موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
قرعت الأجراس في هيروشيما الخميس في الذكرى الخامسة والسبعين لأول قصف بقنبلة ذرية في العالم، وذلك في مراسم محدودة النطاق بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد. وجرى تقييد مشدد على الدخول إلى متنزه السلام في وسط هيروشيما ولم يتمكن من حضور المراسم التذكارية سوى من نجوا وأهاليهم.
وقال رئيس بلدة هيروشيما اليابانيّة، كازومي ماتسوي: "في السادس من آب 1945 دمرت قنبلة ذرية واحدة مدينتنا. كانت الشائعات في ذلك الوقت تقول إن شيئًا لن ينمو هنا لمدة 75 عامًا. "لكن هيروشيما تعافت، وأصبحت رمزا للسلام".
وفي الساعة الثامنة والربع من صباح يوم السادس من آب عام 1945، ألقت طائرة حربية أمريكية من طراز بي-29، قنبلة أطلق عليها اسم "ليتيل بوي" (الصبي الصغير) ومحت المدينة مودية بحياة 140 ألفًا من سكانها الذين قدر عددهم بنحو 350 ألف نسمة، بينما لقي آلاف آخرون حتفهم لاحقًا بسبب الإصابات أو الأمراض المرتبطة بالإشعاع.
ووقف الحشد صباح الخميس دقيقة صمت في حر الصيف الشديد بنفس الوقت الذي انفجرت فيه القنبلة، بينما قرع (جرس السلام). وحضر رئيس الوزراء شينزو آبي المراسم كما جرت العادة. وتبع قصف هيروشيما، قصف ناغازاكي يوم التاسع من آب ليقتل على الفور أكثر من 75 ألف نسمة. واستسلمت اليابان بعد ستة أيام لتنتهي الحرب العالمية الثانية.
السلام سيزهر فقط بغياب الأسلحة النووية
ووجّه البابا فرنسيس رسالة إلى جميع المحتفلين في هيروشيما واليابان. وكتب فيها: كان لي شرف المجيء إلى مدينتي هيروشيما وناغازاكي شخصيًا، خلال رحلتي الرسولية في تشرين الأول من العام الماضي، والتي زرت خلالها نصب هيروشيما للسلام وحديثة القنبلة الذريّة في ناغازاكي، وأتيحت لي الفرصة لكي أتأمّل حول إبادة العديد من الأرواح البشرية وهاتين المدينتين.
وسلّط البابا الضوء في رسالته على أنّه، ولكي يزهر السلام، ينبغي على الجميع أن يلقوا أسلحتهم، ولاسيما تلك الأقوى والمدمِّرة كتلك النووية التي يمكنها أن تشلَّ وتدمّر مدنًا وبلدانًا. وخلص إلى القول: "إن استخدام الطاقة الذرية لأغراض الحرب هو أمر غير أخلاقي، وكذلك حيازة الأسلحة النووية. أتمنى أن تكون الأصوات النبوية للناجين من هيروشيما وناغازاكي بمثابة تحذير لنا وللأجيال القادمة".