موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ٢٦ ديسمبر / كانون الأول ٢٠٢٠
البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي يدعو السياسيين لتشكيل حكومة وإنهاء الجمود
البطريرك بشارة الراعي مترئسًا قداس عيد الميلاد في الصرح البطريركي الماروني، 25 كانون الأول 2020

البطريرك بشارة الراعي مترئسًا قداس عيد الميلاد في الصرح البطريركي الماروني، 25 كانون الأول 2020

أبونا، رويترز :

 

دعا البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي، في قداس عيد الميلاد، السياسيين اللبنانيين، الجمعة، إلى ضرورة التحرر من الضغط الخارجي وتشكيل حكومة لإنهاء الجمود السياسي والمساعدة على حل الأزمة المالية الطاحنة في البلاد.

 

وما زالت الكتل السياسية اللبنانية المتصارعة عاجزة عن الاتفاق على حكومة جديدة منذ استقالة الحكومة في أعقاب انفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب الماضي، ما ترك سفينة لبنان بدون ربان وهي تغوص أكثر في الأزمة الاقتصادية. وتم اختيار السياسي السني البارز سعد الحريري في تشرين الأول، للمرة الرابعة، لتشكيل حكومة اختصاصيين لتنفيذ إصلاحات ضرورية لفتح الطريق أمام وصول مساعدات مالية أجنبية، لكن التناحر السياسي يعرقل ذلك.

 

وقال البطريرك الراعي في القداس "توقعنا أن يسرع المسؤولون في تأليف حكومة تكون بمستوى التحديات من أجل إحياء الدولة والمؤسّسات واتخاذ القرارات، فتفاجأنا بوضع شروط وشروط مضادة ومعايير مستحدثة، وبربط تأليف حكومة لبنان بصراعات المنطقة والعالم، فبتنا من دون سلطة إجرائيّة دستوريّة، وازداد الإنهيار". وشدد البطريرك الماروني على أن "اعتبار الصلاحيات والمعايير وتوزيع الحقائب مهم، لكن اعتبار الشعب أهم من كل شيء، بل أهم من الأشخاص".

 

أضاف: "إذا كانت أسباب عدم تشكيل الحكومة داخلية فالمصيبة عظيمة لأنها تكشف عدم المسؤولية، وإذا كانت أسبابها خارجية فالمصيبة أعظم لأنها تفضح الولاء لغير لبنان. وفي الحالتين يشعر الشعب أن التغيير بات أمرًا ملحًا من أجل وقف مسيرة الانهيار الوطني". وتسائل غبطته: "أي ضمير يسمح بربط إنقاذ لبنان بصراعات لا علاقة لنا بها لا من قريب ولا من بعيد؟".

 

تابع: "لكم تمنينا على رئيس فخامة الجمهورية ودولة الرئيس المكلف أن يشكلا فريقًا واحدًا يعلو على جميع الأطراف ويتحررا، ولو موقتًا، من جميع الضغوط ويتعاونا في تشكيل حكومة اختصاصيين غير سياسيين. فيكسبان ثقة الشعب والعالم وينهضان بلبنان، ويصبحان مضرب مثل في تجديد الشراكة الوطنية، لكن تمنياتنا اصطدمت بابتداع البعض شروطًا لا محل لها في هذه المرحلة، ولا مبرر لها في حكومة اختصاصيين. فلا بدّ من مصارحة الشعب التي هي ميزة المسؤولين في الأزمات المصيريّة. وأي أزمة أعظم من هذه الأزمة؟".