موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
مع اقتراب عيد الفطر السعيد والفصح المجيد، أقيم في ساحة كنيسة قلب يسوع بتلاع العلي، بالتعاون الدائم مع كاريتاس الاردن، والمركز الكاثوليكي للدراسات والاعلام، حفل افطار رمضاني معبّر ومليئ بالمشاعر الانسانية والوطنية الروحية العزيزة .
فقد اجتمعنا ساعتها كصورة مصغرة عن الاردن الكبير، ورحبنا اولا باجهزتنا الامنية السياج المنيع والعين الساهرة على امن الوطن واستقراره، من شرطة شمال عمان الى المركز الامني في تلاع العلي، الى العائلات من جيران الدير والكنيسة الذين نعيش معهم افضل الاوقات واجملها بروح التآخي والحوار والمودة الدائمة. وأذكر هنا ان ساحة الكنيسة هذه تفتح ابوابها كل يوم جمعة، منذ سنوات للأخوة المسلمين المصلين في المسجد المجاور، فيركنون سياراتهم في ساحة الكنيسة، ويتوجهون الى المسجد لأداء فروض الصلاة الاسبوعية .
كما شارك معنا عمال الوطن الاعزاء، بالتعاون مع أمانة عمان الكبرى، وأبدى المشاركون تقديرهم وعرفانهم للعمل الكريم الذي يقوم به هؤلاء الاخوة الاعزاء، الله يعطيهم العافية .
وفي الساحة ذاتها التقينا، مع جمعية "على الأمل" الخيرية، بادارة السيدة فادية نايف حداد، ومعها رحبنا بالأهالي والأطفال المصابين بداء السرطان، القادمين من غزة هاشم الصابرة والصامدة على طول الاوقات، مع أطفال مقيمن في الأردن ويتلقون العلاج في مركز الحسين للسرطان، وأبدينا لهم، كل الأمنيات بالشفاء الكامل باذن الله. هنا كانت مناسبة لتحية صاحب المواقف الانسانية والوطنية الرائدة، جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، الذي استقبل هؤلاء الأطفال الأعزاء، للعلاج في الأردن، دون أن يكون ذلك جزءا من التهجير، فالحالات الانسانية هنا تضفي بظلالها، وتقول انّ الكرامة الانسانية هي مقدّسة وبالأخص للانسان الذي وجد في الأردن حضنا دافئا وبيتا آمنا وحصينا.
ترون معي أيّها الأصدقاء، كم حمل افطار واحد من المعاني والمشاعر ونبل المواقف. وكل ذلك قد تتوّج باحتفال الاطفال الأردنيين والغزيين معًا، بعيد ميلاد زميل لهم يدعى "خطار" فجاؤوا بالحلوى له، واحتفلوا بأجمل عيد ميلاد.
وبعد، أما ونحن على أبواب عيد الفطر السعيد، وبعده عيد الفصح المجيد، فأود أن أتمنى الخير لجميع الناس، وأن نبارك جميعنا للوطن كله بهذه الأيام التي تسطع فيها مشاعر التآخي والوئام، راجين من الله ان يعود العيد العام المقبل مع ديمومة الأمن والاستقرار في بلدنا الاردن الغالي، وأن تتحقق أمانينا العربية، بالاستقلال الفلسطيني على ترابه الوطني بدولة فلسطينية عاصمتها القدس الشريف. كل عام والوطن بخير كل عام والقائد والاسرة الهاشمية بخير، كل عام والاسرة الاردنية الواحدة بمسيحييها ومسلميها بالف خير ومسرة.