موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٨ فبراير / شباط ٢٠٢٢

تقدمة يسوع الى الهيكل

بقلم :
ريتا بدر - الأردن
تقدمة يسوع الى الهيكل

تقدمة يسوع الى الهيكل

 

يسوع وأمه لم يكونا ملزمين بهذه الطقوس، فهو صاحب الهيكل، ولا يتوجب عليه أي تقدمة له، وأمه حبلت به ووضعته وهي عذراء ولا حاجة بها إلى طقوس التطهر، فهي الطهر عينه، ولكن العائلة المقدسة بدافع الورع والتواضع وتحاشيًا عن التظاهر بالتفوق على الآخرين أو عن تشكيكهم، شخصت إلى الهيكل كي تتمم الطقوس في الكتمان والفقر.

 

واذا بهذا الحدث العائلي الذي اريد له ان يتم في الحميمية والصمت، يتحوّل حدثًا يخص البشرية جمعاء، في جميع البلدان والازمان، كان مجرد طقس بسيط يراعي التقليد، فأمسى اعلانًا لرسالة المسيح الذي يبشر بازمنة جديدة.

 

العجوزان سمعان وحنة اللذان يرمزان إلى انتظار الاجيال المتمادي، تنبأا بولادة العالم على حياة جديدة وتكلما باسم من طالما انتظروا معزيًا للعالم ومخلصًا.

 

وفي كلامهما ظهر نور الفرح بمجيء المخلص، بغمام الحزن الذي سينجو عن جحود شعبه له، وستقاسم الام ابنها المجد والأحزان، وسيكون جرح قلبها بليغًا بقدر ما سيكون عذاب ابنها مضنيًا سموها عندها أدركت العذراء ان ابنها لن يكون لها وحدها، الحدث تم في اورشليم المدينة المقدسة وفي الهيكل الذي يحتل منها مركز القلب، وفي الهيكل تلقى يسوع القاب مخلص الكون وجميع الشعوب، والنور الذي يضيء جميع الامم الوثنية والوجه المرئي لله اللامرئي.

 

لم يعد الخلاص محصورًا ومضمونًا في معبد واحد، مهما تميزت الفخامة، بل أمسى الكون كله معبدًا وسيغدو كل إنسان يرحب بكلمة الروح هو الهيكل، وكم كانت دهشة مريم ويوسف بالغة، فقد جاءا للقيام بطقس يندرج في الكتمان وإذ بنشيد تسبيح عالمي يتفجر، غير أن ذلك الذي سيجعل من جميع الامم شعب أخوة سيكون آية معارضة وعلامة شقاق، فسيهب في وجهه من يرفضون المسيح الكوني الشامل الذي يأبون الخروج من قطرهم الضيقة، قطر فكرهم وايمانهم وتقاليدهم وسلوكهم، ويرفضون الانفتاح على أقوام من كل لغة وجنس ومعايشتهم معايشة الأخوة، غير أن العائلة الصغيرة المقدسة غدت نموذجًا لكل عائلة حقيقية بشران النوافذ على الأسرة البشرية بكل رحابتها.

 

المزيد من ريتا بدر - الأردن

تقدمة يسوع الى الهيكل