موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
مصدر الصور: المكتب الإعلامي الكاثوليكي بمصر
في مشهد مهيب وحزين، ودعت الكنيسة الكاثوليكية القبطية بمصر، يوم الأربعاء الموافق 16 شباط 2022، الأنبا يوحنا قلته، وذلك في كاتدرائية السيدة العذراء مريم للأقباط الكاثوليك في مدينة نصر. وقد ترأس القداس الإلهي والجناز الأنبا يوسف أبو الخير، بسبب عدم تمكّن البطريرك الأنبا إبراهيم اسحق من الحضور لتواجده في العاصمة الإيطاليّة روما.
وشارك في الصلاة: بطريرك الأقباط الكاثوليك السابق الكاردينال أنطونيوس نجيب، والنائب البطريركي للأبرشيّة البطريركيّة الأنبا باخوم، ومطران الجيزة وبني سويف والفيوم الأنبا توماس عدلي، ومطران كرسي طيبا الأنبا عمانوئيل عياد، ومطران المنيا الأنبا باسيليوس فوزي، ومطران الإسماعيلية الأنبا دانيال لطفي، ومطران أبو قرقاص الأنبا بشارة جودة، ومطران سوهاج الأنبا توما حبيب، والمطران السابق لأبرشيّة الإسماعلية الأنبا مكاريوس توفيق. كما شارك في القداس العديد من الآباء الكهنة، والرهبان الفرنسيسكان والراهبات من مختلف الأبرشيات، وشمامسة الكلية الإكليريكيّة بالمعادي.
ومن الكنائس الكاثوليكية شارك رئيس أساقفة أبرشية القاهرة المارونيّة لمصر والسودان المطران جورج شيحان، والأب بيو فرح نيابة عن مطران الروم الكاثوليك بمصر والسودان جورج بكر، والمونسينيور أنطوان توفيق نيابة عن مطران الكنيسة اللاتينية بمصر كلاوديو لوراتي، والمونسينيور إستيفانو نيابة عن السفير البابوي بمصر المطران نيكولاس هنري.
وحضر لتقديم العزاء الأنبا إكليمندس والأنبا إرميا، ود. جرجس صالح، الأمين العام السابق لمجلس كنائس الشرق الأوسط، نيابة عن البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية للأقباط الأرثوذكس. كما أناب عن الكنيسة الأسقفية الأسقف الدكتور سامي فوزي في الحضور القس ميشيل ميلاد والعميد يشوع نجيب، بالإضافة إلى الشيخ محمد أبو اليزيد الأمير نيابةً عن شيخ الأزهر أحمد الطيب. وحرص بعض أعضاء مجلس الشيوخ على الحضور، وهم المستشار منصف سليمان، والمستشار جميل حليم، والنائب السابق ثروت بخيت، والدكتورة وفاء بنيامين عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان.
ولقد دارت الكلمة التي ألقاها الأنبا يوسف أبوالخير خلال القداس الإلهي حول السيرة الطيبة لمثلث الرحمات نيافة الأنبا يوحنا قلته، موكدًا على تفانيه في خدمته طوال مدة حياته. كما قدم الأنبا عمانوئيل عيّاد الشكر والتقدير لكل من قدم واجب العزاء سواء بالحضور، أو الاتصال الهاتفي، أو إرسال باقات الورد.
• الاسم بالميلاد: كمال ثابت قلتة قرياقص.
• ولد بقرية "القطنة" مركز طما محافظة سوهاج في 27/1/1937.
• التحق بإكليريكية طهطا في 2/10/1950 ودرس الفلسفة واللاهوت.
• سيم كاهنًا في 25/9/1960 على يد الأنبا إسطفانوس الأول باسم الأب يوحنا قلتة.
• انتدب راعيًا لرعية بردنوها مركز مطاي، أبرشية المنيا عام 1960.
• عيّن راعيًا بكنيسة السجود بالقاهرة.
• حصل على ليسانس الدراسات العربية والاسلامية عام 1965.
• حصل على الماجستير عام 1972 في موضوع أثر الثقافة الفرنسية في أدب طه حسين.
• حائز على الدكتوراة من جامعة القاهرة عام 1981 عن تأثير الفيلسوف الفرنسي فولتير على تفكير عميد الأدب العربي طه حسين وكانت المشرفة على رسالة الدكتوراه أول امرأة تتلمذ بشكل مباشر على يد الاديب الكبير وزير المعارف طه حسين الدكتورة سهير القلماوي.
• قام بتدريس الأدب الفرنسي بأكاديمية الفنون من عام 1981- 1986، وتولى مسؤولية الإعلام والصحافة واللجنة المصرية للعدالة والسلام بالكنيسة.
• رسم أسقفًا فخريًا لكرسي أندروبوليس ومعاونًا للبطريرك الأنبا إسطفانوس الثاني في 29/8/1986.
