ترأس النائب البطريركي للاتين في الأردن المطران جمال دعيبس، مساء يوم الجمعة الموافق 15 أيلول 2023، القداس الاحتفالي الذي أقيم في ساحة بيت العناية الإنسانيّة في مدينة الفحيص، لمناسبة عيد ارتفاع الصليب المقدّس، بحضور جمع من الكهنة والراهبات، وراهبات الصليب المشرفات على بيت المُسنين، وجمع من المؤمنين من مختلف المناطق.

وفي عظته، أوضح المطران دعيبس أنّ الكنيسة تحتفل بالصليب مرتين في السنة بشكل رئيسيّ، الأولى يوم الجمعة العظيمة في جوٍ من الألم والحزن، والمرة الثانية في عيد ارتفاع الصليب في جوٍ من الانتصار والفخر والفرح. وفي المرتين، تدعونا الكنيسة إلى التأمل في الصليب والتعلم من مدرسة الصليب.

ولفت إلى أنّ الصلبان اليوميّة ما تزال حاضرة في هذه الحياة، من صعوبات وآلام وموت أحباء، مشدّدًا على أنّه من رحم هذه الصعوبات علينا أن نتأمل كيف نسير مع هذه الصلبان بروح الإيمان ومن دون تذمر. فالحيّة النحاسيّة، التي صنعها النبي موسى في العهد القديم، هي رمز استباقي لما سيأتي عند صليب السيّد المسيح في العهد الجديد، وهي دعوة لكلّ مسيحي للمضي في هذه الحياة، والأعين والقلوب محدّقة على الصليب لأنّ منه أتى النعمة والخلاص والحياة.

وأوضح سيادته بأنّ الصليب كان للسيد المسيح طريقًا للانتصار وخلاص العالم، فهو لم يبقى معلقًا عليه، أو ميتًا بسببه، إنما أصبح علامة على انتصار الخير على الشر، والحق على الباطل، والعدالة على الظلم، والنعمة على الخطيئة، والقيامة على الموت. وبالتالي أصبح الصليب علامة رجاء لكلّ مسيحي ومسيحيّة، من خلال السير، وسط صعوبات الحياة، على مثال السيّد المسيح.