موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ١ ابريل / نيسان ٢٠٢١

أحد القيامة 2021

بقلم :
الأب منويل بدر - الأردن
أحد القيامة: المسيح قام.. حقًا قام

أحد القيامة: المسيح قام.. حقًا قام

 

إنه ليس هنا! إنه قد قام (الإنجيل يو 20: 1-9)

 

أذكر في صغري، وفي قريتي الصّغيرة، حيث كان الصغير والكبير يعرفون بعضهم البعض، أنّه حينما كان الناس يلتقون، كانوا يحيّون بعضهم بعضاً، بالتّحيّة المعروفة: صباح الخير أو مساء الخير. لكن في أسبوع القيامة هذا، فكانت تلك الكلمات تختفي من قاموس الحياة اليومية، ويستبدلونها بالتّحية: المسيح قام، والمقابل يجيب: حقّاً قام! فيا أيَها المستمعون! أحيّيكم وأقول : المسيبح قام!. نعم، قبل أكثر من 2000 سنة صحا العالم يوم أحد على خبرٍ عجيبٍ غريب، مفاده: المُسمّى يسوع ابنُ الله، الّذي كان صُلِب غضبا عليه من الكتبة ورؤساء الشعب، لأنه قال عن نفسه، أنه ابن الله، وهذا تجديف في قانونهم، قصاصه الموت، دفن في قبر صخري ووُضع حجر كبير على بابه، قد قام من الموت. فهل هذا ممكن وصحيح؟ هذا خبر يستأهل الوصف والتّصوير والنّشر. فلو كان العالم بحالة الألكترونيات، التي ننعم بها اليوم، لكان مئاتُ بل وآلاف الصّحفيّين جهّزوا أنفسهم بهذه الآلات وطاروا بلا تأخير إلى المكان، إلى أورشليم، وأتحفونا بالأخبار والتصوير والمقابلات مع القائم، ومع الّذين شاهدوه، ابتداءً بمريم أمِّهِ ومريم المجدلية. ثم صُور القبر والحجر الكبير المُدَحرج، ووصف الأكفان ومكانها والحرس  ووو.  لكن هيهات، أيها المستمع الكريم! إنّ الإيمان لا يحتاج إلى كل هذا. الإيمان هو الثقة بأن الله صادق، فما كان قاله عن قيامة ابنه، قد تم. وهذا هو خبر اليوم، الذي تفرح به البشرية كلها، كما تقول لنا مقدّمة قداس اليوم، وتعيُّده. نعم! المسيح قام! المسيح إنتصر على الموت، فيا موتُ، أين شوكتُكَ؟ أين سلطتُك؟ فحزنُ الجمعة العظيمة، الذي اعتبره الكثيرون، يومَ فشل رسالة يسوع، ما عاد يُذكر، أمام خبر الأحد اليوم! كلُّنا ننسى ما حدث ساعة موته: حيث الشمس أظلمت (إذ غاب عنها هو نورها)، والصخور تشقّقت، وحدث زلزال قوي، حتى إنَّ حجاب الهيكل قد انشقَّ إلى إثنين. كل هذا ننساه أمام خبر قيامته: المسيح قام! حقّاً قام.

 

القاعدة العامّة: من يولد يموت، لكن من يموت سيقوم، لأنَّ المسيح قام، ونحن سنقوم معه، يقول بولس الرّسول. هذا العيد هو ليس للأطفال. عيد الأطفال هو عيد الميلاد، إذ هم، كأطفال، يندمجون مع هذا العيد وهذا الطفل، أكثر من الناضجين. وأمّا عيد الفصح فهو للناضجين. إذْ مِنَ الصّعب تفهيم الأولاد لماذا يُجلد يسوع ويموت مُسمّراً على الصليب، فيدفن فيقوم بعد ثلاثة أيام مُمجّداً. هذه خُرافة لهم، مثل خُرافة يا سييزم افتح! وليست عقيدة إيمان. هم لا يفهمون بعد، لا معنى الخطيئة ولا ما هو الألم. فهذه قصة تفوق فهمهم.

