته الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، وهي الأمانة التي توافقت المرجعيات الإسلامية والمسيحية في فلسطين وعموم أنحاء العالم على إناطتها بجلالة الملك الذي يحفظ هذه الأمانة ويعكف على صيانتها للمحافظة على هوية المدينة المقدسة التي تعتبر أحد أكثر ملفات الصراع في الشرق الأوسط تعقيدًا وحساسية.

 

اللقاء الذي عقده جلالة الملك عبر تقنية الاتصال المرئي شدد على دور كنيسة اللاتين مع باقي كنائس القدس في وحدة المجتمع المقدسي كأحد أهم عناصر ديمومة العيش المشترك والحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم في المدينة، ولا سيما أن المحافظة على الوجود المسيحي في القدس والأراضي المقدسة يتطلب التعاون والتضافر من جميع الكنائس التي تحظى بدعم ملكي واسع من خلال تعزيز دور مجلس كنائس القدس ورعايته لترسيخ ثقافة الوسطية والحوار والحفاظ على ممتلكات الكنائس ومؤسساتها، وهو الهدف الذي تمكنت كنائس القدس من تحقيقه من خلال الحرص الملكي على المتابعة وعلى الاستماع لقضايا أهل المدينة وسكانها ومساندتهم في صمودهم أمام الظروف الطاردة التي يسعى الاحتلال لإشاعتها في المدينة.

 

تتسم علاقة الملك بالبابا فرنسيس بالقوة والتجذر، حيث يتفقان في سعيهما وعملهما على جعل العالم مكانًا أفضل للعيش لجميع البشر على اختلاف أعراقهم وأديانهم، وذلك من خلال دعم ثقافة السلام والاعتدال ونبذ العنف، ويعتبر البابا فرنسيس أحد الداعمين الرئيسيين للأردن في المسؤولية الكبرى التي يقدمها للاجئين من خلال استضافتهم وتوفير سبل العيش الكريم لهم والمحافظة على حياتهم وحقوقهم وكرامتهم الإنسانية.

 

وكان لعلاقة الملك المتميزة بدولة الفاتيكان الدور الكبير في تمكين الأردن من انتزاع اعتراف عالمي بموقع المغطس لما في ذلك من رمزية كبرى أمام محاولات استحواذ اسرائيلية على جانب من تاريخ المنطقة وتجييره ليخدم الرؤية الإسرائيلية، وهو الدور الذي يكلل سنوات من التعاون، ويعبر عن قناعة الفاتيكان بالوصاية الهاشمية بوصفها ضامنة لوضع المدينة المقدسة ولحرية العبادة في جنباتها منذ مبايعة رؤساء كنائس المدينة للملك عبد الله الأول عام 1917 والاعتراف رسميًا بوصايته على المقدسات المسيحية منذ العام 1924، وتجدد البيعة لجلالة الملك عبد الله الثاني عام 2013 في اتفاقية رسمية أجمعت عليها جميع الطوائف المسيحية في المدينة والتي رأت في الوصاية الهاشمية امتدادًا أمينًا للعهدة العمرية تحافظ على روحها وتقاليدها بعد أربعة عشر قرنًا من الزمن، ليكون الأردن قائدًا للمحافظة على الوجود المسيحي مكونًا أصيلًا في المنطقة ضمن مبادئ الوئام والعيش المشترك التي تعتبر أحد أركان الحكم الهاشمي وتجليات ضميره العروبي والوطني.