موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
لوقا 17. 19 - «قُم فَ?مضِ، إيمانُكَ خَلَّصَكَ» في قصة شفاء العشرة برص، يتم الخلاص لواحد منهم فقط. لماذا؟ لنا اليوم، البرص هو مرض جلدي. بالنسبة ليهود القرن الأول، هو أكثر من ذلك. كان الأبرص يعاني من عزلة اجتماعية جهنميّة كما توصف في سفر الأحبار 13 الى 15. فعلى الأبرص أن يعلن بشكل علنيّ أنه غير طاهر ومدنس. على ملابسه أن تبقى ممزقة ورأسه مكشوف، على عكس العادة السائدة في تغطية الرأس خصوصا في أوقات الصلاة. وكان الابرص ملزما بأن يصرخ أنه غير طاهر لكي لا يقترب أحد منه. كل هذه الشرائع كانت تستقصي الأبرص من الحياة العامة وخصوصا العبادة التي كانت مركز الحياة آنذاك. رغم ذلك، لم يمتنع البرص من الاقتراب من يسوع راجين الشفاء، واقفين عن بعد، سائلين رحمته (لوقا 17: 12-13). لم يعاقبوا أنفسهم بالبقاء في عزلتهم. ولم يعاقبوا الله بالابتعاد عنه متهمين إياه بالبلى الذي أصابهم. لكنهم، حتى لو عن بعد، لجأوا الى يسوع طالبين الطهر. ويأتي شفاء يسوع من قلب الشريعة، وهو كاتب الشريعة وكمالها، إذ طلب منهم الذهاب الى الكهنة كما يوصي سفر الأحبار، فبرئوا. هذا شفاء، لكنه ليس خلاصا بعد. الربّ لا يريد للانسان الشفاء الجسدي فقط، إنما لكلّيته. لا يبغي الربّ للانسان الانخراط الاجتماعي وحسب، إنما خلاصه الأبدي. أبرص واحد نال هذا الخلاص، بإيمانه، غير اليهودي حتى، بل السامري، إذ إنه عاد ليسجد ليسوع شاكرا. هذه كلّية هذا الابرص التي جعلته بعد إبراء يسوع له من الخارج (الجلد)، أن يأتي ليضمّ عظمه إلى جلده، فيخلص. إرميا 17: 14 - "إِشفِني يا رَبُّ فأُشْفى، خَلِّصْني فأُخَلَّص، لأَنَّكَ أَنتَ تَسبِحَتي".