 

كانت الآراءُ حول قيامة الموتى، حتى قيامة يسوع، متضارَبَة ومتجادَل عليها. حتى أفكارُ عُلماء النّاموس والكتبة، كانت متضارَبة فيما بينهم، ومنهم قسم كانوا يشكّون في صحَّتها، حتى لجأوا لحسم السّؤال فيها إلى يسوع نفسه، فتقدّموا إليه بالسّؤال المُحرج: هل قيامة الموتى صحيحة أم لا؟ بعكس الفريسيين والكتبة، كان فكر يسوع واضحاً في هذا الموضوع: نعم، توجد قيامة الموتى، وهي عقيدة إيمان، أعني من وحي الله، ويجب الإيمان بها. لذا نصلي دائما: ... نؤمن بقيامة الموتى والحياة الأبدبة! إنّ التّردّد في صحة القيامة أم عدمها، وَجَدَ حَدَّه في عيد اليوم، عيد قيامة السيد المسيح، الرب والخالق. المسيح قام! نعم بعد الثلاثة أيام الأخيرة، حيث عاش العالم أكبر وأشهر وأقسى قصة ألم في التاريخ، والتي انتهت بصلب يسوع ووضعه في قبر كباقي القبور، إذا به يُفاجئنا بقيامته. فالكلمة الأكثر انتشارا اليوم هي: المسيح قام! حقّا قام! وقف التاريخ قبل ألفي سنة، أمام قبر فارغ. تفسيره: المسيح قام. وهذا علامة لكم وللعالم. إحتفاءً بهذا الخبر تقرع ملايين الأجراس هذه الليلة وهذه الأيام لتدعو وتبشِّر بحقيقة هذا الحدث. نعم يسوع قام!

 

من وقت لآخر نقرأ مرّةً عن أخبار قديمة، وأُخرى نتفاجأ بأخبار مثيرة، نقف أمامها بفم مفتوح،  لايعرف كيف ينطق ويُعلِّق عليها. خبر القيامة من فئة هذه الأخبار، كما نقرأ قي كتاب الرؤيا: "كنت ميِّتاً  وها أنا حيٌّ إلى أبد الآبدين" (رؤيا 18:1). من منّا يقدر أن يدّعي ذلك؟ أي من الموت تأتي حياة جديدة؟ وهذا خبر يفوق الفهم والحقيقة البشرية. لسنا بحاجة لفهم الحقائق الدّينيّة، لكن يجب أن نُؤمن بها. إذ حتى تصبح حقيقة، لا يقف وراءَها عِلْمٌ بشري، بل  قوّةٌ إلهيّة فعّالةٌ، لا تقع تحت القوانين الطبيعية. ومنذ قيامة يسوع، اضاع الموت سلطته: أين نصرك أيها الموت؟. فنحن نؤمن، أنَّ ما أقام أمواتاً وأحياهم من جديد، كأليعازر أو تاليتا، إبنة القائد الروماني، أو الشاب الوحيد لأمِّه الأرملة، وكثيرين غيرهم، له السلطة أيضا أن ينتصر هو على الموت، وأن يُقيم نفسه. المهم قصّةُ حياة يسوع، هي بكل مراحلها قصة حقيقية، جرى وحدث فيها ما حدث، من أجلنا نحن: إني أتيت لكيما تكون لكم الحياة (يو9:10). لكن كي نحصل على الحياة، كان عليه أن يمرَّ في طريق صعب: طريقَ آلام ثقيلة، ما كان غيرُه ليحتملها. وأما هو، فاحتملها طوعا لإرادة أبيه: يا أبت إن أمكن أن تعبر عني هذه الكأس، ولكن لا كما أريد أنا، بل كما تريد أنت" (متى 39:26). فما نظنُّه تناقُض، هو حقيقة. قيامته جلبت لنا الحياة الجديدة، والمصالحة مع أبيه، والخلاص من الخطيئة :"لأنّه كان أجبَّ خاصّته الّذين في العالم، أحبّهم إلى المُنتهى" (يو 1:13). من هنا نفهم ما كُناّ نُصلّيه خلال الأسبوع وفي ممارسسة صلاة درب الصّليب: في الصليب الخلاص، في الصليب الحياة، في الصليب القيامة. بكلمة: ألصليب هو علامة الخلاص، فما عاد أن نخجل من هذه العلامة، التي تجلّت فيها قوّة الله، كما يقول بولس. إننا بموت يسوع وقيامته، قد صرنا المُفضّلين عنده، نحن نخبة الخلائق.

