موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٦ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠١٦

الطوباوية روزا غاتورنو وإكساء العراة

بقلم :
الأخت ايزيس مكرم - الأردن

كلمة الله نقرأ في الكتاب المقدس: - "فكنتُ اُقدم خُبزي للجياع وثياباً للعُراة، وإذا رأيتُ أحدًا من بني أُمَّتي قد مات وأُلقيَ من وراء أسوار نينوى كنتُ أدفنه" (طوبيا 1: 17). - "من خبزك أعط الجائع ومن ثيابِكَ العُراة، من كل ما توفر لك تصدق، وإذا تصدقت فلا تندم عينُك" (طوبيا 4: 16). - "وكنتُ عُريانًا فكسوتموني" (متى 25: 36) - "فأجابهم من كان عنده قميصان، فليقسمهما بينه وبين مَن لا قميص له" (لوقا 3: 11) نقاط للتأمل والتقييم: قد لا نجد في مجتمعنا اليوم مَن يعيش عريان، ولكن هناك العديد من الفقراء في العالم مجبرين أن يعيشوا تلك الظروف بسبب فقرهم المادي. الرداء هو شئ شخصي جدًا بل وحميم. ولكن في عالمنا الاستهلاكي أحيانًا نسقط في خطر اعتباره إلهًا، فيصبح شغلنا الشاغل الذي يسيطر على حياتنا وأفكارنا، وقد نضحي من أجله حتّى بحريتنا الداخليّة. فهل لدينا القدرة على التخلي عن انفاق ما هو زائد عن ملابسنا والاهتمام بمساعدة المرسلين وسد احتياجات الفقراء بطريقة تليق بكرامتهم الإنسانية؟ أو الاهتمام بشراء ملابس جديدة لهم بدلاً من منحهم ما قد استُهلِكَ بالفعل من ملابسنا؟ لقد سهرت الأم روزا غاتورنو على العناية بالفقراء وكانت تهتم بهم ليلاً نهارًا دون أن تنظر إلى ذاتها أو ما تملك، بل كانت تنتظر كل شيء من العناية الإلهيّة التي لم تتركها طوال رسالتها، فكانت تقدم لهم ما يحتاجون من مأكل ومشرب وملبس وتحتويهم بقلبها المليء بالحب والحنان وتشرح لهم كلمة الله. وهكذا كانت توصي بناتها الراهبات بتقديم يد المساعدة للفقراء والمشردين، كما نرى هذا بوضوح في العديد من خطاباتها، على مثال ما كتبته إلى الأخت حنَّة أديليدة في مايو 1870: "بركة الله الآب تكون معنا يا ابنتي العزيزة، ولتكن مباركة أمنا القديسة حنة والدة مريم الطاهرة. أوصيك بنظافة الفتيات، فأعدي لهم ملابس جيدة ومرتبة، وإذا احتجتي، فاشتري قطعة قماش من السوق، او من مصنع النسيج لتضمني جودتها، وتأكدي أن لديهنَّ أحذية". لنصلي: يا إله الرحمة والرأفة، أنت تكسي زنابق الحقل أفضل من سليمان الحكيم، أنظر برأفتك إلى أبنائك المهمشين والمنبوذين الذين لا يملكون مأكلاً ولا مشربًا ولا ملبسًا. وأجعل عطايانا تصل إليهم فيعيشوا أيام هادئة مطمئنة إلى أن يلتقوا بك أنت يا نبع الحياة الحقيقي، فإنك أنت الإله الحي المالك مع الآب والروح القدس إلى دهر الداهرين. آمين