موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ٢٨ مايو / أيار ٢٠٢٣
شرطة نيكاراغوا تعتقل كاهنًا آخر بتهمة الخيانة

:

 

وسط حملة القمع المستمرة من قبل نظام الرئيس دانيل أورتيغا ضد الكنيسة الكاثوليكيّة والمعارضين السياسيين، اعتقلت الشرطة في نيكاراغوا الأب خايمي إيفان سوسيدا، من رعيّة القديس يوحنا بولس الثاني، في أبرشية ماتاغالبا، ليلة الثلاثاء 23 أيار، بينما كان يقود سيارته.

 

وبحسب بيان رسميّ، الخميس، فإنّ الكاهن "متهم" بارتكاب "أعمال تنال من استقلال الأمة وسلامتها" وسيحال أمام قاضٍ لمحاكمته بتهمة "الخيانة". أما بالنسبة للاعتقالات السابقة التي طالت كهنة في نيكاراغوا خلال الأشهر الماضية، فإنّ المزاعم تستند إلى مادة في القانون الجديد للدفاع عن حقوق الشعب في الاستقلال والسيادة وتقرير المصير من أجل السلام، تمّ إقراره عام 2020.

 

 

"يتصرف بشكل مريب"

 

ويدّعي محضر الشرطة بأنّ الكاهن وجد أنه "يتصرّف بشكل مريب، وهو مخمور برفقة شابة"، على متن شاحنة صغيرة كانت متوقفة على جانب الطريق. وقد أصبح هذا إدعاءً كاذبًا شائعًا موجهًا ضد كهنة اعتقلوا وتم استهدافهم بغية تشويه سمعة الكنيسة الكاثوليكية.

 

 

ثالث كاهن يُعتقل خلال أسبوع

 

وبحسب مؤسّسة عون الكنيسة المتألمة، فإنّ الأب خايمي هو ثالث كاهن يتم القبض عليه خلال أسبوع في نيكاراغوا. وقد أفادت أبرشية إستيلي أنّ الأب يوجينيو رودريغيز والأب ليوناردو جيفارا غوتيريز تمّ التحقيق معهما من قبل السلطات الأمنيّة.

 

ويضاف هؤلاء إلى قائمة متزايدة من الإكليروس الذين تعرضوا للمضايقة أو النفي، أو الذين احتجزوا ظلمًا في السجن. ومن بينهم المطران رولاندو ألفاريز، أسقف أبرشيّة ماتاغالبا، الذي حكمت عليه محكمة في ماناغوا في 10 شباط الماضي بالسجن 26 عامًا، وتجريده من جنسيته، ودفع غرامة كبيرة بتهمة الخيانة وتقويض وحدة الوطن ونشر أخبار كاذبة. وهو محتجز حاليًا في سجن لا موديلو الأمني.

 

 

محاولات لإسكات الكنيسة

 

وقالت المؤسّسة البابويّة التي تدعم المسيحيين المضطهدين حول العالم، في بيان لها الجمعة، إنّنا "نشهد محاولة واضحة لإسكات الكنيسة في نيكاراغوا". وأوضحت بأنّه في خضم "أوضاع من التدهور الشديد سياسيًّا واجتماعيًّا، فقد أدى دور الكنيسة كوسيط سلام ومعزّز للمصالحة، إلى حملات قمع واتهامات باطلة، واعتقالات وأحكام سجن غير مبررة".

 

وتوترت العلاقات بين حكومة نيكاراغوا والكنيسة الكاثوليكيّة منذ نيسان 2018، عندما قمعت السلطات النيكاراغويّة بوحشيّة موجة من الاحتجاجات المناهضة للنظام، وازدادت سوءًا بعد انتخابات عام 2021 المثيرة للجدل والتي أكدت فوز الرئيس أورتيغا بولاية جديدة. واتهم الأخير مرارًا الأساقفة، وحتى الفاتيكان، بالتآمر ضده، على الرغم من محاولات الكنيسة التوسّط في احتجاجات 2018.

 

ومنذ اندلاع الأزمة، اعتقلت السلطات العديد من الكهنة، وطردت جمعيات رهبانيّة، وأغلقت محطات إذاعيّة وجامعات كاثوليكيّة، كما حظرت دورات دينيّة. وفي عام 2019، أُجبر الأسقف المساعد في أبرشيّة ماناغوا سيلفيو خوسيه بايز على النفي. وفي آذار 2022، طُرد السفير الفاتيكاني رئيس الأساقفة فالديمار ستانيسلاف، واعتبر "شخصًا غير مرغوب فيه". علاوة على ذلك، أمر الرئيس أورتيغا في آذار الماضي بإغلاق السفارة الفاتيكانيّة في ماناغوا وسفارة نيكاراغوا لدى الفاتيكان في روما.