موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ١٠ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢٤

أحد لوقا الثاني 2024

بقلم :
الأب بطرس جنحو - الأردن
الأب بطرس ميشيل جنحو

الأب بطرس ميشيل جنحو

 

الرِّسالَة

 

الربُّ يُعطي قوَّةً لشعبِه 

قَدِّموا للربِّ يا أبناءَ الله

 

فصل من رسالة القديس بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس (2 كو 6: 1-10)

 

يا إخوةُ، بِما أنَّا معاوِنُونَ نَطلُبُ إليكم أن لا تَقَبَلُوا نِعمَةَ اللهِ في الباطِل، لأنَّهُ يقولُ: إنّي في وقتٍ مقبولٍ استجبتُ لكَ وفي يومِ خَلاصٍ أَعَنتُك. فَهُوذا الآنَ وقتٌ مقبول، هوذا الآنَ يومُ خَلاص. ولسنا نَأتي بِمَعثَرةٍ في شيءٍ لئلاَّ يَلحَقَ الخدمَةَ عَيبٌ، بل نُظهِرُ في كلِّ شيء أنفسَنا كخدَّامِ اللهِ في صَبرٍ كثيرٍ، في شدائدَ، في ضَروراتٍ، في ضِيقاتٍ، في جَلدَاتٍ، في سُجونٍ، في اضطراباتٍ، في أتعابٍ، في أسهارٍ، في أصوامِ، في طَهارةٍ، في معرفةٍ، في طُول أناةٍ، في رفقٍ، في الروح القُدُس، في محبّةٍ بِلا رِياءٍ، في كلمةِ الحقِّ، في قُوّةِ الله، بأسلحَةِ البِرِّ عن اليَمين وعَن اليَسار. بمجدٍ وهَوانٍ. بِسُوءِ صِيتٍ وحُسنهِ. كأنَّا مُضِلُّون ونَحنُ صادقون. كأنَّا مَجهولون ونحنُ مَعروفون. كأنَّا مائِتونَ وها نحنُ أحياء. كأنَّا مؤدَّبونَ ولا نُقتَل. كأنَّا حَزانَى ونحنُ دائماً فَرِحون. كأنَّا فُقراءُ ونحنُ نُغني كثيرين. كأنَّا لا شَيءَ لنا ونحنُ نملِكُ كُلَّ شيءٍ.

 

 

الإنجيل

 

فصل شريف من بشارة القديس لوقا (لوقا 6: 31-36)

 

قال الربُّ: كما تريدونَ أن يفعلَ الناسُ بكم كذلك افعلوا أنتم بهم. فإنَّكم إنْ أحببتُم الذين يُحبوُّنكم فأيَّةُ مِنَّةٍ لكم، فإنَّ الخطأةَ أيضًا يُحبُّون الذين يحبُّونهم. وإذا أحْسنتم إلى الذين يُحسِنون إليكم فأيّةُ منَّةٍ لكم، فإنَّ الخطاةَ أيضًا هكذا يصنعون. وإن أقرضْتم الذينَ تَرْجونَ أن تستوفوا منهم فأيّةُ مِنَّةٍ لكم، فإنَّ الخطاة أيضًا يُقرضونَ الخطأة لكي يستوفُوا منهم المِثلَ. ولكن، أحبُّوا أعداءَكم وأحسِنوا وأقرضوا غيرَ مؤَمِّلين شيئاً فيكونَ أجرُكم كثيراً وتكونوا بني العليّ. فإنَّهُ منعمٌ على غير الشاكرينَ والأشرار. فكونوا رُحماءَ كما أنّ أباكم هو رحيمٌ.

 

 

بسم الأب والأبن والروح القدس الإله الواحد . أمين

 

أيها الأحباء الكراهية والعداوة والظلم سادت العالم قبل مجيء الرب إلى الأرض. ورفعت راية الكراهية في كل مكان. لم يكن هناك حب أو حيثما وجد كان حبًا ناقصًا وأنانيًا كان يحمل اسم الحب لكنه لم يكن حبًا.

لكن المسيح جاء ليطفئ الكراهية، ويرفع في كل مكان راية المحبة. لقد جاء لينفي العداوة ويقيم عالمًا جديدًا على أساس جديد، أساس المحبة. لقد علم دائمًا هذه المحبة وهو يعلم هذه المحبة في إنجيل اليوم أيضًا.

إذن ما هي محبة المسيح؟ محبة المسيح ليست مثل محبة العالم. بحسب كلمات المسيح التي سمعناها اليوم، فإن خصائص الحب الحقيقي هي الثلاث التالية: أولاً إن الله يحب من لا يظلم أحداً. ثانياً من لا ينتقم من أعدائه، وثالثاً من يرحم المتألمين ويتعاطف معهم.

