موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ١٨ أغسطس / آب ٢٠٢١
حراسة الأراضي المقدسة تحيي الاحتفال بعيد انتقال سيدتنا مريم العذراء في القدس
تصوير: نديم عصفور

تصوير: نديم عصفور

حراسة الأراضي المقدسة :

 

تذكر الأناجيل المنحولة منذ القرنين الثالث والرابع أن جسد والدة الإله، مريم، قد دُفِن في بستان الجسمانية، عند سفح جبل الزيتون في القدس. وبالإنسجام مع هذا التقليد، بدأت الاحتفالات بعيد انتقال السيدة العذراء مريم هذا العام في 14 آب، من داخل الحديقة الواقعة أمام مدخل كنيسة الجسمانية. تمت قراءة مقاطع من الأناجيل المقدسة، إضافة إلى الرواية المذكورة في أحد الأناجيل المنحولة.

 

بهذه الطريقة احتفل الرهبان الفرنسيسكان في حراسة الأرض المقدسة بذكرى حياة السيدة العذراء حتى "عبورها"، أي موتها الأرضي، رغم أن المكان الذي يتم فيه الاحتفال بهذه اللحظة هو مزار "Dormitio Mariae" أي "رقاد العذراء" الواقع على جبل صهيون. ترأس القداس الإلهي الأب دوبرومير ياشتال، نائب حارس الأرض المقدسة، بحضور المطران جياتشينتو بولس ماركوتسو، والمونسينيور توماش غريسا، سكرتير القصادة الرسولية.

 

محاطًا بأنوار المشاعل، ترافقه ألحان الترانيم المريمية، حُمِلَ تمثال مريم العذراء الراقدة، في موكب نحو كنيسة النزاع في بستان الجسمانية.

 

تم في نفس كنيسة الجسمانية، صباح اليوم التالي، الأحد 15 آب، الاحتفال بالقداس الإلهي الخاص بعيد انتقال مريم العذراء إلى السماء. ترأس الاحتفال حارس الأرض المقدسة، الأب فرانشيسكو باتون. وقد ألقى الأب الحارس عظة قال فيها: "عندما نتأمل في انتقال السيدة العذراء مريم إلى السماء بالجسد والنفس، فإننا نتأمل في حقيقة أن مريم تشارك بالفعل، وبصورة كاملة وشخصية، في الخليقة الجديدة التي بدأها ابنها يسوع بقيامته". فبعد رقاد مريم في نوم الموت، يروي التقليد أنها بقيت في القبر مدة ثلاثة أيام، والرسل ساهرون حولها، مكرمين إياها، إلى أن رُفِعَ جسدها إلى السماء على يد الملائكة.

 

وقد أكد الأب الحارس قائلاً: "هكذا، تصبح مريم–إذا ما أردنا استخدام لغة سفر رؤيا القديس يوحنا – آية بيّنة في السماء من أجلنا. مريم هي آية يجب أننوجه نظرنا إليها حتى نتمكن نحن أيضًا من السير في حج هذه الحياة بقلب مليء بالرجاء. [...] إن انتقال مريم هو علامة للبشرية التي تعاني الخوف من الموت. إنها علامة للكنيسة المدعوة للمشاركة الكاملة في مجد المسيح رأسها. إنها علامة تذكر كل واحد منابأن قَدَرَنا هو ليس الموت، ولكن المشاركة من خلال عبورنا بالموت، في الخليقة الجديدة وفي القيامة، لنعيش في الله مع يسوع القائم من بين الأموات، ومع والدته ومع سائر القديسين في السماء".

 

اختُتم الإحتفال بصلاة ألقاها الأخ بينيتو خوسيه شوكوي، رئيس دير الجسمانية الفرنسيسكاني، قائلاً: "دعونا نوجه نظرنا اليوم إلى مريم، التي ارتفعت إلى السماء في جسدها ونفسها، حتى تتمكن من جذبنا جميعًا نحو ابنها، وتحفظنا، وحتى نسير في القداسة والسلام نحو الهدف في السماء". في نهاية القداس، نُقل شخص السيدة العذراء بخشوع في موكب نحو بستان الجسمانية، على ألحان طلبة العذراء سيدة لوريتو.

 

إحدى اللحظات المهمة الخاصة بالاحتفال في عيد انتقال العذراء في القدس أيضًا، هي صلاة الغروب الثانية التي تقام في مغارة الجسمانية. تعتبر هذه المغارة المعروفة باسم "مغارة الخيانة" أو "مغارة الرسل" أقدم جزء من أجزاءالجسمانية. ويتم الوصول إليها بالتوجه إلى يمين مدخل الكنيسة التي تضم في الأسفل قبر مريم العذراء.

 

بعد صلاة الغروب الثانية، توجه الفرنسيسكان في تطواف نحو كنيسة قبر العذراء، حيث كان في استقبالهم ممثلو الكنيستين اليونانية الأرثوذكسية والأرمنية، على النحو المنصوص عليه في نظام الوضع القائم (Statu Quo) الذي ينظم نواحي الحياة المشتركة بين الكنائس في أكثر الأماكن المقدسة أهمية. جثا من ثم رهبان حراسة الأرض المقدسة، وهم يرنمون ألحان مريم العذراء، واحدًا تلو الآخر أمام القبر، تكريمًا لمريم والدة يسوع.