موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
عقد مكتب عميد البحث العلمي في جامعة بيت لحم، الخميس ٤ تشرين الثاني ٢٠٢١، بالتعاون مع قسم العلوم الإنسانية ومكتب عميد كلية الآداب، ندوة بعنوان "دير بيت جمال: تراث وبحوث ومشاركة مجتمعية"، وذلك في قاعة فورنو.
وقد حضر الندوة الأخ بيتر براي، نائب الرئيس الأعلى لجامعة بيت لحم، والمطران بولس ماركوتسو، والأب إياد طوال، النائب التنفيذي لرئيس الجامعة، ود. آيرين هزو، نائب الرئيس للشؤون الأكاديمية، وأعضاء بارزون من رهبنة السالزيان في المنطقة، وعدد من عمداء الكليات وأعضاء التدريس، وطلاب الأقسام المختلفة.
وقد هدفت الندوة إلى تسليط الضوء على تاريخ دير بيت جمال للرهبان السالزيان عامة، وسجلات أرشيفه خاصةً، ولا سيما تلك المتعلقة بأعمال المكرّم سمعان سروجي، وهو راهب مكرّس من رهبان السالزيان، عمل طحانًا ومعلمًا وممرضًا في بيت جمال لعشرات السنين، وقد كان يدوّن سجلات مرضاه والقرى التي يجيئون منها، والوصفات الطبية التي يعتمدها وغيرها من الأمور، مخلفًا بذلك جزءًا لا يتجزأ من التراث الفلسطيني المسيحي والإسلامي في المنطقة، وشهادةً تاريخية لتلك القرى التي اندثر بعضًا منها في يومنا الحاضر. وتأتي هذه المبادرة جزءًا من مذكرة التفاهم الجديدة التي وقعتها جامعة بيت لحم مع دير السالزيان.
في كلمته الترحيبية، أشار البروفيسور جميل خضر، عميد الأبحاث في جامعة بيت لحم، إلى أهمية تطوير بحث يسلط الضوء على التراث الفلسطيني والسرد التاريخي، "فإن مثل هذه المشاريع يمكن أن تنتج دراسات أصلية للنهوض بالمعرفة ونشرها في المطبوعات الرائدة عالية التأثير".
أما الأب إياد طوال، فقد أكد على الدور المهم الذي تلعبه جامعة بيت لحم في خدمة احتياجات المجتمع وتطويرها، مضيفًا أن التركيز على تاريخ دير بيت جمال وأرشيفه يعززان الصلة بين البحث والمشاركة المجتمعية بما يعود بالنفع على المجتمع والجامعة.
من جانبه، قدم د. عمر عبد ربه، رئيس دائرة العلوم الإنسانية، لمحة تاريخية موجزة عن الدير وعائلة سروجي، ليقدم فيما بعد البروفيسور الأب جيوفاني كابوتا السالزياني من دير بيت جمال، عرضًا لتاريخ الدير وأعمال المكرّم سمعان سروجي، بما في ذلك سجلاته المكتوبة، والتي تتضمن تسعة سجلات للأدوية (١٩٣٢ - ١٩٤٢)، والكتيبات والوصفات الطبية التي كان يستخدمها، ودفاتره الخاصة بمكونات الأدوية التي اعتاد صنعها، فضلًا عن مراسلاته مع أطباء العيادة الطبية والمتبرعين لها.
هذا وفُتح المجال في نهاية الندوة أمام الحضور لطرح الأسئلة في جلسة أدارتها د. هنادي يونان، عميدة كلية الآداب في جامعة بيت لحم.
نبذة عن الأخ المكرّم سمعان سروجي
ولد الأخ المكرّم سمعان سروجي في الناصرة لعائلة سورية الأصل في ٢٧ حزيران ١٨٧٧. توفي والداه وهو في الثالثة من عمره، فاعتنت به جدته إلى أن تبناه الأب أنطونيو بلّوني في ديره للأيتام في بيت لحم. انتقل الأخ سمعان إلى بيت جمال حين بلغ السادسة عشر من عمره، بعد أن طلب الانضمام إلى رهبنة السالزيان، وقد كرّس نفسه للرب كأخ سالزياني.
مكث سروجي مدة خمسين عامًا في بيت جمال حيث تولى مهامَ عدة بتواضع ومحبة وإخلاص، منها تعليم الأطفال الصغار، والاعتناء بالطاحونة، فضلًا عن ممارسته مهنة التمريض لعدم وجود طبيب في المنطقة في ذلك الحين، وقد كان المرضى يأتون إليه من عشرات القرى المحيطة، فأحبه الجميع، مسيحيون ومسلمون.
توفي سمعان سروجي في ٢٧ تشرين الثاني ١٩٤٣ تاركًا وراءه إرثًا ثقافيًا عظيمًا. وترقد اليوم ذخائره في دير بيت جمال، بجانب قبر القديس اسطفانوس الشهيد.