موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
يحتفل العالم اليوم بيوم مهم هو يوم المراة العالمي، فالمرأة وعبر التاريخ انطلقت صيحاتها منذ اكثر من قرن للمطالبة بالمساوة والعدالة، فهذا اليوم الثامن من آذار تم اعتماده من قبل الأمم المتحدة منذ عام 1975 كيوم عالمي من كل عام يوم تحتفل به كل دول العالم. هو يوم فخر بالمرأة وانجازاتها في كل المجالات، نكرم فيه جهود المراة في مسيرة العطاء والتضحية، هو يوم نقيم فيه واقع المرأة والتغيرات الايجابية التي تحققت من أجل عيش انسانيتها بكرامة وتعزيز دورها في المجتمعات، وبنفس الوقت نناقش واقع الحال وما تعانيه من تحديات للسعي لتجاوزها وتعزيز ممارسة حقوقها.
فالمرأة هي الإنسانة أولاً، وهي الأم، هي الوطن، هي المعلمة، هي الجندية في ميادين الشرف والبطولة، هي الإعلامية والمربية والسياسية، وهي الواعظة والراهبة والمهندسة والطبيبة والممرضة والفلاحة والعاملة في كل مجالات الحياة. هي من أطلقت أول صرخة في الكون وانطلقت الحياة.
يحتفل العالم بيوم المراة لتأكيد وتعزيز وجودها ودورها في كل بقاع العالم لكنني اعتبره من إحدى زواياه يوم وطني ليس للمرأة بالمطلق وإنما هو يوم للوطن يوم لمراجعة ما تحقق في تعزيز وصون انسانية الإنسان (المواطن - المواطنة) هو يوم لمراجعة انجازات الوطن في مجال تحقيق العدالة في الفرص والتمثيل وماذا استطاع الوطن أن يستثمر من إمكانيات المرأة ودورها في دفع عجلة التنمية والتطوير في كل المواقع هو يوم ننطلق منه نحو المستقبل لايماننا أن لا مستقبل أفضل بدون وجود المرأة كشريكة وإعطائها مكانتها الحقيقة في صنع القرار في كل مجالات الحياة فحقوق المرأة هي حقوق للمجتمع كافة فما يتحقق للمرأة اليوم من نيل للحقوق وتعزيز للواجبات هو انجاز للوطن وليس منحة للمرأة او تمننا عليها.
رغم كل ما وصلت له المرأة اليوم لكننا بنفس الوقت نناشد في هذا اليوم العالمي والوطني ان تعطى النساء في وطني الفرص للابداع والابتكار وان نتغلب على تراسنات الصورة النمطية السلبية والانتقاص من قدرتنا ودورنا و اتمنى ان نركز جميعا كناشطين وناشطات ومنظمات ومؤسسات في إعادة النظر في برامج عملنا مع النساء وخصوصا في المحافظات والارياف وفي المدارس والجامعات وان نتغلب على كل الممارسات السلبية تجاه تقدمها وان نتجاوز التهميش وخصوصا للمزارعات والنساء في الأرياف والبيئات الفقيرة.
علينا جميعا أن نؤمن بأن المرأة الأردنية هي المرأة في كل جنبات الوطن هي المرأة في الريف والبادية والمدينة والمخيم وان نؤمن أن هناك حاجة حقيقية لتعزيز دورها وصوتها في كل القطاعات .
كل عام والمرأة الأردنية تحقق المزيد من النجاحات في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وخاصة ونحن نعيش اليوم إرادة ونهج مميز في مسيرة الدولة الأردني عنوانه الإصلاح السياسي في ضلال المئوية الثانية للدولة الأردنية وأمالنا وشغفنا يقودنا إلى المزيد في خدمة وطننا بفاعلية وإصرار.
أوكد بأننا نعيد اليوم بيوم المرأة ونطلقها صرخة للاحتفال والنداء من اجل ان يؤمن مجتمعنا بحق المرأة في ممارسة مكانتها الحقيقي وممارسة دورها الفاعل في بناء ورفعة الوطن دون محاباة وتمييز.
يأتي احتفال هذا العام ضمن شعار اطلقته الامم المتحدة "الرقمنة للجميع: الابتكار والتكنولوجيا من أجل المساواة بين الجنسين"، حيث التركيز على تأثير ودور التكنولوجيا في دعم نساء العالم وخصوصا النساء في المناطق المهمشة والارياف حيث بينت الدراسات ان حوالي 37% من النساء لا يستخدمن الانترنت وبالتالي يحرمنا من فرص الوصول إلى المعارف والمهارات وفرص العمل خاصة ونحن نعيش في عصر اصبحت التكنولوجيا وشبكات الانترنت متطلبات اساسية للتطور والازدهار. وايضا بالمقابل هناك الكثير من النساء لن نستطيع نسيانهن صاحبات دور ريادي مميز في مجال الرقمنة والتكنولوجيا ولهن دور اساسي في تعزيز الثقافة الرقمية والريادة وتطوير واقع المجتمع ويعتبرنا من الأكثر تأثر في استخدام التكنولوجيا. وبنفس الوقت هناك الكثير من النساء اللواتي اصبحن ضحايا للعنف الرقمي المبني على النوع الاجتماعي على وسائل التواصل الاجتماعي وبالتالي هناك حاجة ماسة لتعزيز الفكر والسلوك الذي يؤمن بالمساواة على نحو أكبر وتعزيز الوعي بالامن الرقمي والعمل على ضمان تعزيز الجهود لتحقيق الهدف الخامس من أهداف التنمية المستدامة.
فكل عام ونساء العالم اقدر وأقوى في التصدي للتحديات التي تعيشها واقدر على أحداث التغيير الملموس بدأ من ذاتها لتحقيق الوعي وتعزيز دورها في تحقيق العدالة والتنمية والتشارك في تحقيق أهداف التنمية المستدامة كاملة وكل عام ونساء وطني قادرات على تذليل الصعوبات والوقوف في وجه الانتهاكات وتجاوز كل انتقاص للانجازات وغياب للعدالة وكل عام ونساء وطني يقفنا في وجه كل استغلال للمرأة وفي وجه كل تسليع واستغلال لواقع النساء من قبل من يدعوا انهم يدعموا المرأة وهم في الحقيقة تجار للتنمية كل عام ونحن سويا أقوى.
فهنيئا لنساء وطني ولوطني والعالم بهذا اليوم الذي نستلهم منه الطريق والعزيمة إلى مواصلة السعي والنضال إيمانا بالانسانية اولا واحترام حقوق الإنسان والمرأة.