موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٣٠ مايو / أيار ٢٠٢٢
التكريم الملكي للبطريركيّة اللاتينيّة يؤكد قرب الملك من مسيحيي الأرض المقدسة

نوف الور :

 

لفتة كريمة، ليست غريبة عن العطاء الهاشمي، وليست مستغربة من شعب اعتاد مسيحيوه ومسلموه أن يلمسوا قرب القائد من أبناء أسرته الواحدة كالأب تمامًا، لفتة لم تكن مصادفة أو وليدة اللحظة، بأن يُكرَّم المسيحيون من قبل ملك كريم، هو الوصي الأمين على المقدسات الإسلاميّة والمسيحيّة في القدس، ليوثق مجددًا الوحدة الوطنيّة، ليس فقط بين أبناء الاردن بل بين شعبي ضفتي نهر الأردن المبارك.

 

جاء التكريم الملكي الهاشمي من جلالة الملك عبدالله الثاني لغبطة البطريرك بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين، بوسام الملك عبدالله الثاني ابن الحسين للتميّز من الدرجة الأولى، تقديرًا لدوره الكبير وإسهاماته في نشر التسامح وترسيخ العيش المشترك في مدينة القدس، ودفاعه عن المقدسات المسيحيّة فيها، خلال الاحتفال الوطني بمناسبة عيد استقلال المملكة السادس والسبعين، تكريمًا لكل مسيحيي الاراضي المقدسة.

 

وقال البطريرك بيتسابالا، لجريدة «الدستور» الأردنيّة: «أن تكريم البطريركيّة اللاتينيّة من قبل جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين في عيد الاستقلال السادس والسبعين رمز جليل للعلاقة العريقة القائمة بين البطريركيّة والمملكة الأردنيّة الهاشميّة، ويرمز على تقدير عمل البطريركية لخدمة الشعب الأردني الكريم، وتقدير دور الكنيسة في عملها في مدينة القدس من خلال المؤسسات التابعة للكنيسة».

 

وأضاف «إنّ هذا التكريم هو أيضًا للحضور المسيحي كجزء أصيل من النسيج الاجتماعي في الأراضي المقدسة، وقد فرح بهذا التكريم كل من يخدمون المجتمع في ميادينه المتعددة خاصة المؤسسات والمدارس والمستشفيات، هو تقدير للعمل التي تقوم به البطريركيّة منذ زمن طويل، وهو تشجيع للاستمرار في العمل والخدمة، خاصة في المدينة المقدسة،. ونحن نعلم مدى الاهتمام والرعاية التي يقوم بها جلالة الملك لمدينة القدس وللأماكن المقدسة والمؤسسات التابعة لها».
 

بدوره، ثمّن النائب البطريركي للاتين في الأردن المطران جمال خضر تكريم جلالته للكنيسة اللاتينية، مشيرًا إلى أن بطريركية اللاتين هي كنيسة تشمل فلسطين والجليل والاردن، وتحمل اسم القدس.

 

وقال: «إن تكريم جلالة الملك للكنيسة في شخص غبطة البطريرك هو تكريم لعمل الكنيسة وما تمثله من قيم العدل والسلام والتسامح والخدمة. إننا نقدّر عاليًا مبادرة جلالة الملك، ونقدّر عمله الدؤوب لصالح الأماكن المقدسة ومدينة القدس الشريف، كما أن لمناسبة عيد الاستقلال معانٍ ساميّة في تجديد الالتزام بالمبادئ التي قامت عليها المملكة وبقيت أمينة لها. وقد كانت الكنيسة اللاتينية مساهمة في العمل والتربية على هذه المبادئ، وخاصة حب الوطن والتضحية في سبيله وفي الولاء للاسرة الهاشمية».

 

وأكد المطران خضر أن هذا التكريم رسالة لمسيحي الأراضي المقدّسة، وهي قرب جلالة الملك عبدالله بن الحسين والعائلة الهاشمية من مسيحيي الاراضي المقدسة، وتقدير عملهم، كما أن هذا التكريم يظهر المبادئ الدينية التي تقوم على التسامح والتعاون وخدمة الانسان وقضاياه العادلة.

من جهته عبّر مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، الأب الدكتور رفعت بدر عن غبطته واعتزازه بالتكريم الملكي الذي يأتي تقديرًا لجهود غبطة البطريرك بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين التي يقوم بها في القدس ومن أجل المقدّسات.

 

وقال «نحن نعلم بأنّ حضور البطريركيّة اللاتينيّة في القدس، وبالأخص في القدس الشرقيّة، له تاريخ حافل وحضور مؤثر في المجتمع الفلسطيني ككلّ، ولكلّ الشعب الفلسطيني الذي تدعمه دائمًا مدارس البطريركيّة اللاتينيّة ومؤسساتها الصحيّة والمراكز الثقافيّة التابعة لها. إننا ننظر بعين التقدير لهذا التكريم الملكيّ تجاه بطريرك القدس، الذي يمثّل شخصًا كريمًا طبعًا، ولكنه أيضًا يمثّل مؤسسة عريقة لها خدمتها الجليلة في كلّ أطوار ومنعطفات الشعب الفلسطيني التائق للسلام والاستقرار، ولا ننسى طبعًا بأن مؤسّسات البطريركيّة ومدارسها حاضرة في الأردن، وتعمل على تنميّة الطالب على المواطنة الصالحة وعلى قيم الإخاء والمساواة».

 

وختم الاب د. بدر قائلا «إنّ تكريم بطريرك القدس.. وتكريم ابنة القدس الشهيدة شيرين ابو عاقلة أيضًا.. هو توجيه لأنظار العالم إلى أهميّة دعم الشعب الصامد في مدينة السلام المقدسة».