موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
عدل وسلام
نشر الخميس، ٢٥ يوليو / تموز ٢٠٢٤
هواة كرة القدم في غزة يتحدّون الحرب: نحبّ الحياة وصنع شيئا من لاشيء

أ ف ب :

 

يُطلق الحكم الصفارة ويسدد منفذ ركلة الجزاء الكرة في المرمى مثيرا صيحات الجمهور الذي اندفع نحو اللاعب. وبالنسبة للمشجعين واللاعبين فإن مباراة الثلاثاء في ملعب مدرسة بمخيم جباليا للاجئين كانت بمثابة إلهاء عن الشعور بالجوع والإنهاك بعد قرابة 300 يوم من الحرب.

 

وقال الحكم رامي مصطفى أبو حشيش لوكالة فرانس برس إن كرة القدم "ساهمت في تغيير واقع الحياة" في جباليا المدمرة جراء قصف إسرائيلي ومعارك ألحقت دمارا هائلا بمستشفيات وملاعب ومنازل وتسببت في نزوح عائلات عدة مرات.

 

في ملعب مدرسة تؤوي نازحين تواجه فريقان للفوز بكأس "خُرجت من تحت الردم"، على ما قال أحد اللاعبين. وجلس عدد من الفتيان في صندوق شاحنة فارغ. وحمل أحدهم لافتة كتب عليها بالانكليزية والعربية "سنلعب كرة القدم رغم الجوع والعطش، نتنافس لأننا نحب الحياة".

 

 

"صنعنا شيئا من لا شيء"

 

وجباليا من مناطق شمال القطاع التي كانت الأكثر عرضة للعمليات العسكرية والقصف.

 

ومع احتدام المعارك تواجه الوكالات الإنسانية صعوبات في إيصال المساعدات وتحذر من مجاعة تلوح في الأفق. وقال الأهالي لوكالة فرانس برس إنه بالكاد بقيت مواد غذائية في الشمال، والكميات القليلة التي تصلهم أسعارها مرتفعة جدًا.

 

وبالنسبة للاعبي كرة القدم فإن المباراة كانت بمثابة هروب من القلق المرتبط بنقص المواد الغذائية والمياه.

 

وقال اللاعب سيف أبو سيف "من فترة الحرب في غزة ونحن بعيدون عن الرياضة لأن جميع النوادي دمرت، جميع الملاعب دمرت، ولكن نحن اليوم صنعنا شيئا من لا شيء". وتقول وزارة التعليم في غزة إن 85 بالمئة من المرافق التعليمية في القطاع أصبحت خارج الخدمة بسبب الحرب. وتم تحويل العديد منها إلى مراكز لإيواء النازحين بسبب الحرب التي هجّرت معظم سكان القطاع المحاصر والبالغ عددهم 2,4 مليون نسمة عدة مرات.

 

وقال المدرب وائل أبو سيف إنه كان مصممًا على حضور مباراة الثلاثاء رغم معاناته إثر إصابته في هجوم في شباط. وقال لوكالة فرانس برس جالسًا على كرسي متحرك إنه لا يستطيع استخدام ساقيه. واضاف "من صغري أهوى الكرة، أهوى المباريات وأحب أن ألعب. أريد أن أثبت للعالم كله... أننا ماضون في أبسط حقوقنا وهي لعب كرة القدم".