موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ٢٦ يوليو / تموز ٢٠٢٣

أحد الآباء المجتمعين في المجامع المسكونية الستة 2023

بقلم :
الأب بطرس جنحو - الأردن
أحد الآباء المجتمعين في المجامع المسكونية الستة

أحد الآباء المجتمعين في المجامع المسكونية الستة

 

الرِّسَالة

 

مباركٌ أنت يا ربُّ إله أبائنا،

لأنَّك عدلٌ في كلّ ما صنعتَ بنا 

 

فصل من رسالة القديس بولس الرسول إلى تيطس (تيطس 3: 8-15)

 

يا ولدي تيطُسُ صادقةٌ هي الكَلِمةُ وإيَّاها أُريدُ أن تقرِّرَ حتَّى يهتمَّ الذين آمنوا باللهِ في القيام بالأعمال الحسنة. فهذه هي الأعمالُ الحسنةُ والنافعة. أما المُباحَثات الهذَيانيَّةُ والأنسابُ والخُصوُمَاتُ والمماحكاتُ الناموسيَّة فاجتنِبْها. فإنَّها غَيرُ نافعةٍ وباطلةٌ. ورجُلِ البدعَةِ بعدَ الإنذار مرَّةً وأُخرى أعرِض عنهُ، عالِماً أنَّ مَن هو كذلك قدِ اعتَسفَ وهُوَ في الخطيئةِ يَقضي بنفسهِ على نَفسِه. ومتَى أرسلتُ إليكَ أرتمِاسَ أوتِيخيكوسَ فبادِرْ أن تأتيني إلى نيكوبولِس لأنّي قد عزمتُ أن أُشتّيَ هناك. أمّا زيناسُ معلِّم الناموس وأبُلُّوسُ فاجتَهد في تشييعهما متأهّبين لئلّا يُعوزَهما شيءٌ، وليتعلَّم ذوونا أن يقوموا بالأعمال الصالِحةِ للحاجاتِ الضَّروريَّة حتَّى لا يكونوا غيرَ مثمرين. يسلّمُ عليكَ جميعُ الذين معي، سَلِّمْ على الذين يُحبُّوننا في الإيمان. النّعمةُ معكم أجمعين.

 

 

الإنجيل

 

فصل من بشارة القديس متى (5: 14-19)

 

قال الربُّ لتلاميذه: أنتم نورُ العالَم. لا يمكنُ أن تَخفْى مدينةٌ واقعةٌ على جبلٍ، ولا يُوقَد سِراجٌ ويُوضَعُ تحتَ المكيال لكِنْ على المنارة ليُضيءَ لجميع الذين في البيت. هكذا فليُضئ نورُكم قدَّام الناس ليَروا أعمالكم الصالحةَ ويُمَجدوا أباكم الذي في السماوات. لا تَظُنّوا أنّي أتيتُ لأحُلَّ الناموسَ والأنبياءَ، إنّي لم آتِ لأحُلَّ لكن لأُتممّ. الحقَّ أقول لكم إنَّهُ إلى أن تَزولَ السماءُ والأرضُ لا يزولُ حَرْفٌ واحدٌ أو نُقطةٌ واحِدةٌ من الناموس حتى يَتمَّ الكلُّ. فكلُّ مَن يَحُلُّ واحدةً من هذه الوصايا الصغار ويُعَلّمُ الناسَ هكذا، فإنَّهُ يُدعَى صغيراً في ملكوتِ السماوات. وأمَّا الذي يعمَلُ ويُعلّم فهذا يُدعى عظيماً في ملكوت السماوات.

 

 

بسم الأب والأبن والروح القدس الإله الواحد أمين

 

المقطع الإنجيلي لهذا اليوم ، أيها الأحباء، مأخوذ مما هو معروف بالموعظة على الجبل وهي المقطع المؤلّف من الإصحاحات الخامس والسادس والسابع من إنجيل  متى، فالجزء الذي نقرأه على مسامعكم نستهلّه بكلام الرب يسوع لتلاميذه بقوله لهم: “أنتم نور العالم”. وأن هذا النور صار بهم بكلام يسوع واكتمل فيهم بعد إضاءة نور قيامته وحلول الروح القدس عليهم وبقوله هذا يرتفع بهم ويرفعهم ويحسبهم كنور يضيء للعالم، إنه يقيمهم كالقمر الذي يستقبل نور شمس البرّ، ليعكس بهاءها على الأرض، فتستنير في محبّته. يعكس نوره على المؤمن، فيصير أكثر بهاءً من الشمس المنظورة، لا يقدر أحد أن يخفيه حتى وإن أراد المؤمن نفسه بكل طاقاته أن يختفي. لا يقدر أحد أن يسيء إليه، حتى مقاوميه الأشرار، يقول الرسول بولس: "لكي تكونوا بلا لوم وبسطاء أولاد الله بلا عيب في وسط جيل معوجّ وملتوٍ تضيئون بينهم كأنوار في العالم" (في 2: 15).

 

منذ بداية خلق العالم "فصل الله بين النور والظلمة. ودعا الله النور نهارًا، والظلمة دعاها ليلًا" (تك1: 4، 5). قبل خلق النور المادي "كانت الأرض خرِبة وخالية وعلى وجه الغمر ظلمة، وروح الله يرف على وجه المياه" (تك1: 2). "وقال الله: ليكن نور فكان نور. ورأى الله النور أنه حسن. وفصل الله بين النور والظلمة.." (تك1: 3، 4).