 

لا يوجد عيدٌ ثابت، تمًّ الإحتفال به بلا انقطاع كلُّ السنة، منذ ألفي سنة، بل ونتذكَّرُه كل أحد، إلا هذا العيد، عيد الفصح، عيد القيامة. نعم نلتقي كلَّ أحد، في كلِّ أنحاء العالم، لنعيّد من جديد هذا العيد،  فهو عيدٌ ليس كباقي الأعياد، بل هو قلب كل أعياد الدّين والإيمان، لأنَّها كلَّها نابعة منه ومرتبطة به، ولولاه لما وجدنا سبباً لنحتفل بتلك الأعياد. فهذا العيد يقول لنا: إنَّ عمل الله مستمرٌّ في العالم، وسيبقى مستمرّاً إلى ما لا نهاية، حتى يسمع به كل بشر.

 

باحتفالنا بعيد القيامة، نؤكِّد أننا نجتفل مُسبقا بعيد قيامتنا نحن، إذ كما يقول بولس: ما حدث للرّأس، سيحدث لنا، نحن ألأعضاء. "لأنّه إن لم يكن المسيح قد قام، فباطلة كرازتنا، وباطلٌ أيضاً إيمانُكم، ونكون نحن شهودَ زورٍ لله، لأنّنا شهدنا من جهة، أنّ الله أقام المسيح، وهو لم يُقِمه، إن كان الموتى لا يقومون، فلا يكون المسيح قد قام. وإن لم يكن المسيح قد قام فباطلٌ إيمانكم" (1 كور 15: 14-17). فإذن ، كلمة القيامة هي محتوى ومحور هذا العيد، وهي تجعل منه أكبر عيد وأهمَّه في التاريخ. فيسوع الموعود كمخلص في الجنة، كان أكثر شخص انتظر البشر مجيئه. فالتوراة تقول لنا، إنَّ عِلاقة الإنسان مع خالقه، قد تزعزعت بسبب الخطيئة التي قَبِلَ الإنسان باقترافها، فهو من بعد ما كان متمتِّعا بحب خالقه وقُربه وحمايته، إذا به فجأة فارغَ اليدين، قاصر النّظر، بل فاقده، لا يعرف أين يتّجه، ولا يعرف أي طريق يأخذ، ليعود إلى خالقه.

 

وكما تذكر التّوراة، إن الإنسان الّذي ابتعد بإرادة حاله عن خالقه، ما عاد قادراً وحده على إيجاد طريقَة، يُبرّ|ر فيها نفسه. لقد احتاج إلى وسيطٍ  رفيعِ المقام، أوحى به الخالق نفسُه، بعد ارتكاب الخطيئة، عرّفه الوحي لنا أوّلا بأوّل، وإذا به يسوع ابنُ الله بالذّات. لكن وقبل أن يأتي، يجب على الإنسان أن ينتظر أجيالا وألاف السنين، حتى يفهم خطأَه الكبير، ويُقدِّر من جديد، بل ويفهم، ما قد فقد. إنَّ ما يأتي من الله، بل ما يعمل الله لخلائقه، هو عظيم، هو دائماً عظيم. ولا مقارنة ولا مشابهة له عند الآلهة الوثنية. فالألهة الأخرى المعروفة، هي آلِهَةٌ لِشُعوب لا تعرف بعضها، إذ تلك الآله لا تظهر ولا بأية طريقة، لا من قريب ولا من بعيد. لا ديانة تعرف التّجسّد إلا الدّيانة المسيحية. إلهُنا صار إنسانا، ليخلِّصنا باستحاق أُلوهيَّتِه، بالعذاب الإنساني،. بالتجسّد إذن بدأ عهد جديد، بين الله وبين الإنسان، بدايته كانت التّجسّد وقمّته القيامة اليوم.

