موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ٢٨ مايو / أيار ٢٠٢٣
المطران نعوّم: التكريم الملكي تثبيت للوجود المسيحي

الدستور – نوف الور :

 

مبادرة ملكية جديدة مكللة بالكرم، ولفتة ليست غريبة عن العطاء الهاشمي، وشعب اعتاد ان يكون مسيحيوه ومسلموه كالجسد الواحد، يتعاضدون معًا في الضراء والسراء، لم تكن مصادفة أن يُكرَّم المسيحيون كل عام في يوم استقلال الاردن من جلالة الملك عبد الله الثاني الوصي الأمين على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس، ليوثقوا العروة أكثر متحدين بالوطنية والعروبة على ضفتي نهر الاردن المبارك.

 

جاء التكريم الملكي الهاشمي هذا العام من جلالة الملك للمطران حسام نعوم، رئيس الاساقفة الانجليكاني في القدس والاردن والشرق الاوسط، بوسام الملك عبدالله الثاني ابن الحسين للتميز من الدرجة الأولى، تقديرا لدوره الكبير وإسهاماته في تعزيز قيم الحوار والتسامح ومحاربة الفكر المتطرف، ودعمه لجهود الدفاع عن المقدسات في القدس وعموم الأماكن المقدسة، وذلك في الاحتفال الوطني المهيب بمناسبة عيد استقلال المملكة السابع والسبعين. «الدستور» حاورت ضيف الاردن القادم من القدس ليحمل وساما هاشميا مرصعا بالجود والفخر والاعتزاز، وتاليا نص الحوار:

 

ماذا يعني لكم التكريم الهاشمي بوسام الملك عبدالله الثاني ابن الحسين للتميز من الدرجة الأولى؟

 

ان وجودنا اليوم مع اسرتنا الاردنية الكبيرة احتفاء بعيد الاستقلال السابع والسبعين للمملكة الابية هو بحد ذاته تكريم لي شخصيا، كيف وأنا اتسلم باسم كنيستي وساما رفيعا، تزامنا مع اضاءتي شمعة عامي الثالث من تنصيبي مطرانا للكنيسة الانجليكانية في القدس والاردن والشرق الاوسط، ان هذا يحمل كل معاني العطاء الهاشمي الذي اضحى رمزا للمسيحيين في المحبة والاخاء، فهو اليوم انموذج عالمي حقيقي ليس فقط بالدعوة للمحبة والسلام بل بتجسيد هذه المبادئ والحفاظ على المقدسات المسيحية في القدس اسوة بالاسلامية من دون اي تفريق او تمييز، ليستحق دوما ان يكون الوصي الامين على هذه الاماكن المباركة في مدينة السلام والصلاة والمحبة. ان هذا التكريم ليس لشخص أو كنيسة، فنحن نرقب كل عام تكريما لاحدى الكنائس الذي يمثل تقديرا لكل الوجود المسيحي في الاراضي المقدسة كجزء اصيل من النسيج الاجتماعي والتاريخي في المنطقة.

 

 

لجلالة الملك عبد الله الثاني مكارم عديدة تخص المقدسات والكنائس المسيحية في القدس، كيف تقرأ ذلك؟

 

ان المقدسات المسيحية في الاراضي المقدسة وكنائسها، هي حاجز صد منيع أمام استهداف الجماعات الصهيونية ومن يواليهم لتغيير واقع المدينة المقدسة التاريخي والجغرافي، ولم نكن قادرين ان نصمد بوجه هذه الجماعات لولا وجود الدعم الاردني والهاشمي الذي يسعى جاهدا لتثبيت وجودنا في ارضنا، وترميم المقدسات المسيحية كما حصل في كنيسة القيامة وغيرها، هي دليل جلي اننا ما زلنا نستطيع الصمود اكثر بسند قوي ممثل بملك حكيم صامد لم يتنازل يوما عن قضيته الاولى ولم ولن يساوم عليها.

 

لذلك نحن نؤكد اهمية الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية اليوم اكثر مما سبق، خاصة في ظل تعاظم خطط الجماعات المتطرفة لسرقة وطننا، ونحن كمسيحيين في هذه الارض نعلم يقينا ان وجود هذه الوصاية يسبب خوفا كبيرا لدى الجماعات الاستيطانية المتطرفة.

 

 

اليوم، ماهي أخطر التهديدات التي تواجه المسيحيين المقدسيين؟

 

من اخطر التهديدات التي تواجه المسيحيين المقدسيين هو التهديد المتعلق بمقدساتهم من قبل الجماعات الصهيونية المتطرفة التي تحاول جاهدة استهداف الكنائس والمقابر ورجال الدين المسيحي. ولا يمكن ان يُعامل المسيحيون في بيتهم الاول ومهد ديانتهم وعاصمة ايمانهم على انهم غرباء أو دخلاء في دارهم ووطنهم. باختصار، اكبر تهديد للمسيحيين في القدس اليوم هو الاقصاء الذي يمارس بحقهم من قبل الجماعات المتطرفة.

 

 

الاردن مقبل بعيد ايام على فرح ملكي جديد، ماذا تقول لسمو ولي العهد بمناسبة زفافه؟

 

في البدء ارفع اجمل ايات التهنئة لصاحبي الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني ابن الحسين والملكة رانيا العبدالله بهذه المناسبة السعيدة التي نرتقبها جميعا بعين الحب والدعاء، واتمنى لسمو ولي العهد الامير الحسين موفور السعادة والهناء، وان يحفظه الله وهو يتقدم لبناء اسرة اردنية جديدة من آل هاشم الكرام، متضرعا لله العلي القدير ان يكلله بكل ما يتمناه مع من اختارها قلبه زوجة صالحة غدت اليوم ابنة للاردنيين جميعا، وهذا لم يعد خفيا على احد، فكل بيوت المملكة اليوم تحتفل أيضا، فقد جاء هذا الزفاف ليس بحب شخصين، بل بمحبة شعب كامل، انا اتابع جيدا مواقع التواصل الاجتماعي كيف تزينت بصور سموه والانسة رجوة، واليوم أنا أؤكد أن هذا الحب الكبير لولي العهد هو ثمرة ما زرعه الهواشم وسقاه جلالة الملك عبد الله الثاني في اسرته الاردنية الواحدة، التي اغفلت كل صعوبات الحياة وتحدياتها الاقتصادية والاجتماعية لتفرح مع مليكها القائد الحكيم والاب الحنون، ويغدو عرس الحسين فرحا للجميع. لا يسعنا الا ان نكون جزءا من هذه الاسرة الكبيرة وابارك لسموه مع امنياتي القلبية الكبيرة ومع كل ابناء ضفتي النهر المقدس ودعواتهم أقول نعم «فلنفرخ بالحسين وللحسين».

 

 

ما هي رسالتك للاردن ملكا وشعبا؟

 

نصلي على الدوام ان يمن الله على الاردن والاردنيين بوافر نعمه وبركته وعطاياه، وأن يحفظهم متحدين ومتوحدين في الضراء والسراء، مسيحيين ومسلمين تحت افياء راية العز الهاشمية بقيادة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين الوصي العادل والحامي للمقدسات الإسلامية والمسيحية، وولي عهده الامين، وسيبقى للهواشم حضور لن يغيب ومواقف يخلدها التاريخ ويسجلها بماء من ذهب وجيلا بعد جيل.