موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ١٥ ديسمبر / كانون الأول ٢٠٢٠
الكاردينال لويس أنطونيو تاغل: في سنة الوباء هذه يدعونا عيد الميلاد للتضامن
عميد مجمع تبشير الشعوب يشارك آماله في عيد الميلاد القادم ويقدم كلمات تشجيع للذين يعانون بسبب الوباء
مجسم "الملائكة المجهولون" (نسخة طبق الأصل عن العمل الفني الموجود في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان) أمام شجرة عيد الميلاد التي أقامتها أبرشية بروكلين في ساحة الجيش الكبرى بنيويورك، 8 كانون الأول 2020

مجسم "الملائكة المجهولون" (نسخة طبق الأصل عن العمل الفني الموجود في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان) أمام شجرة عيد الميلاد التي أقامتها أبرشية بروكلين في ساحة الجيش الكبرى بنيويورك، 8 كانون الأول 2020

فاتيكان نيوز :

 

ألم ورجاء. هذه هي المشاعر التي وبسبب الوباء تميّز هذه الأيام قبل عيد الميلاد.

 

يقترب عام 2020 من نهايته، عام طُبع بالألم وإنما أيضًا بالتزام العديد من الأشخاص الذين يساعدون الذين يتأّلمون. وفي مقابلة له مع موقع فاتيكان نيوز، يعود الكاردينال لويس أنطونيو تاغل، عميد مجمع تبشير الشعوب ورئيس كاريتاس الدوليّة، إلى خبرته الشخصية للإصابة بفيروس الكورونا ويؤكد على أهمية ولادة يسوع كلحظة رجاء وولادة جديدة للبشرية جمعاء.

 

وقال تاغل: إن عيد الميلاد هذا العام سيكون مميّزًا بسبب الوباء، وبالتالي وأعتقد أنّه علينا أن نتذكر أيضًا أنه ربما خلال عيد الميلاد الأول، عندما ولد المسيح، لم يكن الوضع مثاليًا: كانت إسرائيل في ظروف معيشية صعبة للغاية وفي خضم كل هذا، وُلد ابن الله. أعتقد أن مشاكل وآلام هذا العام ستساعدنا أيضًا في التركيز على رسالة الرجاء التي يحملها عيد الميلاد. ما هو عيد الميلاد؟ إنّه الله الذي يأتي بيننا. لن نكون وحدنا أبدًا! عمانوئيل: الله معنا! وهكذا ستختفي الأشياء الأخرى الموجودة معنا: الاستثمارات والنجاحات والهدايا والأموال... ستختفي. كل هذه الأشياء التي ربطناها بعيد الميلاد يمكنها أن تختفي. لكنَّ يسوع الذي يأتي بيننا، الله معنا، سيبقى معنا إلى الأبد. وهذا هو رجاؤنا.

 

وعن خبرته الشخصية للإصابة بفيروس الكورونا وما يقوله للأشخاص الذين يعيشون حالة الخوف هذه، قال: بادئ ذي بدء، أريد أن أخبرهم أن لديهم أخًا، شخص يعرف بشكل خاص الاضطرابات الداخلية والكرب والخوف. أود أن أخبرهم، وأن أخبر جميع الذين سيسمعونني أنه يمكن لشيء كهذا أن يفاجئنا: لأننا لا يمكننا أن نتوقّعه! تمامًا كما يقول الإنجيل: "اسهَروا، لأَنَّكم لا تَعلَمونَ اليومَ ولا السَّاعة التي سيأتي فيها الرب". لذلك آمل أن نتمكن جميعًا من أن نعيش كل لحظة وكل يوم في حياتنا بسلام مع الله وبسلام مع القريب. وبالتالي لا نؤجلنَّ الأعمال الصالحة التي يمكننا القيام بها الآن، تصرفات صغيرة: فعل صلاح بسيط، فعل عدالة بسيط، مكالمة هاتفية بسيطة، ابتسامة، ذكرى، لأنه قد لا يكون لدينا فرصة أخرى لكي نقوم بذلك.

 

وحول ما يمكن أن يفعله المسيحيون لكي يجسّدوا كلمات البابا فرنسيس بأن "لا أحد يخلص بمفرده"، قال: يمكنهم القيام بأمور كثيرة. أتذكر دائمًا كيف يحتفل المسيحيون من أماكن مختلفة ومن أجيال مختلفة بإبداع بعيد الميلاد؛ فأنت تعبرُ من بلد إلى آخر وترى إبداع المسيحيين. يدعونا عيد الميلاد هذه السنة في الجائحة إلى التضامن. آمل أن نكون مبدعين، وأن نتمكن من إيجاد الطريقة، لاسيما في تذكير إخوتنا وأخواتنا بأن لديهم صديق يمكنهم الاعتماد عليه. وربما، بدلاً من ادخار المال لنفسي، لماذا لا أدخر المال لجاري الذي ليس لديه شيء؟ بدلاً من إقامة مأدبة لنفسي ولعائلتي فقط، لماذا لا يمكنني طلب طعام لشخص آخر أيضًا؟ هناك العديد من الطرق لكي يتمكّن الأشخاص من فهم هذا الأمر: "لدي أخ، لدي أخت، لدي صديق".

 

وختم عميد مجمع تبشير الشعوب الكاردينال لويس أنطونيو تاغل حديثه لموقع فاتيكان نيوز معبرًا عن رغبته للسنة الجديدة وقال آمل أن يتحلّى الناس بالقوة والرجاء والإيمان والفرح لكي يجعلوا العام الجديد أكثر إشراقًا. لا يمكننا أن نتوقع من العوامل الخارجية أن تغيِّر الأمور. لأنّها ربما لن تتغيّر. لكن يمكننا أن نغيِّر وجهات نظرنا وهذا الأمر سيجعل العام الجديد أكثر إشراقًا: رجاؤنا وتضامننا وفرحنا.