 

الخطيئة كانت سبب هذا التّدخُّل الخلاصي من الله. بينما الخطيئة عند آلهة الشعوب الأخرى، هي سبب إهفاء الخطأة من وسط الشعوب، وإرسال علامات، تدلُّ على غضب الآلهة، بإرسال البرق والرعد والزلازل والفيضانات، لتهلك هؤلاء. أو أنّها تُرسِل عليهم أمراضاً، كانت في القرون الوسطى هي أمراض الطاعون، التي كانت تقضي على البشر والحيوان، على اليابس والأخضر قصاصا. وليس عبثا أن نذكر أن أتباع الدّيانات الوثنية تكرز جتى اليوم، أن الكورونا هي علامات قصاص من الله، لأن العالم خاطئ.  وأمّا الله فقد ضحّى بابنه من أجل كلِّ الخطأة. بدمه جاءنا الخلاص، قال بولس الرّسول. وصلاة ليلة سبت النّور تمدح خطيئة آدم، التي استحقّت لنا هذا المُخلّص. إنِّ قراآت ونصوص الأيام الماضية، قد هيّأتنا وأوضحت لنا، ما كان مُقرّراً أن يحدث مع يسوع، في سبيل أن تتمَّ مُصالحتُنا مع الله أبيه. وهي الذّهاب إلى الموت، نيابةً عنا. وهذا ما عبّر عنه قيافا، رئيس الكهنة في تلك السنة، "إنّه خيرٌ لنا أن يموت أنسانٌ واحدٌ عن الشعب، ولا تهلَك الأُمّة وحدها" (يو 49:11 و13:18). وبجروحه شُفيينا يقول أشعيا (5:53). وبطرس يؤكّد "لقد حمل هو نفسه خطايانا في جسده، لكي نموت عن الخطايا فنحيا للبرّ" (1 بطر 24:2).

 

لقد اختار الله نفسه طريقة المصالحة هذه، أي موتَ ابنه، حيث أنه بموته وقيامته غلب الموت: تألّم كما نصلي في قانون إيماننا: ومات وقُبر وقام في اليوم الثالث. فالقيامة هي أكبر أعجوبة يعرفها التّاريخ. ولأنها مهمة لصدق الدّيانة، فإن ذكرها يزيد على مئة مرة، في العهد الجديد. لقد حاول منكرو القيامة عبثاً، رشوة حرّاس القبر، كي يبثّوا خبرا معاكساً: "قولوا إنَّ تلاميذه أتوا ليلا وسرقوه ونحن نيام" (متى 12:28). وأمّا القيامة فكانت حدثاً ليس فقط مُتوقَّعاً بل ومن الله مُقرّراً. فيسوع ما كان تكلّم مرارا فقط عن موته بل وأيضاً عن قيامته: "من ذلك الوقت ابتدأ يسوع يُظهرُ لتلاميذه، أنه ينبغي أن يذهب إلى أورشليم، ويتألّم كثيراً من الشّيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويُقتل، وقي اليوم الثّالث يقوم" (متى 21:16). وجداله حول الهيكل: أُنقضوا هذا الهيكل، وفي ثلاثة أيّام أُقيمه... أمّا هو فكان يعني هيكل جسده(يو 2: 19+21)... فلمّا قام من الأموات، تذكّرتلاميذه أنّه قال هذا، فآمنوا بالكتاب والكلام الّذي قاله يسوع" (يو 22:2).

 

خبر القيامة ما جاء مُفاجئاً، بل كان أنبياء العهد القديم قد أكَّدوه، وفي تعليمه رجع يسوع إلى هذه الذكريات، حيث قال: "هذا هو الكلام الذي كلّمتكم به وأنا بعد معكم، لا بدَّ أن يتمَّ جميع ما هو مكتوب عنّي في ناموس موسى والأنباء والمزامير.... وقال لهم: هكذا هو مكتوب وهكذا كان ينبغي أنَّ المسيح يتألّم ويقوم من الأموات في اليوم الثالث" (لو 24: 44 و 46).