 

ولكن دعونا نتفحص هذه الأمور عن كثب.

 

أولاً من له محبة المسيح فلا يظلم أحداً. ولكي لا يكون ظالمًا أبدًا في حياته، عليه أن يتذكر قاعدة المسيح الذهبية، التي يبدأ بها إنجيل اليوم. ماذا يقول المسيح هناك: "كما تريدون أن يفعل الناس بكم، افعلوا هكذا بهم" (لوقا 6: 31). بمعنى آخر، كما تريد أن يعاملك الآخرون، كذلك تفعل أنت بهم. ومن أجل مزيد من التحليل لكلمات المسيح هذه، نقول ما يلي: ثلاثة هي أعظم ممتلكات الإنسان، الحياة، والشرف، والمال.

 

الحياة هبة من الله. الله وحده هو الذي يخلق الحياة، وله وحده الحق في أن يأخذها منها. لذلك ليس من حقنا أن نمد يدنا ونلحق الأذى بحياة أي شخص، بل على العكس من ذلك، من واجبنا حماية حياة كل شخص ومساعدتها. هل تريد أن يهاجمك الشخص الآخر بسكين أو أي سلاح فتاك آخر ويقتل حياتك؟ هل تريد مني أن أضع السم في طعامك وأسممك؟ هل تريده أن ينقل إليك جراثيم المرض الذي يعاني منه؟ بالطبع لا. فكما تريد أن يحترم الشخص الآخر حياتك، عليك أن تحترم حياته؛

 

وليس حياته فحسب، بل شرفه أيضًا. لأن الشرف والسمعة والاسم الجيد كما نقول هو رصيد عظيم. ماذا تفعل بالحياة بدون اسم جيد وبدون سمعة؟ لذلك أنا أسألك: هل تريد أن يقرأك الآخر كلص، وفاسق للأخلاق، ومسيء؟ هل تريد أن يشحذ الآخر لسانه ضد شرفك الشخصي أو العائلي؟ هل تريد بكلامه ودعايته أن تلطخ شرف زوجتك وابنتك وأختك؟ هل تريد أن يكون الشخص الآخر هو قاتل شرفك؟ لا، لا! ولكن ماذا تريد؟ لا يتكلم أحد عليك، وليُكرَّم اسمك. فكما تحب أن يحترم الشخص الآخر شرفك، كذلك عليك أن تحترم شرف اسمه. انتبه للسانك، وزن كلماتك جيداً. لا تصبوا سم الافتراء على أي إنسان بريء.

 

لكن للإنسان أيضًا خير آخر: الملكية. بدون الملكية لا يمكنك إعالة نفسك وإطعام أطفالك والوفاء بالتزاماتك العائلية والاجتماعية. فهل تريدون أن يذهب الشخص الآخر ويشعل النار في حظائركم، ويسرق أغنامكم، ويفتح خزائنكم؟ هل تريد أن يتم اصطيادك وخداعك؟ هل تريده أن يتعدى على أرضك، أن يسرق عرق وجهك، أن يصبح آفة على ممتلكاتك؟ لا ولكن ماذا تريد، أن يحترم الجميع ممتلكاتك. فكما تريد أن يحترم الآخرون ممتلكاتك، كذلك ينبغي عليك أن تظهر الاحترام لممتلكات كل إنسان.

 

لذلك عندما تكون على وشك القيام بشيء ما، ضع يدك على قلبك واسأل ضميرك: ماذا سأفعل بالآخر، هل أريده أن يفعل بي؟ هكذا ستتجنب الظلم وتصعد الخطوة الأولى في الحب. لكن الحب له خطوات أخرى.

 

الخطوة الثانية هي، عندما يسيء إليك الآخر ويؤذيك، لا ترد بالمثل، ولا تنتقم. أعلم ذلك؛ نحن جميعًا الذين نعيش في المجتمع قد قبلنا ونتقبل الظلم بشكل أو بآخر؛ شخص ما، غريب أو جار أو حتى قريب، سوف يهيننا، ويسرق منا، ويفتري علينا. فماذا يجب علينا كمسيحيين أن نفعل؟ نقاوم، نحكم على أنفسنا، نركض إلى المحكمة؟

 

بالطبع يجب علينا اتخاذ بعض الإجراءات والدفاع عن أنفسنا وحماية أنفسنا من الشر. لذلك سندافع عن حقوقنا، ولكن دون كراهية، ودون أن تغلبنا الهوى. يجب ألا ندع الغضب يغزو أرواحنا. نحن لسنا في زمن العهد القديم ولن نرد "عينًا بعين وسنًا بسن". لن نفتح حفرة لنرمي خصمنا فيها. ولكن ماذا سنفعل؟ يقول لنا الرب بوضوح اليوم: "أحبوا أعداءكم" (لوقا 6: 35)! سوف نظهر المحبة، لأنه أيضًا مخلوق من الله، وهو أخ لنا، وهذا ما يوصينا به الرب الآن. لأن الحب وحده يستطيع أن يطفئ نار الكراهية.

