موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
الرسالة
الرب يعطي قوة لشعبه
قدموا للرب يا أبناء الله
فصل من رسالة القديس بولس الرسول الأولى إلى تيموثاوس (4: 9-15)
يا إخوة، صادقة هي الكلمة وجديرة بكل قبول. فإنّا لهذا نتعب ونُعيّر لأنّا أَلقينا رجاءنا على الله الحيّ الذي هو مخلّص الناس أجمعين ولا سيّما المؤمنين. فوصِّ بهذا وعلّم به. لا يستهنْ أحدٌ بفتوّتك بل كنْ مثالًا للمؤمنين في الكلام والتصرّف والمحبة والإيمان والعفاف. واظب على القراءة الى حين قدومي وعلى الوعظ والتعليم. ولا تُهمل الموهبة التي أُوتيتَها بنبوّةٍ بوضع أيدي الكهنة. تأمّل في ذلك وكنْ عليه عاكفًا ليكون تقدّمك ظاهرًا في كلّ شيء.
الإنجيل
فصل شريف من بشارة القديس لوقا (19: 1 -10)
في ذلك الزمان فيما يسوع مجتازٌ في اريحا اذا برجُل اسمهُ زكَّـا كان رئيسًا على العشَّارين وكان غنيًّا * وكان يلتمِسُ أن يرى يسوعَ مَن هو فلم يكن يستطيعُ من الجمع لانَّـهُ كان قصيرَ القامة * فتقدَّم مسرعًا وصعِد الى جمَّيزةٍ لَينظرَهُ لانَّـهُ كان مُزمِعًا ان يَجتازَ بها * فلَّما انتهى يسوعُ الى الموضع رفع طَرْفَهُ فرآهُ فقال لهُ يا زكَّـا أَسِرعِ انزِلْ فاليومَ ينبغي لي ان امكُث في بيتك * فأسرعَ ونزَلَ وقبِلهُ فرحًا *فلمـَّا رأَى الجميعُ ذلك تذمَّروا قائلين انَّهُ دخل ليحُلَّ عند رجلٍ خاطىء * فوقف زكـَّا وقال ليسوعَ هاءَنذا يا ربُّ أُعطي المساكينَ نِص أَمْوالي . وان كنتُ قد غَبَنْتُ احدًا في شيءٍ أَرُدُّ اربعةَ أَضعافٍ * فقال لهُ يسوع اليومَ قد حصل الخلاصُ لهذا البيتِ لانـه هو ايضًا ابنُ إبراهيم * لانَّ ابنَ البشرِ انـمَّا اتى ليَطلبَ ويُخَلصَ ما قد هلك.
بسم الأب والأبن والروح القدس الإله الواحد أمين.
كان زكا رئيسًا للعشارين، وكما نعرف أنّ هذا العمل كان مرذولاً لدى اليهود، متطلّعين إليه كعملٍ لحساب الدّولة الرّومانية المستعمِرة يحمِلُ رائحة الخيانة للأمّة اليهودية، هذا مع ما اتّسم بِه العشّارون بصفةٍ عامةٍ مِن حبٍّ لِجَمع المال بِروح الطّمَع والجشع بلِا رحمةٍ مِن جهة إخوتهم اليهود. يُمثّل الدنس بعينه والبُعد الكامل عَن كل ما هو إلهيّ. خلال اشتياقه القلبيّ الخفيّ أن يرى يسوع مَن هو، وترجمة هذا الشوق إلى عملٍ بسيطٍ هو صُعود شجرةِ الجُمّيز لِيرى مَن يحنُّ إليه، يَفتحُ أبوابَ الرّجاء لكلّ نفسٍ بشريةٍ لتلتقي مع مُخلّص الخطأة.
إنَّ السرَّ الذي بسببهِ حاولَ زكا أن يرى مَنْ هو يسوع؛ والذي مَكَّنَ زكا من أن يتخطى نظرةَ ازدراءِ الناسِ له، وأن يتخطى قصرَ قامتِه؛ وأن يقبَل الربَّ يسوعَ في بيتِهِ، وأن يوزِّعَ أمواله وينصِفَ مَنْ ظَلَمَ، هو تفاعلُ زكا العشارِ معَ نعمةِ اللهِ ورحمته الحالية.