 

بطرس، الّذي ما كان يريد من سيِّده أن يموت شابا، فلا يعد يراه، يعود بالتّالي في خطاباته الحماسية، إلى تأكيد هذه الحقيقة: إننا لا نقدر أن نصمت. وبولس كرّس لها قسمًا في رسائله، لكن أهم ما قال فيها، جاء في الفصل الخامس عشر من رسالته ألأولى إلى أهل كورنتوس، حيث قال: "إنه دُفن وأنه قام في اليوم الثالث حسب الكتب" (4:15). "يسوع هذا قد أقامه الله ونحن شهود لذلك" (اعمال 32:2)

 

وأمّا خبر القيامة فهو أساس تعليم الرّسل، وعليه بَنَوا رسالتهم التبشيرية: لأنه إن لم يقم فباطل إيمانكم وباطلة كرازتنا، ولَكُنَّا أتعس النّاس. فنقدر أن نقول، إنَّ نصف الأناجيل الأولى تكتب لنا قصة حياة يسوع، والنصف الآخر آلامه وقيامته. "إنّي قد سلّمت لكم الأوّل ما قبلتُه أنا أيضا، أنَّ المسيح مات من أجل خطابانا حسب الكتب، وأنَّه دُفِن وأنَّه قام في اليوم الثّالث حسب الكتب (1 كور 15: 3-4) "لأنّه إن كنّا قد صِرنا متّحدين معه بسبب موته، نصير أيضاً بقيامته: (روم 5:6) فالتكلم فقط عن حياة يسوع دون ذكر الصليب، تبقى البشارة ناقصة، كما وإنَّ التّكلم فقط عن موت يسوع، دون ذكر قيامته، يبقى  التبشير ناقصاً، إذ لا معنى للصليب بدون القيامة. الصليب والقيامة تُكمِّلان بعضهما بعضا. هما الوجهيان للميدالية، كما يقول المثل.

 

إذن القيامة هي حجر الأساس  لحقيقة وصدق ودوام ديانتنا. وهي محور الكرازة، إذ الدّيانة تعتمد على حقيقتها: "لأنّك إن اعترفتَ يفمك، بالرّبِّ يسوع، وآمنت بقلبك أنَّ الله أقامه من الأموات، خلصت: (روم 9:10). فمن يُنكر قيامة يسوع، يُنكر أساس الإيمان والدّيانة. وأمّا نحن فنؤمن بكلمة الله: والآن قد قام المسييح من الأموات، وصار باكورة الرّاقدين" (1 كو 20:15).

 

ليس هو القبر الفارغ، الذي يؤكِّد لنا حقيقة القيامة، إنما ذاك النور الجديد، الذي دخل في العالم المظلم في تلك الليلة. وإن طريقة احتفالنا بهذا الحدث هو خير برهان لما حدث من ظلام في العالم، ساعة ما أسلم بسوع الروح، "كانت ظلمة على كل الأرض. وإذا بحجاب الهيكل قد انشقَّ إلى إثنين والأرض تزلزلت والصخور تشقّقت، والقبور انفتحت وقام كثير من أجساد الرّاقدين وخرجوا من القبور ودخلوا المدينة المقدّسة وظهروا لكثيرين"(متى 27: 51). فقيامة الموتى هذه، ما هي إلاّ تبشير سابق لقيامته هو، التي نحتفل بها في هذه الساعة. لو لم يقم المسيح، لما عاشت ديانته. ولكان كأيِّ شخصية معروفة، مرّت على عالمنا، في مكان وزمن معين، لكنّ حقيقة قيامته تؤكّد لنا ....إن أقدم مخطوطة كتابية في العهد الجديد، حسب عٌلماء الكتاب، هي مخطوطة من بولس بعنوان "رسالة إلى أهل روما، وفيها هذه العبارة التي لا تُنتسى: "المسيح قد مات من أجلنا، لكن الله أقامه من الموت". فهذا هو سبب فرحنا واحتفالنا اليوم بهذا العيد الكبير. المسيح قام!.... حقّاً قام! هلّليلويا.