موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
صدر السبت 19 آذار، عيد القديس يوسف، الدستور الرسولي Praedicate evangelium حول الكوريا الرومانية وخدمتها للكنيسة والعالم. وفي 5 حزيران المقبل، الموافق عيد العنصرة، سيبدأ سريان الدستور الجديد ليحل هكذا محل الدستور الرسولي Pastor bonus للبابا يوحنا بولس الثاني الصادر في 28 حزيران 1988.
ويأتي الدستور الجديد ثمرة مسيرة طويلة من العمل الجماعي، وينطلق من لقاءات ما قبل كونكلاف سنة 2013، وكان محور اجتماعات مجلس الكرادلة من تشرين الأول 2013 حتى شباط 2022. وقد تواصلت هذه المسيرة بقيادة البابا فرنسيس وبإسهام الكنيسة من جميع أنحاء العالم. كما ويُعتبر عمليًا اعتمادًا لمسيرة إصلاح تم تطبيقها بالكامل تقريبًا خلال السنوات التسع الأخيرة، وذلك من خلال عمليات دمج وتعديل أسفرت عن ولادة دوائر فاتيكانية جديدة.
من أهم مستجدات الدستور الرسولي الجديد دمج مجمع تبشير الشعوب والمجلس البابوي لتعزيز الكرازة الجديدة في دائرة الكرازة والتي سيرأسها الحبر الأعظم، بينما سيكون عميد المجمع ورئيس المجلس السابقًين رئيسَي قسمَي الدائرة ونائبَي عميد لها.
ينشئ الدستور الجديد من جهة أخرى دائرة خدمة أعمال المحبة ممثَّلة في مكتب الكرسي الرسولي المعني بأعمال المحبة لصالح الفقراء، والتي يصفها الدستور بتعبير خاص عن الرحمة حيث تقدِّم وانطلاقا من الاهتمام بالفقراء والضعفاء والمستبعدين المساعدات في جميع أنحاء العالم وذلك باسم الحبر الأعظم والذي يخصص شخصيًا المساعدات التي يجب توفيرها في حالات العوز الشديد أو ضروريات أخرى.
وتشمل الوثيقة الجديدة أيضًا دمج لجنة حماية القاصرين في دائرة عقيدة الإيمان مع مواصلة اللجنة العمل باسمها الخاص وسيكون لها رئيس وأمين سر.
هذا ويخصص الدستور الرسولي جزء كبير للمبادئ العامة حيث يذكِّر في المقدمة بكون كل مسيحي تلميذا مرسَلا، ويشير من بين المبادئ الأساسية إلى إمكانية تعيين أي شخص، أي أيضا المؤمنين العلمانيين، في مناصب إدارية في الكوريا الرومانية، وذلك انطلاقًا من أن كل مسيحي هو بفضل المعمودية تلميذ مرسَّل بحكم لقائه محبة الله في يسوع المسيح. لا يمكن بالتالي، حسب ما جاء في الدستور الرسولي، عدم أخذ هذا بعين الاعتبار لدى تحديث الكوريا والتي عل إصلاحها أن يُشرك علمانيات وعلمانيين في أدوار الإدارة والمسؤولية أيضًا.
وتشدّد الوثيقة الجديدة أنّ الكوريا أداة في خدمة أسقف روما وأيضًا الكنيسة الجامعة أي مجالس الأساقفة والكنائس المحلية. وجاء في الدستور الرسولي أن الكوريا الرومانية ليست في موقع وسط بين البابا والأساقفة، بل هي تضع بالأحرى نفسها في خدمة الطرفين بالشكل الملائم لطبيعة كل منهما. ويتوقف الدستور من جهة أخرى عند كون أعضاء الكوريا الرومانية أيضًا تلاميذ مرسَلين كما، ويتطرق إلى السينودسية كأسلوب العمل الاعتيادي للكوريا الرومانية. ويتحدث بالتالي عن مسيرة قائمة بالفعل يجب تطويرها بشكل أكبر دائما.