موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ٣٠ أغسطس / آب ٢٠٢٣
البطريرك ساكو يكتب: يجب ألّا نفقد الرجاء أبدًا

أبونا :

 

قال البطريرك الكلداني الكاردينال لويس روفائيل ساكو، في مقالٍ جديد بتاريخ 28 آب 2023، إنّ "بلدنا لم يعرف الاستقرار منذ زمان، والمواطنون يعانون حروب وصراعات وأزمات متتالية، كما أنهم لا يشعرون أنّ السياسيين والمسؤولين في الدولة يخدمون المصلحة العامة".

 

أضاف: "بخصوص المسيحيين، أذكر عمليات الخطف والقتل، تفجير عدد كبير من الكنائس، التهجير من الموصل وبلدات سهل نينوى من قبل داعش، الإقصاء والاستحواذ على بيوتهم وأملاكهم، وهجرة مليون مسيحي، وأخيرًا وليس آخرًا، سحب المرسوم من رئيس الكنيسة الكلدانيّة من دون أساس دستوري، لربما بسبب نقل أشخاص مغرضين معلومات غير صحيحة".

 

 

لا تفقدوا الأمل!

 

تابع: "أقول للعراقيين مهلاً، لا تفقدوا الأمل! فلا بدّ أن ينهض العراق عبر التاريخ، الحضارات الرفيعة، والذاكرة الحيّة. هذا الإيمان، الرجاء، يجب أن يبقى حيًا فينا ولا ينفذ! لهذا الإيمان والرجاء أثر كبير في هموم الحياة. إنّ التغيير سيأتي عندما يكون لنا الوعي الكامل بأهميّة الوطن والهويّة الوطنيّة، واحترام حقوق جميع المواطنين ومساواتهم، وعندما نضع ثقتنا بالله وببعضنا البعض ونسعى لخير البلاد والعباد".

 

وأشار البطريرك الكلداني إلى أن "الفوضى لا يمكن أن تستمرّ إلى الأبد في تحدٍّ للضمير الإنساني، والقيم الأخلاقيّة والدينيّة والوطنيّة. فمن سرق المال العام وارتكب جرائم فظيعة بحقوق الناس، سوف يحاسب عاجلاً أم آجلاً. سيأتي اليوم الذي فيه لا يمكن إخفاء الجرائم ضد الإنسانيّة، وسيحمي القانون الأبرياء ويحقّق لهم العدالة"، مشيرًا إلى أنّ "التاريخ يعلمنا أنه لا توجد أنظمة ثابتة، وأن الإيمان يؤكد بأن عدالة الباري تُمهِل ولا تُهمِل، وأن الفاسدين والمنافقين لا مستقبل لهم".

 

 

من أين يبدأ النصر؟

 

وأوضح البطريرك ساكو بأنّ "النصر يبدأ عندما نفهم مدى أهميّة موضوع التربية والتثقيف والتوعية في البيت، والمدرسة والجامع والكنيسة والإعلام، ونعطيه الأولوية، لأن من دونه تضيع القيم التأسيسية للمجتمع والدولة، وتنتصر الفردية، المصالح الذاتية والفئوية والفوضى"، مشيرًا إلى أهميّة التدريب "على التفكير المتوازن والتحليل بدراية وعلمية في غاية الضرورة، لأنّ الأفعال لا تكون إنسانيّة إلا إذا كانت بصيرة".

 

وأردف "النصر يبدأ عندما نعترف بالآخر المختلف، نقبله ونحترمه كأخ ومواطن مثلنا، لا كخصم أو عدو أو كافر، ونعزز ثقافة الأخوّة الحقيقية وقيم المواطنة، نحافظ على المال والممتلكات العامة لتحقيق حياة آمنة وحرة وكريمة للمواطنين، لأنّ الفساد يستنزف موارد الدولة، ويشكل تهديدًا لها". كما أن النصر يتم "عندما تكون الحكومة حازمة في تطبيق برنامجها الإصلاحي، ومحاسبة من ينتهك المصلحة العامة ويخالف القانون أو يجعل نفسه فوقه. القانون ليس حمّال أوجه!".

 

واختتم البطريرك ساكو مقاله بالقول: "عاش العراق".