زكا يريد أن يرى يسوع. مَنْ هو يسوع بالنسبة لزكا؟ هو شخص يصنع العجائب والمعجزات وسمع هذا من الناس لأنهم يتكلمون عنه، وعرف أنه سوف يجتاز أريحا وكان لديه حب استطلاع، وهذا الحب ليس خطأ، ولكنه هو عبارة عن باب من خلاله قد يحصل أي شخص على نعمة وعطية الله المجانية.
كان زكا لديه أشواق أو رغبة داخلية لكي يرى يسوع، وهذه الأشواق أو الرغبة جعلت عنده الدافع لكي يذهب ولكن كان أمامه بعض العوائق:
1- الجموع الكثيرة وبالتالي كانت مشكلة أنه لا يقدر أن يقترب من هذا المخلص.
2- كان قصير القامة وهي مشكلة جسدية وبالتالي لا يستطيع أن يرى هذا المخلص.
لكن السؤال كيف تغلب زكا على هذه الصعوبات؟ زكا فعل كما يفعل الأطفال. صعد إلى جميزة وتسلق هذه الشجرة لكي يرى يسوع. وزكا كان شخص كبير في العمر(بمعنى آخر رجل كبير) متزوج وعنده أولاد، ولكنه جلس على غصن شجرة ربما كان بجواره أطفال وربما الأطفال خافوا منه وتركوه.
زكا يجلس بجوار الأطفال بالرغم من أن أباءهم لا يحبون هذا العشار. يا أحبائي انظروا إلى زكا. وهو على الشجرة، زكا ينظر بعينه ولكن قلبه هو الذي ينتظر يسوع .وكان عنده الخوف في أنه لا يميز يسوع في وسط الجموع من خلال ملابسه لأن يسوع لا يحمل الصولجان الذهبي الذي في يد الملوك ولا يرتدي ثياب رئيس الكهنة حتى يكون مميزاً عن الجموع لأن يسوع كان يرتدي الرداء الذي يرتديه معظم الناس وبالتالي زكا لا يعرف مَنْ هو يسوع في وسط الجموع! ونحن نقف أمام مشهد عجيب أمام يسوع. وهو ليس إنساناً فقط ولكنه الله الذي يعرف القلوب فيسوع كان يعرف قلب زكا، وبالتالي وقف عند الشجرة التي كان عليها زكا وعرف يسوع زكا فبل أن يعرفه وماذا قال يسوع؟ وَقَالَ لَهُ:«يَا زَكَّا، أَسْرِعْ وَانْزِلْ، لأَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَمْكُثَ الْيَوْمَ فِي بَيْتِكَ». يسوع يقول لزكا اليوم أنا أقيم في بيتك، وبالتالي زكا نزل ويسوع ذهب معه إلى بيته. وأخيراً زكا صار صديقا ليسوع ودخل السماء.
مَنْ هو زكا؟ زكا هو شخص مكروه ومنبوذ وأيضا زكا عاش في أريحا وهذه المدينة هي مدينة كانت ملعونة(تحت لعنة) مِن أيام يشوع وكأنه كل مَنْ يعيش في هذه المدينة هو شخص في نظر الآخرين سيء أو غير مخلص(غير مؤمن).
وبالقرب مِن هذه المدينة كان لصوص واليهود كانوا يواجهون منهم المشاكل وهذا ما يوضحه لنا قصة السامري الصالح، ولكننا نعرف من خلال هذه القصة أن زكا رفعت من عليه لعنة المدينة وحصل على الخلاص بيسوع المسيح ودخل تحت عهد الله من خلال بركة ابراهيم ونتوقع أن هذا المكان سيكون مكان ليسوع المسيح.
