موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ١٣ سبتمبر / أيلول ٢٠٢٥

نقاط على درب العودة إلى المدارس

نقاط على درب العودة إلى المدارس

نقاط على درب العودة إلى المدارس

الأب رفعت بدر :

بأجواء الأمن والاستقرار، عاد طلابنا الأعزاء، مع بداية أيلول الرائع، إلى مقاعد الدراسة، ليبدأوا رحلة العام الدراسي الجديد، بتصميم على التعلم والصداقة، والنمو في كل مناحي الحياة. نحمد الله على نعمة المدارس التي توفر فرصاً كبيرة للطلبة بتنمية مواهبهم ومضاعفة أحلامهم.

 

وفي أردننا الغالي غابات كثيفة من المدارس المتعددة، الحكومية منها والخاصة، والخيار باختيار المدرسة "المناسبة" للأبناء والبنات هو للأهل بحسب أماكن تواجدهم وأوضاعهم المادية.

 

وبحكم عملي اليومي وتعاملي مع كل أطياف المجتمع، أجد أن الأجيال الحالية والقادمة تنقسم لقسمين: المناهج الوطنية التي تقام لها جهود كبيرة ومستمرة ومضنية، في سبيل الارتقاء بها إلى درجة العالمية، مع مراعاة التربية الوطنية التي هي أساسية في كل المدارس، ويجب أن تكون في كل مدارسنا.

 

وهنالك بالطبع الطلبة الملتحقون بالمناهج الأجنبية، وهي جميعها موجودة في مدارسنا، ولكن ما أراه وأشاهده ويشكل خطراً كبيراً، هو الضعف الكبير باللغة العربية، فأتباع هذا الـ"سيستم" يدرسون بالإنجليزية ولا دخل لهم باللغة العربية، وهنالك العديد من الأهالي الذين يتكلمون مع أبنائهم بالإنجليزية، فتتفق المدرسة مع العائلة على اندثار اللغة العربية من عقول أبنائنا.

 

وبالكنيسة لدي العديد من الطلاب الذين يقولون بأنهم لا يفهمون الصلاة ولا الوعظ الأسبوعي، ويطالبوننا بـ"أنجلزة" الصلوات أيام الآحاد، ولا أدري إلى أين ستسير بنا الأمور.

 

لنعمل معاً على إنقاذ اللغة العربية من مدارس الـ"سيستم الأجنبي"، بإدخال اللغة العربية كمتطلب رئيسي، وليعمل الأهل الأكارم على التحدث بالعربية مع أبنائهم.

 

أضع اليد على القلب بانتاج ليس فقط طلاب لا يعرفون العربية، بل الخوف أن يكون لدينا عقليتان: السيستم المحلي المعتمد على الحفظ، والأجنبي المعتمد على التفكير والتمحيص والاستنتاج، هذا فضلاً عن التمييز الذي قد يحصل بسبب الأوضاع الاجتماعية والمالية لكل عائلة. وهنالك مدارس خاصة لكنها ليست تجارية، مثل مدارس الكنائس التي عمرها أكثر من 170 عام في هذا الوطن المقدس، وما زالت تُعنى بالطالب الفقير الذي ينشد التعلم في بيئة يختارها الأهل له، بالإضافة إلى تأمين المدارس للتعليم الديني لكل الطلبة معاً.

 

هنيئاً لأهالينا الأكارم والهيئات الإدارية والتعليمية، هنيئاً للطلاب العائدين إلى مدارسهم أو الداخلين إليها للسنة الأولى، ولا ننسى الدعاء من أجل أطفال غزة الجريحة المحرومين من أساسيات الحياة، وأهمها، بعد الغذاء والماء، الأمن والتعليم. كان الله بعونهم.