• عمل في مجال الإعلام والصحافة، وهو عضو بنقابة الصحفيين، وكاتبًا بمجلة "الجديد".
أثر الثقافة الفرنسية في أدب طه حسين، أشواك الروح، المسيح دعوة للحرية، الإنسان هو القضية الإنسان هو الحل، أرواح جائعة، قرية غرب النيل، الفهرست التحليلي لوثائق المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني، الثالوث الحياة النور الحب، المسيحية والألف الثالثة، مذكرات كاهن في الأرياف، ناهيك عن مئات المقالات في جريدة الأهرام المصرية ومجلة الصلاح ورسالة الكنيسة وحامل الرسالة وصديق الكاهن.
لقد عرف المطران قلته بفكره الفلسفي العقلاني والأدبي. كما اشتهر بعلاقات إسلاميّة وسياسيّة على أعلى مستوى في الدولة، وأغنى الكنيسة بحضوره وتواجده. ومن الجدير بالذكر أن المطران قلته تتلمذ على يد الأديب الكبير طه حسين، لذلك عشق اللغة العربية واستخدم أدب السيرة الذاتية للتعبير عن حياته وافكاره وفلسفته.
وقد أصدر سيرته في جزئين "مذكرات كاهن في الأرياف"، و"مذكرات كاهن في العاصمة". وفي هذه السيرة رجع المطران قلته إلى جذوره حيث نشأ في قرية "القطنة" بمركز طما بمحافظة سوهاج. وقد أثّر الجبل الشم الذي يحيط بالقرية في حياته أثرًا عميقًا، وترك جرحًا في خياله مشهد البؤس والفقر في القرية، فآثر منذ شبابه أن ينحاز إلى الإنسان المغمور المهمش، وانغمس بقوة في مجال التنمية وتغيير واقع البؤس بأسلوب هادئ، فقد ظل لمدة 15 عامًا مرشدًا روحيًا لجمعية "الشبيبة العاملة" التي تهتم بـ"العمّال الصغار" من عمر 7 إلى 20 عامًا، وقد أمدّ اختلاطه بهذه الفئة المقهورة من المجتمع برؤيّة إنسانيّة واسعة، وصمّم أن يكون العمال الصغار من المسلمين والمسيحيين معًا، وحقق معهم إنجازات تبدو بسيطة لكنها إنسانيّة هامّة، مثل الإجازة الأسبوعيّة والأجر المناسب والالتحاق بالتأمينات الاجتماعيّة.
عضو اللجنة الأسقفية للحوار المسيحي الإسلامي. عضو باللجنة التنفيذية لمجلس كنائس الشرق الأوسط. مسؤول الإعلام والصحافة واللجنة المصرية الكاثوليكية للعدالة والسلام. اشترك في مؤتمر الألفية الثالثة بالأمم المتحدة بنيويورك وألقى محاضرة حول رؤيته كرجل دين مسيحي مصري حول السلام العالمي في آب 2000. اشترك في مؤتمر اللجنة البابوية بروما الخاصة بالثقافة في أيلول 2000 حيث القى محاضرة بعنوان الدين والحضارة. راعي كاتدرائية سيدة مصر بمدينة نصر.
لقد قدّم نيافته طلبًا بتخليه عن مهامه كمعاون بطريركي لأسباب التقدم في السن وذلك في جلسات السينودس البطريركي المنعقد في الفترة من 27 آب حتى الأول من أيلول لسنة 2018.
"بين الحياة والموت خيط رفيع، أنفاس متلاحقة قد تنتهي هذه الحياة في ثوان معدودة مهما طالت أعمارنا، نمضي إلى الموت كما مضى من قبلنا أحباؤنا، والموت ليس ظلمة وبؤسًا أو كابوسًا مرعبًا، بل الموت حلقة جديدة من حلقات الحياة. إنه تطور وانتقال وعودة إلى النبع والأصل والجذور، عودة إلى الله".
ويضيف: "شرط واحد لكي يكون الموت رائعًا جليلاً فرحًا؛ أن تمس القداسة الحياة، أن يتوهج الضمير بالخير، أن يمتلئ الوجود بالفضيلة. آه لو علم الإنسان كم هو قدوس الله الخالق! وللدخول إلى موكبه لا بدّ من القداسة والنقاء والرجاء. الله محبة، لا ينضم إلى موكبه إلا من عاش المحبة، الله نور، لا يقترب من ملكوته ظلام وقلب يظلم بالإثم".
لقد فقدت الكنيسة الكاثوليكيّة بمصر الأنبا يوحنا قلته جسديًا، لكن أعماله وكتابته ستظلّ حيّة، تؤثّر في الأجيال القادمة، لأن الفكر لا يموت، وعمل الإنسان الروحيّ يظلّ خالدًا يشهد لصاحبه.