موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
قال الكاردينال بييترو بارولين، إنّ "الفكر يتوجّه إلى الأطفال. جميع الأطفال، الأطفال الأوكرانيون الذين تم ترحيلهم إلى روسيا والذين يعمل الكرسي الرسولي من أجل عودتهم إلى ديارهم، والأطفال الذين يفقدون حياتهم في الرحلات المأساوية على متن قوارب في البحر الأبيض المتوسط، والذين يطلب الكرسي الرسولي من أجلهم التزامًا مشتركًا" من المجتمع الدولي.
وخلال زيارته إلى بلدة نيتونو، جنوب روما، وبالتحديد لمزار القديسة ماريا غوريتي، التي تحتفل الكنيسة بعيدها في 6 تموز، فقد أتاحت قصة هذه الشهيدة الصغيرة، ضحية جريمة بعد محاولة اغتصاب، والتي أعلن قداستها البابا بيوس الثاني عشر في عام 1950، الفرصة لكي يعيد أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان إطلاق نداء لتجنيب القاصرين جميع أشكال العنف.
وأشار إلى "أن قصة القديسة ماريا غوريتي، هي دعوة قوية لإبعاد الأطفال عن جميع أشكال الاستغلال، وجميع أشكال العنف، لكي نضمن لهم حياتًا وتطورًا طبيعيَّين". وأردف: "هذا العيد هو حقًا دعوة لكي نجتهد أكثر في هذا الصدد. ولأن أطفال اليوم هم مستقبل الغد، وبالتالي من المهم أن يكبروا في بيئة سليمة تعزز شخصيتهم بكل ما للكلمة من معنى". ولم ينسَ نيافته أطفال أوكرانيا ضحايا العدوان الروسي منذ أكثر من ستة عشر شهرًا: فـ"هم يعيشون حالة مأساوية حقًا"، كما يقول.
وتوقّف عند قضية ترحيل حوالي 19 ألف قاصر أوكراني إلى روسيا، حيث جدّد التأكيد بأنّ "الكرسي الرسولي يعمل بشكل فاعل على هذه النقطة من أجل ضمان عودة الأطفال إلى عائلاتهم ووالديهم وإلى الأرض التي أتوا منها". وقد كان هذا طلبًا صريحًا للمساعدة من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى البابا فرنسيس، خلال لقائه في شهر أيار الماضي.
وأشار إلى أنّ مهمّة الكاردينال تزوبي "ركزت كثيرًا على هذه النقطة مع بعض الومضات الإيجابية. أما من الجانب الروسي، فكان هناك نوع من الانفتاح، واهتمام معين، وبالتالي نأمل في أن يصار إلى وضع آليات تسمح بتحقيق هذا المسار وتطبيقه والمضيّ به قدمًا".
كما عبّر الكاردينال بارولين عن اهتمامه إزاء جميع الأطفال الذين تطالهم ظاهرة الهجرة.
وقال: "إنهم أول الضحايا الأكثر تضررًا بسبب هذه المأساة الهائلة"، داعيًا بشكل خاص إلى توجيه فكرة "إلى جميع الأطفال الذين ماتوا أثناء العبور في البحر الأبيض المتوسط بحثًا عن السلام حيث هناك صراعات وحروب، ولإيجاد التنمية وإمكانية العيش الكريم حيث هناك ظروف تخلف وبؤس كبير".
وذكّر بالتزام المجتمع الدولي للتمكّن من "معالجة المشكلة معًا". وقال: "هذا ما نطلبه بالإشارة إلى آخر التطورات التي شهدناها في الاتحاد الأوروبي، أي أنها مشكلة مشتركة. لأنه إذا تم التعامل معها على أنها مشكلة مشتركة، فستكون لدينا فرصة أفضل من أجل إيجاد حلول صالحة وفعالة".