 

وهكذا، بمحبتك لأعدائك، تصعد إلى الدرجة الثانية من محبة مسيحنا. ولكن هناك أيضًا رئيس ثالث.

 

الخطوة الثالثة هي أن تكون مفيدًا. لقد سمعناها اليوم: "أعطوا الخير"، "أقرضوا"، "تعطفوا". إنه صوت المسيح. من يحب لا يستطيع أن يرى الأيتام يتضورون جوعا، والأرامل يذوبن في أتون الفقر، والمقعدين يهيمون في الشوارع فيرحم.

 

الصدقة هي أفضل استثمار للمال. هناك بنوك كثيرة، بأسماء مختلفة، تؤمن المال؛ وطني، زراعي... كما أنها تعطي فوائد. ولكن هل تعرف ما هو أفضل بنك؟ وهو بنك الصدقات. ما تعطيه للفقراء لا تضيعه، تتركه في يد الله، وما يحتفظ به الله يؤمّن ويزداد. أينما تضع أموالك، فلن تحصل على نفس القدر من الفائدة؛ وهناك خطر من أن تخسرها تمامًا في يوم من الأيام، كما حدث بالفعل في الماضي. ولكن ما أودعه في بنك الصدقات لن يضيع، بل سيكون في انتظارك في الجنة، وستجده مضاعفاً!

 

إذا حدث لك حقًا أن المحتاج الآن هو عدوك، فلا تتهاون. استمع إلى ما ينصحك به الرسول بولس في هذه الحالة: "إن جاع عدوك فأطعمه (أعطه ليأكل)، وإذا عطش فاسقه ماء ". لا يغلبنك الشر، بل اغلب الشر بالخير (لا يغلبنك الشر، بل اغلب الشر بالخير)". هكذا يعرف الحب كيف ينتصر؛ وهكذا ينزع سلاح ويستعبد حتى أعظم الأعداء.

 

حب! انظروا يا إخوتي ما هي العلامة المميزة للمسيحي؟ هذا هو السلم الذي سيصعد بنا إلى السماء. هذا هو الدواء الذي تحتاجه البشرية لتجد علاجه.

 

لذلك دعونا نحاول أن نقتلع شوكة الكراهية ونزرع زهرة الحب. فلنزرعها بأفضل ما نستطيع، ولنسقيها بدموع الصلاة، ولندهنها بالمحبة، ولنحميها بالتواضع، ولنقويها بالمغفرة والإيمان.

 

الحب هو أصل كل خير؛ فهو يمنحنا سلام الروح، ويجلب لنا عطايا وبركات الله، ويمنحنا تذكرة الدخول إلى قصر الملك، حيث يسود الحب وحده، لأن "الله هو". المحبة".

 

 

الطروباريات

 

طروباريَّة القيامَة باللَّحن السَّابِع

حَطَمْتَ بِصَلِيبِكَ الموتَ وفَتَحْتَ لِلِّصِّ الفِرْدَوُس، وحَوَّلْتَ نَوْحَ حَامِلَاتِ الطِّيبِ، وأَمَرْتَ رُسُلَكَ أَنْ يَكْرِزُوا بِأَنَّكَ قَدْ قُمْتَ أَيُّهَا المسيحُ الإله، مَانِحًا العَالَمَ الرَّحْمَةَ العُظْمَى.

 

القنداق باللَّحن الثاني

يا شفيعةَ المَسيحيّين غَيْرَ الخازية، الوَسيطةَ لدى الخالِق غيْرَ المرْدودةِ، لا تَعرْضي عَنْ أصواتِ طلباتنِا نَحْنُ الخَطأة، بَل تداركينا بالمعونةِ بما أنّكِ صالِحة، نحنُ الصارخينَ إليكِ بإيمان: بادِري إلى الشَّفاعةِ وأسرَعي في الطلبةِ يا والدةَ الإلهِ المتَشفّعةَ دائماً بمكرِّميك.