 

باستمرار الله يريد أن يفصل بين النور والظلمة، وبالأكثر في الأمور الروحية. لهذا قال الرب بفم إشعياء النبي: "ويل للقائلين للشر خيرًا، وللخير شرًا. الجاعلين الظلام نورًا، والنور ظلامًا.الجاعلين المر حلوًا، والحلو مرًا" (إش5: 20). وقال بولس الرسول: "لا تكونوا تحت نير مع غير المؤمنين.. لأنه أية شركة للنور مع الظلمة" (2كو6: 14). النور يشير إلى معرفة الحق، والظلمة تشير إلى الجهل به.

 

لهذا قال السيد له المجد: "من يتبعني فلا يمشى في الظلمة، بل يكون له نور الحياة" (يو8: 12).

 

النور يشير إلى حياة القداسة، والظلمة تشير إلى حياة الخطيئة وكما قال السيد: وهذه هي الدينونة أن النور قد جاء إلى العالم وأحب الناس الظلمة أكثر من النور لأن أعمالهم كانت شريرة. لأن كل من يعمل السيآت يبغض النور، ولا يأتي إلى النور لئلا توبخ أعماله.

 

النور يشير إلى الفرح والرجاء، والظلمة تشير إلى الخوف والحزن واليأس وقطع الرجاء.

 

ظنّ اليهود انه جاء لينقض الناموس مع كونهم ما كانوا يحفظونه لكنه كان مكرماً عندهم. وكان يصعب عليهم ان ينقص منه او يزاد او يبدّل منه  شيء. لان المسيح كان مزمعاً ان يكمل نقصه. قال الناموس لا تقتل اما المسيح فكمّل الناموس بقوله لا تغضب. قال الناموس لا تزن اما المسيح فكمّله بقوله من نظر الى امرأة لكي يشتهيها الخ. لماذا لم يبطل الناموس الذي يظنونه من الشيطان فبتكميله اياه صار معلوماً انه مفروض من الله. وبتكرار قوله لم آت لاحلّ الناموس اعلن كيفية تكميله وانه لم يتجاوز ولا واحدة من اوامر الناموس ويثبت ذلك من قوله ليوحنا انه هكذا يجب علينا ان نكمل كل بر. ومن قوله من منكم يوبخني على خطيئة. ومن قوله ان رئيس هذا العالم يأتي وليس له في شيء (يو 14: 30) وقد اكمله بواسطتنا نحن ليكمل فينا بر الناموس. لعلنا مبطلون الناموس حاشا. بل وقوله لا تغضب ليس مبطلاً لقوله لا تقتل لكنه يتمم الناموس وغير ذلك. ثم ان الناموس بواسطة اوامره بطل الشر اما المسيح فاستأصل سبب الشر. فقد كمل كل الانبياء بما انه قد تمم كل نبواتهم فعلاً. اذ انه حبل به في البطن وولد وتألم. وبقوله اتيت بين انه ليس من هنا بل من عند الآب. وانه مساو له بالطبع ولو انه صار انساناً  بلا تغيير.

 

لقد جاء يسوع إلى حيث يوجد المرذولون والمنبوذون من أمام وجه الله ليحرّرهم من الخطيئة ويردّهم إلى طريق الحقّ والحياة. "الشعب الجالس في الظلمة أبصر نوراً عظيماً، والجالسون في بقعة الموت وظلاله أشرق عليهم نورٌ". لا ريب في أنّ المسيح الربّ هو النور العظيم الذي أشرق على العالم لينير العالم، فالمسيح بحسب القدّيس يوحنّا الإنجيليّ هو "النور الحقيقيّ الآتي إلى العالم" (يوحنّا 1: 9). أمّا الشعب الجالس في الظلمة فهو الشعب اليهوديّ وباقي الشعوب الوثنيّة على  السواء.

 

نحن حصلنا على هذا النور عندما نلنا الأستنارة أي نعمة المعمودية ، علينا أن نتبع النور المرشد الجميع إلى الخلاص . وهذا النور لا يغرب ويثمر فينا إلى حياة أبدية . هذا هو الرجاء المفرح الذي يكشفه لنا الربّ يسوع المسيح. "أنتم نور العالم".

 

ليكن نور المسيح يضيء حياتكم ويكمل مسيرة خلاصكم . سالكين في حياتنا متتبعين النور الذي لا يغرب ويملىء حياتنا بأنوار لا تطفىء. أمين

 

 

الطروباريات

 

طروباريَّة القيامَة باللَّحن السَّابِع

حَطَمْتَ بِصَلِيبِكَ الموتَ وفَتَحْتَ لِلِّصِّ الفِرْدَوُس، وحَوَّلْتَ نَوْحَ حَامِلَاتِ الطِّيبِ، وأَمَرْتَ رُسُلَكَ أَنْ يَكْرِزُوا بِأَنَّكَ قَدْ قُمْتَ أَيُّهَا المسيحُ الإله، مَانِحًا العَالَمَ الرَّحْمَةَ العُظْمَى.

 

طروباريّة الآباء باللّحن الثامن

أنتَ أيها المسيح إلهنا الفائق التسبيح، يا من أسستَ آباءَنا القديسين على الأرض كواكب لامعة، وبهم هدَيتنا جميعاً إلى الإيمان الحقيقي، يا جزيل الرحمة المجد لك.

 

القنداق باللّحن الرابع

يا شفيعة المَسيحيّين غَيْرَ الخازية، الوَسيطة لدى الخالِق غيْرَ المرْدودةِ، لا تَعرْضي عَنْ أصواتِ طلباتنِا نَحْنُ الخَطأة، بَل تداركينا بالمعونةِ بما أنّكِ صالِحة، نحنُ الصارخينَ اليكِ بإيمان: بادِري إلى الشَّفاعةِ وأسرَعي في الطلبةِ يا والدةَ الإلهِ المتَشفعةَ دائماً بمكرِّميك.