أخوتي وأخواتي الأحباء! ليست المشكلة مِن أين أنتم؛ لأن خلاص يسوع المسيح مُقدم لكل النفوس مهما كانت هذه النفوس تحت الخطية أو في أي مكان. ولكن كما تعرفون أن هذه المنطقة أو هذه المدينة ليست فيها الكل ليسوع المسيح وهذا ما قاله الله في حلم أو في رؤيا لبولس الرسول في (أع18: 9ــ10) فَقَالَ الرَّبُّ لِبُولُسَ بِرُؤْيَا فِي اللَّيْلِ:«لاَ تَخَفْ، بَلْ تَكَلَّمْ وَلاَ تَسْكُتْ، لأَنِّي أَنَا مَعَكَ، وَلاَ يَقَعُ بِكَ أَحَدٌ لِيُؤْذِيَكَ، لأَنَّ لِي شَعْبًا كَثِيرًا فِي هذِهِ الْمَدِينَةِ». فالرب يسوع لا يميز بين مدينة ومدينة.
نعم زكا كان من مجموعة الناس السيئة لأنه كان يخدع الشعب في أنه كان يجمع منهم الأموال ولذلك الجموع قالت عن الرب يسوع البار إنه دخل إلى رجل خاطيء ولكن نعمة يسوع المسيح لا تفرق بين الناس. لماذا؟(يوحنا 16:3) لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ. " الله يدعو من يحبه" . الله دعا هذا العشار السيئي من المدينة السيئة.
بعض الناس يقولون:" الناس الأغنياء لا يقبلون يسوع المسيح". ولكن الرب لا يميز بين الأغنياء والفقراء. نعم الرب لا يميز بين الذين في مناصب عالية وبين الأشخاص العاديين لأنه اختار من يغنيهم بالإيمان. نعم زكا الغني حصل على دعوة من على الشجرة حينما نزل من على هذه الشجرة فصار من المخلصين. أنا أعتبر هذه اللحظة هي أجمل وأحلى شيء في نظر الله لأنه أظهر تواضعه للإنسان.
تتجلى رحمة الله الآب وصلاحه العظيمان في المقطع الإنجيلي اليوم. لم تكن رغبة زكا في معرفة الرب مجرد فضول، لقد كانت رغبة خالصة، رغبة أخلاقية ونكران للذات. لا يخجل كبير جامعي الضرائب الغني من أي شيء، ولا يفكر في المنصب الذي شغله، لكنه يركض، مثل بطرس، ليرى ويعرف الشخص الذي أغوى أرواح الناس في أرض اليهودية.
وبعد أن رحب زكا بالرب في بيته ، أظهر أعمال الفضيلة ، والصدقة ، والاستعداد ، والمحبة ، والامتنان للمخلص. لقد رأى هو نفسه أن ثرواته ومناصبه لا يمكن أن تمنحه فرحة حقيقية وسعادة عقلية. كان لديه شعور بأنه يفتقر إلى شيء أكثر جوهرية وأعمق ، وهو الحب. سمع زكا من سيد المجد المسيح "أن خلاص البيت قد تم في هذا اليوم ، لأن ابن إبراهيم هذا هو أيضًا ابن الإنسان جاء ليسأل وينقذ الضالين".
الطروباريات
طروباريَّة القيامة باللَّحن الثَّامِن
إنحدَرْتَ من العُلُوِّ يا مُتَحَنِّن، وقَبِلْتَ الدَّفْنَ ذا الثَّلاثَةِ الأيَّام لكي تُعتِقَنَا من الآلام. فيا حياتَنا وقيامَتَنَا، يا رَبُّ المجدُ لك.
القنداق باللحن الأول
أيُّها المَسيحُ الإلهُ، يا مَنْ بِمَوْلِدِهِ قَدَّسَ الْمُسْتَوْدَعَ البَتولِيِّ، وبارَكَ يَدَيْ سِمْعانَ كَما لاقَ، وأدْرَكَنا الآنَ وخَلَّصَنا؛ إحْفَظْ رَعِيَّتَكَ بِسَلامٍ في الحُروبِ، وأيِّدِ المُلوكَ الذينَ أحْبَبْتَهُمْ، بِما أنَّكَ وَحْدَكَ مُحِبٌّ لِلْبَشَر.