موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
تعكس حياة الطوباوية روزا غاتورنو مبدأ الحياة المسيحيّة، وهو أن للمحبة الحقيقيّة بعدين لا يمكن فصلهما: الأول: الله هو موضوعها وهدفها والثاني: إنها تمتد لكل البشر. اكتشفت الأم روزا هويتها في عطائها للمرضى الفقراء، باعتنائها بهم في المستشفيات أو في البيوت. ففيهم وجدت يسوع المصلوب الذي ملأ قلبها. عند تأسيسها لرهبانية بنات القديسة حنَّة، تمنت أن تتجه نحو جميع الاحتياجات الجسدية والروحية، وإلى كل جرحٍ بالمجتمع، فعملت على فتح دار مسنين، ملاجيء أطفال، حضانات، مدارس خاصة بالفقراء، كما وجهت عناية خاصة بالمساجين. برزت أعمال الرحمة كإطعام الجائع وغيرها في ذلك الوقت بشكل واقعي، كتقديم الطعام في العديد من الأديرة والملاجيء، خاصة في المدن الصناعية، حيث يكافح الفقراء من أجل ضروريات الحياة. تذكر الأم روزا في مذكّراتها: "إن رحمة الله دعتنا نحن رسله لمساعدة العديد من البؤساء، مانحات إياهم طعامًا ولباسًا. (من كتّاب مذكّرات الأم روزا) نبعت روحانية الاعتناء بالمريض والفقير من إيمانها بكلمات يسوع: "كلما صنعتم شيئاً من ذلك لواحدٍ من إخوتي هؤلاء الصغار، فلي قد صنعتموه" (مت 25: 40). وجهت راهباتها إلى نفس الروحانيّة، وحمستهنَّ لأعمال المحبة برؤية يسوع في كل محتاج ومتألم. ومن ضمن أعمال الرحمة نجد تعليم الجاهل. فقد ظهرت الرسالة التربوية في المدارس العامة كشكل من أشكال الحماس الرّسولي منذ بداية المؤسسة، وكان هذا بمثابة خدمة عظيمة للمجتمع، حيث اكتسبت تدريجيًا قيمة عظيمة لها. بأمانةٍ لتعاليم الأم روزا والتقاليد الخاصة بالمؤسسة، تخدم بناتُ القديسة حنة المسيحَ في أعضائهِ، بحبٍ واهتمامٍ فعّال وانتباهٍ للإنسانِ كلهِ، بمراعاةِ وحدتهِ المتكاملةِ وكرامتهِ التي لا تُهدَم، كصورةٍ وابنٍ للهِ، بالاضافةِ إلى مراعاة محيطهِ العائلي والاجتماعي (كتاب القوانين رقم 70). يحرصنَ أن يكنَّ حقيقةً "خادمات الجميعِ"، وعلى مثال الأم روزا، يقمنَ بخدمتهن الرسولية" مُحباتِ من يخدمنهم"، في حضورٍ أمومي يحترمُ الحياة في جميع مظاهرها، ويقبلُها قبولاً تامًا، وبانتباهٍ وافرٍ لاحتياج كل فردٍ (قانون رقم 73). وفقاً لرسالتهن الخاصة، تكرس بناتُ القديسةِ حنة ذواتهن للأعمالِ المختلفةِ العاملةِ منذُ بداية التأسيس، باستعدادٍ لأشكالٍ جديدةٍ من الخدمةِ التي تطلبُها التغيراتُ في المحيطِ الاجتماعي الكنسي.